في مؤتمر «بي إن بي باريبا» الإقليمي السنوي الثاني للمرأة والقيادة

«الجنس اللطيف» في قطاع الأعمال ... «حسابات النسوان» أكثر دقة!

1 يناير 1970 12:07 م
|البحرين- من كارولين أسمر|
بورد بنفسجي اللون معروض على مجسم بنفسجي أيضاً يرمز الى قوة الملكة في لعبة الشطرنج، استقبل البنك الفرنسي «بي ان بي باريبا» ضيوف المؤتمر السنوي الاقليمي الثاني للمرأة والقيادة الذي نظمه في فندق ريتز كارلتون في البحرين أمس، بالمشاركة مع منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو» ومركز الامم المتحدة للاعلام وقناة «ام بي سي».
وكما يُعرف مضمون الرسالة من عنوانها، كذلك فان الاستقبال البنفسجي وملكة الشطرنج كانا خير دليل على مضمون الندوة النسائية، التي افتتحها المدير الاقليمي لبنك «بي ان بي باريبا» جان كريستوف دوران الذي شرح أن المصرف الفرنسي ملتزم بمسؤوليته الاجتماعية تجاه المنطقة، ولذلك أطلق مبادرة «ستارز» عام 2009 ( وهو الاسم الذي أطلق على الوحدة الاسلامية التابعة للبنك) وهي المظلة التي تضم جميع أنشطة البنك الاجتماعية في دول الخليج، وهي مبادرة يندرج تحتها 4 برنامج اجتماعية في جميع دول الخليج، ومنها المؤتمر السنوي الثاني للمرأة والقيادة، مركز التوظيف التابع للبنك الهادف لمساعدة الخريجين، البرنامج التطوعي للشركات وأخيراً البرنامج التدريبي التعليمي الذي يعمد الى ارسال طلاب للتعلم في الجامعات الفرنسية الكبرى.
وأكد دوران أن دعم البنك للمرأة يطبق عملياً على الارض اذ أن نسبة النساء العاملات في «بي ان بي» في المنطقة تشكل 38 في المئة من القوى العاملة والبالغ عددها 700 شخص وهو رقم مرشح للارتفاع بنسبة 3 في المئة في المستقبل. كما أن البنك أطلق برنامج تطوير المواهب الشابة، وهو يضم 50 موهبة ما بين شباب وشابات (35 في المئة منهم) من جميع الجنسيات ويعمل على صقل مواهبهم وتأهيلهم استعداداً لسوق العمل أو لوظائف ادارية مرموقة. كما أن البرنامج يساعد الخريجين الجدد على ايجاد وظائف.
وأضاف دوران في نهاية كلمته الافتتاحية الى وجوب تحويل التوصيات والحلول التي يخرج بها المؤتمر الى خطوات تنفيذية على الارض، لكي يصل المؤتمر الى الهدف الاساسي من انعقاده، وهو تفعيل خطة تصل بالمرأة الى مراكز قوية في المجتمع ولتسويق الاهداف التي وضعتها الامم المتحدة للألفية الثالثة.
أدارت الجلسة الافتتاحية في المؤتمر مقدمة قناة «بي بي سي» نعمة أبو وردة، التي استضافت الى المنصة وزير العمل البحريني مجيد العلوي ووزير الدولة للشؤون الخارجية البحريني نزار البحارنة ومدير العلاقات العامة والتسويق في قناة «ام بي سي» مازن حايك ومدير منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية هاشم حسين والرئيس التنفيذي للاتصالات في مجموعة ابراهيم عادل.
البداية كانت للبحارنة الذي رأى أن تهيئة المرأة لتولي القيادة هي تهيئة جيل بأكمله على ذلك نظراً لأهمية المرأة في العائلة، داعياً الرجل للقيام بخطوات عملية للقيام بذلك أولها أن يتوقف عن العنف المعنوي او الصامت كما أسماه البحارنة الذي يمارسه تجاه المرأة، مستشهداً بحالة سيدة جاءت برفقة زوجها للتقدم بطلب عمل وقد تولى يومها التفاوض على جميع شروط العمل بدلاً عن زوجته، الا أنها بعد مدة شهرين من العمل أصبحت أكثر ثقة بالنفس وأكثر قدرة على مجابهة الحياة اليومية بما فيها زوجها.
برنامج «تمكين» البحريني
لدعم المرأة
من جهته تحدث العلوي عن برنامج «تمكين» الذي تدعمه الحكومة البحرينية لتمكين المرأة من دخول سوق العمل وتولي مراكز قيادية، معتبراً أن تقاعص المرأة الى الآن في تولي مناصب قيادية كالرجل يعود الى أسباب عديدة أولها الفشل في اثبات الذات ونقص القوانين التشريعية الحمائية للمرأة بالاضافة الى أن الصعوبة الاكبر تكمن في عدم ثقة المرأة بقيادة المرأة نفسها معتبراً أن المرأة هي الصعوبة الاساسية في تقدم المرأة والدليل نتائج الانتخابات النيابية أو غير النيابية في العديد من البلدان والتي تشير الى تصويت المرأة للرجل.
وكشف العلوي عن تخصيص مبلغ 25 مليون دينار بحريني ما يعادل 70 مليون دولار لتوظيف العاطلين عن العمل في البحرين والذين يشكلون نسبة 4 في المئة من عدد السكان وتشكل النساء نسبة 75 في المئة منهم.وشدد العلوي في المقابل على أن وزارة العمل في البحرين وبتوجيه مباشر من الملك البحريني أمنت أفضل بيئة صحية لتمكين المرأة من الحصول على دور قيادي في الاعمال والتعليم، كما أن مجلس الوزراء يضم وزيرتين. الا أنه بالرغم من الدعم الرسمي فان المعوقات تبقى تقليدية ليس بسبب الرجل فقط، فالعالم العربي كان يدار منذ الاف السنين من قبل نساء، وانما أيضاً بسبب الفشل في التطوير، ولم يعد السؤال في الدول العربية اليوم ما اذا كان ضرورياً حصول المرأة على حقوقها بل تحول الى «كيف تحصل المرأة على حقوقها» فالكل متوافق على أحقية المرأة ولكن يبحث عن الوسيلة. كاشفاً عن معرض يقام في البحرين على مدى 3 أيام، برعاية الملك، مخصص لتعيين المرأة في المؤسسات العامة والشركات الا أن المشكلة تبقى البيئة الاجتماعية التي تفرض على المرأة البقاء بالمنزل لاتمام واجباتها المنزلية. ولذلك بدأت الحكومة بتشجيع وتطبيق برامج عمل السيدات بأوقات عمل جزئي» لتتمكن من التوفيق بين المهمتين في الداخل والخارج.
وختم العلوي بالقول ان البحرينيين هم الاصول الاساسية للبحرين، فاذا تجاهلت 50 في المئة من المجتمع كأنك تتجاهل 50 في المئة من أصولك من الناحية الاقتصادية مما يؤدي الى كارثة،والمساواة بين الطرفين في العمل والمجتمع هي منهجية أساسية تتبعها البحرين وتؤمن بها بعيداً عن أي أهداف تسويقية للدولة.
المرأة المستقلة اقتصادياً
تبني عائلة قوية
من جهة أخرى، شدد حسين على ضرورة استقلالية المرأة اقتصادياً والايمان بمساواتها بالرجل، لأن التمكين الاقتصادي للمرأة يمكنها من بناء عائلة قوية ومساعدتها مادياً، داعياً الى اعطاء كافة التسهيلات اللازمة لتمكين المرأة اقتصادياً ومساعدتها على تحقيق مدخول مادي مستقل مضيفاً أن المشكلة في الاساس تأتي من المرأة نفسها.
أما حايك، فأعتبر أن الاعلام هو جزء من الحل ولكنه ليس الوحيد في المجتمع، ولا يجب التوقع من الوسائل الاعلامية أن تكون الوحيدة في عملية دعم المرأة في القيادة، اذ أنه على الاعلام أن يمد العالم بالمحتوى والامل ولكنه لا يمكن أن يقوم بالدور الكامل وحده. فالاعلام يتطرق الى قضايا تهم المجتمع بأكمله نساءً ورجالاً، وهو يسعى لتغيير الذهنية العامة لدى المرأة التي ترى أن مكانها في المنزل فقط كربة بيت وأم. فيمكن للاعلام أن يؤمن الافكار وأن يدعو الجماهير الى التفكير «خارج العلبة». مضيفاً أن أكثر ما يخيف في مجتمعاتنا العربية هو اعتراضها وتحركها الرافض تجاه قبلة أو امرأة عارية تعرض لـ3 ثوان على الشاشات العربية، وعدم تحركها أو جمودها تجاه مشهد لعشر جثث ملقاة على الارض ومضرجة بالدماء.مؤكداً على أن تغيير الذهنيات ليس كافياً الاهم تغيير الافعال أيضاً.
«زين» تدعم المرأة
من ناحيته، تحدث عادل عن تجربة مجموعة «زين» مع المرأة وتوظيفها، وهي مؤسسة آمنت بالمرأة ووضعتها في منصب القيادة. كما أن للمجموعة رؤية واضحة ومشتركة بين العاملين والادارة هي العمل بعشق والبحث عن الثقة المتبادلة. معتبراً أن المرأة موصوفة منذ الطفولة تتربى على قيم حفظ الاسرار الداخلية في بيتها وعائلتها وهي أمور تبحث عنها «زين» في الموظف. وأضاف عادل أن فريق عمل المجموعة يضم سيدتين تستلمان مناصب قيادية، واحدة مسؤولة الشؤون القانونية وهي سيدة كندية تتسلم العديد من القضايا والملفات التقنية في العديد من الشؤون وتتعامل مع الحكومات وقد أثبتت جدارة ونجاحاً كبيرين. أما الثانية فهي الرئيس التنفيذي التقني في «ام تي سي» في لبنان التي قامت بعمل جبار أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان في 2006 تمكنت فيه من ابقاء الشبكة عاملة طيلة فترة الحرب وقد نالت جائزة على انجازها هذا اخيراً. بالاضافة الى شابة انضمت حديثاً الى فريق «زين» وهي تقود الجهود التسويقية، وهو من أهم الاصول والقطاعات بالنسبة للشركة نظراً لحيويته.
وأشار عادل الى ان جميع أفكار الحملات الاعلانية والدعايات التي اشتهرت بها المجموعة في العالم العربي، هي خلاصة أفكار مجموعة من الشابات الكويتيات اللواتي يقدن هذه الجهود والافكار وهن متزوجات وربات بيوت ويقمن بوظائفهن على أكمل وجه. وتحدث عادل عن بعض الصعوبات التي واجهتها المجموعة في توظيف سيدات في السعودية، فقد أطلقت الشركة برنامجاً اجتماعياً خاصاً لتشجيع السيدات على العمل في السعودية اذ أنهن دائماً بحاجة الى موافقة الرجل قبل الاقدام على هذه الخطوة ومن الصعب لهن أن يتقدمن الى ميدان العمل بمفردهن. وهناك الكثير من المؤسسات الاجتماعية السعودية التي تدعم هذه الخطوة.