أبعاد السطور

هل ستنهار روسيا؟!

22 سبتمبر 2022 10:00 م

بعد أن شنت روسيا حربها الوحشية على أوكرانيا في تاريخ 24 فبراير الفائت من هذا العام 2022، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الحرب مباشرة، وقال في رده على أحد الأسئلة التي تم توجيهها له، أن لا حاجة الآن لمناداة الروس للتطوع في التجنيد العسكري، وقال أيضاً إنه لا يظن مستقبلاً بأن الجيش الروسي سوف يحتاج لفتح باب التجنيد.

لكن الرئيس بوتين خاب ظنه، حيث إن جيشه الروسي تكبد الخسائر الكثيرة في الأرواح الروسية ومن الدبابات ومن الطائرات ومن الكثير من الناقلات والآليات والمعدات العسكرية، ولقد تكبد أيضاً الجيش الروسي العديد من الهزائم العسكرية على الأراضي الأوكرانية، حيث استطاع الجيش الأوكراني أن يحرر الكثير من المناطق والبلدات والقُرى التي كان يسيطر عليها الروس، الأمر الذي اضطر معه الرئيس بوتين لأن يفتح باب التجنيد العسكري للمواطنين الروس على مصراعيه!

حيث ذكرت وكالة الأخبار العالمية ( Reuters) في يوم 18 سبتمبر 2022، بأن روسيا اتجهت الآن للتجنيد العسكري، عبر أجور مالية كبيرة لجذب المتطوعين في الجيش الروسي، عبر عقود معهم تصل قيمتها إلى 3000 دولار شهرياً، من أجل مشاركتهم لما يُسمونه (العملية العسكرية الخاصة).

وذكرت أيضاً في الخبر أن وزارة الدفاع الروسية خصصت شاحنات كمكاتب متنقلة، للبحث عن المتطوعين، وأن إحدى تلك الشاحنات تواجدت في حديقة مركزية بمدينة روستوف بجنوب روسيا.

ولقد وزع رجال وزارة الدفاع الروسية على المارة في تلك الحديقة كتيبات ملونة بعنوان «الخدمة العسكرية بموجب عقد - اختيار الرجل حقيقي».

ومن الوقائع المهمة جداً التي تعكس مؤشر الضعف والإذلال الذي وصلت له روسيا، هو ما وقع للرئيس بوتين في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي المنعقد في مدينة سمرقند بأوزبكستان يوم الخميس 15 سبتمبر الفائت، حيث تأخر رئيس قرغيزستان صادر جاباروف عن الالتقاء ببوتين قرابة 30 ثانية، حيث وقف بوتين مُحرجاً وحاول أن يتدارك الموقف، وأخذ يقلب في مجموعة من الأوراق التي كانت في يده، قبل أن يصل الرئيس القرغيزي ليبادله السلام والتحية.

وكذلك ما حصل يوم الأربعاء، 20 يوليو 2022، في القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء كل من إيران وتركيا وروسيا في طهران، واجه بوتين الموقف ذاته، عندما تأخر الرئيس التركي أردوغان عن الالتقاء بالرئيس بوتين، في العاصمة الإيرانية طهران، حيث بقى بوتين واقفاً لمدة 58 ثانية ينتظر فيها وصول أردوغان، ولقد كان واضحاً في تلك اللحظات الحرجة على بوتين، حتى وصل أردوغان، فقام بوتين بفتح ذراعيه قبل مصافحته في إشارة واضحة تعني العتب على التأخير.

ولقد أراد الرئيس التركي أردوغان في ذلك التأخير المتعمد في لقائه مع بوتين أن يرد على حادثة سابقة وقعت في موسكو، يوم أن الرئيس الروسي بوتين جعله ينتظر أكثر من دقيقتين مع الوفد المرافق له قبل لقائه في عام 2020.

وبعد هذا يأتي بوتين في خطاب له يوم 20 سبتمبر 2022، يعلن التعبئة العسكرية الجزئية في روسيا، وبعد خطابه هذا عمّت الاحتجاجات الشعبية الواسعة روسيا، وهذا مؤشر خطير جداً يعكس الحالة العسكرية المتردية التي وصلت لها روسيا!

سبحان الله... الآن القيصر الروسي رئيس الكرملين، الطاغية بوتين أصبح الذل يحاصره، وتحاوطه الخيبات، بعد أن كانت العنجهية والتعالي أبرز سماته الشخصية!