زوجته اشترت له «تجربة» مدتها 30 دقيقة بمناسبة عيد ميلاده

مهندس يبني طائرة «عائلية»... في حديقة منزله

20 أكتوبر 2022 10:00 م

بدأ المهندس الميكانيكي أشوك أليسيريل ثاماراكشان بالتفكير جدياً بتعلّم قيادة الطائرة، عندما انتقل للعيش على مقربة من مطار في المملكة المتحدة، قبل أكثر من عشر سنوات.

وحلّق للمرة الأولى بعد بضع سنوات، عندما اشترت له زوجته أبهيلاشا تجربة طيران مدتها 30 دقيقة، لمناسبة عيد ميلاده.

وحجز أليسيريل، الذي يعيش في مقاطعة إسيكس الإنكليزية، بعض دروس الطيران في مطار محلي، وطار إلى جزيرة وايت الواقعة قبالة الساحل الجنوبي لإنكلترا، خلال جلسته الأولى.

مدمن طيران

وقال لـ«سي ان ان» إنّ «هذه التجربة لفتت انتباهي إلى الحرية التي يمنحك إياها الطيران حتى تقصد الأماكن المختلفة، فقط إذا كنت تملك القدرة على القيادة والوصول إلى طائرة»، مضيفاً أن «هذا الأمر جعلني مدمن طيران».

وحاز أليسيريل على رخصة طيار خاص عام 2019، وسرعان ما بدأ باستئجار طائرات للقيام برحلات قصيرة.

هاو يبني طائرة

ومع ازدياد عدد أفراد العائلة حيث رزق وزوجته بطفلتين، لم تعد الطائرات ذات المقعدين المتوافرة للإيجار عادة، مناسبة، وبدأ يفكر جدياً بشراء طائرته الخاصة.

وبدأ أليسيريل يبحث عن طائرة قديمة بداية، بُنيت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، بيد أنه عدل عن الفكرة لأن لم يرتح لاحتمال نقل عائلته على متن طائرة قديمة، ورأى أنها لن تكون «رحلة مريحة».

ثم بدأ بالنظر في إمكانية بناء طائرة بنفسه، معتبراً أن ذلك سيسمح له باكتساب فهم أفضل للطائرة، ما يسهل عليه صيانتها على المدى الطويل.

وبعد البحث عن مجموعات التجميع الذاتي للطائرات، وقع على طائرة ذات أربعة مقاعد صنّعتها شركة «Sling Aircraft» الجنوب أفريقية، التي توافقت مع تطلعاته جيمعها.

وفي ديسمبر 2020، سافر أليسيريل إلى منشأة مصنع «Sling Aircraft» في مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا خلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل اختبار طائرة «Sling TSi»، وأعجب جداً بها لدرجة أنه قرر أن يشتريها.

وقال إنّ «ذلك كان قبل كوفيد، حيث كان السفر لا يزال سهلاً للغاية في ذلك الوقت». وتابع: «ما أن عدت حتى طلبت المجموعة الأولى، وبحلول وقت وصولها، كانت المملكة المتحدة باتت في حالة إغلاق تام».

ولفت أليسيريل إلى أن زملاء له، يتمتّع بعضهم بخبرة بناء الطائرات، عرضوا عليه بداية المساعدة في البناء. لكن القيود التي فرضتها جائحة «كوفيد-19»، عُمّمت في العالم بحلول هذه المرحلة، ما يعني أنه من غير الممكن تلقيه المساعدة.

التجميع في المنزل

ستخضع لمراقبة جمعية الطائرات الخفيفة، الهيئة التمثيلية في المملكة المتحدة التي تشرف على بناء وصيانة طائرات محلية الصنع، بموجب موافقة من هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة (CAA).

ورغم أنّ بدء البناء قد تأخر قليلاً بسبب قيود «كوفيد-19» المطبقة في المملكة المتحدة حينها، كان مطلوباً من مفتش جمعية الطائرات الخفيفة المكلّف بالمشروع، زيارة مكان عمله مسبقاً، وكان أليسيريل قادراً على بدء بناء الطائرة في أبريل 2020.

وبينما لاحظ أنّ خلفيته الهندسية ساعدت في بعض النواحي، إلا أنّه يعتقد أنّ تحسين تجربته المنزلية أثبتت في الواقع أنّها مفيدة للغاية خلال بناء الطائرة، التي يبلغ طولها 7.175 متر وارتفاعها 2.45 متر.

بدء بناء الطائرة

وتابع أليسيريل العمل بنفسه، وطلب من أبهيلاشا مساعدته في بناء بعض الأقسام التي تتطلب أكثر من شخص. وكانت ابنتهما الكبرى تارا، البالغة من العمر سبع سنوات الآن، جاهزة للقيام بمهام مثل إزالة البلاستيك عن كل جزء.

وبحلول نهاية صيف 2020، كان أليسيريل قد بنى الذيل والأجنحة. وشرع ببناء قسم هيكل الطائرة في أكتوبر، عندما وصلت المجموعة التالية من الطائرة.

ورغم أنه خطّط بداية لاستئجار مساحة للعمل فيها من أجل بناء الطائرة، إلا أن أليسير شعر أن إنشاء هذه المساحة في منزله كان الخيار الأفضل.

وقال: «بخطوات قليلة أصل إلى السقيفة وأعمل على الطائرة»، مضيفاً: «لذا فإن وجود كل شيء في الحديقة الخلفية ساعد حقاً، رغم ضيق المساحة».

وكان لا بد من موافقة المفتش على كل مرحلة من مراحل المشروع قبل التمكن من الانتقال إلى المهمة التالية، واستغرق ذلك نحو 12 عملية تفتيش قامت بها جمعية الطائرات الخفيفة.

وما أن بنيت غالبية أقسام الطائرة، وحان وقت تجميعها، نقل أليسيريل كل ​​شيء من منزله إلى حظيرة بالقرب من كامبريدج للتجميع النهائي وتثبيت المحرك. وخضعت الطائرة لفحصها النهائي بعد بضعة أشهر.

وتُعتبر واحدة من أولى طائرات «Sling TSi» التي بُنيت محلياً في المملكة المتحدة. وأُطلق عليها اسم ابنته الصغرى «G-Diya»، لقيامها بأول رحلة لها في يناير2022.

ويتذكر أليسيريل قلق الانتظار على اليابسة عندما حلّق طيار بالطائرة، بعدما أمضى 18 شهراً يبنيها، بغية اختبارها.

وقال: «حلّق بها لمدة 20 دقيقة، ثم حطّ أرضاً». ووصف الأمر بأنّه «شكّل مصدر ارتياح كبير له. لم أستطع رفع رأسي لأرى ما كان يحدث أثناء الرحلة التجريبية».