خلف ومنيمنة وفنج تحدثوا إلى «الراي»

«نيران صديقة» تصيب حركة نواب التغيير في اتجاه «أحزاب المنظومة»

15 سبتمبر 2022 06:35 م

- خلف: الكتل التي التقيناها أكدت أن مبادرتَنا فرصةٌ يجب تلقُّفها والمرحلة الثانية ستكون لـ الأسماء
- منيمنة: مضطرون للجلوس مع الكتل وليس واضحاً إذا كنا سنتمكّن من لعْب دور بيضة القبان بالانتخابات الرئاسية
- فنج: نواجه المنظومة من داخل البرلمان وسنقدّم بياناً رسمياً يُبَيِّن خُلاصةَ لقاءاتنا فور الانتهاء منها

بدأ تكتل «نواب التغيير» الذي يضم 13 نائباً الاثنين الفائت بعقد لقاءات تشمل جميع​الكتل البرلمانية​والنّواب المستقلّين لشرح أهداف المبادرة الرئاسيّة الّتي أطلقها والتي تستهدف الوصولَ إلى اتفاقٍ على اسم شخصية لرئاسة الجمهورية تتوافر فيها المعايير والشروط المطلوبة لإنقاذ لبنان، وتحظى بأوسع دعم نيابي، على أن تستمر هذه اللقاءات حتى يوم السبت.

وانقسمتْ آراء المؤيّدين لانتفاضة 17 اكتوبر 2019، التي يُعتبر النواب التغييريون «ممثّليها» في البرلمان، حيال حركتهم المستجدة، حيث تفهّم بعضهم هذه الخطوة واضعاً إياها في سياق الزيارات الطبيعية، في حين انتقدها البعض الآخر معتبراً أن النواب الـ 13 يقدّمون الكثير من التنازلات من خلال الاجتماع مع نوابٍ من كتلٍ تتبع لأحزاب «المنظومة»، وبينهم متَّهمون بقضايا فساد وآخَرون ملاحَقون بتفجير انفجار مرفأ بيروت وباغتيالات.

ويُقَدِّم النائب ملحم خلف، الذي صاغ إلى جانب زميله ميشال الدويهي بنود المبادرة الرئاسية، المبرّرات التي تفرض على «التغييريين» القيام بهذه اللقاءات، حيث يُشير عبر «الراي» إلى أنه «عندما دخلْنا البرلمان أصبحنا أمام مسؤولية وطنية داخلية تَفرض علينا أن نُبادِرَ لإنقاذ الوطن والمواطنين». وأضاف: «هذه المسؤولية تُمْلي علينا مقاربةَ الملف الرئاسي بشكلٍ يسمح لنا بأن نذهب إلى إنتاج فرصة تاريخية».

ولفت خلف إلى أن «جميع الكتل التي التقيناها أكدوا أن هذه المبادرة تشكل فرصةً يجب تلقفها وأن تذهب إلى خواتم إيجابية»، وقال: «كان هناك نقاش صريح وواضح وصادق مع هذه الكتل، ويجب البناء على هذه الإيجابية كي تكتمل المبادرة إذ انها بحاجة لتضافُر جميع الجهود كي نُبعِدَ عنّا كاهل الفراغ ونُلبْنن هذا الاستحقاق، على أن تكون المرحلة الثانية من المبادرة هي مرحلة الدخول في الأسماء».

وخلال الاجتماع الذي عقده وفدٌ من نواب التغيير مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل غادرتْ النائبة سينتيا زرازير اللقاءَ مشيرةً إلى أن سبب تركها الجلسة «هو استخفاف باسيل بعقلي وبعقل الموجودين، خصوصاً بعد تحدّثه عن عيشه براتب متدنٍ كسائر المواطنين اللبنانيين». وحول هذه الحادثة، أشار خلف إلى أنه «كان هناك تصرّف شخصي من قبل زرازير ولا أستطيع التعليق عليه».

من ناحيته، لفت النائب ابراهيم منمينة إلى أنه لم يتمكّن من المشاركة في اللقاءات مع الكتل النيابية بسبب سفره خارج البلاد، مؤكداً لـ «الراي» أنه «من خلال التواصل مع الزملاء النواب أعتقد أن الأجواء تراوح بين الترحيب بالمبادرة وتقديم بعض الملاحظات عليها».

وأوضح منمينة أن «نوابَ التغيير يحاولون من خلال هذه المبادرة استطلاع موقف القوى السياسية وأيٌّ منها يتوافق معنا كي نتمكن من الدفع بمرشحين يشبهوننا لرئاسة الجمهورية». وأضاف: «بالتالي نحن مضطرين للجلوس مع الكتل لنضعهم أمام مسؤولياتهم وتظهير ذلك للرأي العام، إذ انهم يحاولون تقديم أنفسهم كضحايا تحت شعار ما خلّونا».

ولكن ألا يُعتبر ذلك تطبيعاً مع «أحزاب المنظومة» وفق آراء بعض الناشطين؟ يُجيب منيمنة: «بهذا المعنى، مجرد دخول الندوة البرلمانية هو تطبيع إذ اننا نجلس مع باقي النواب في اللجان. وأعتقد أن الصورة التي جمعتْنا مع النواب اعتبرها البعض صادمة، إلا أن الواقع يشير إلى أننا نجلس مع باقي النواب لمناقشة مختلف المواضيع، واليوم الملف المطروح هو الاستحقاق الرئاسي».

وأشار منميمة إلى أن «من غير الواضح اذا كانت كتلة نواب التغيير ستتمكن من لعب دور بيضة القبان في الانتخابات الرئاسية، إذ ان ذلك يعتمد على التوازنات السياسية التي ستَظهر لاحقاً والتي تتحرك بحسب المرشحين للرئاسة».

أما النائب رامي فنج الذي شارك في اللقاءات مع نواب حزبيْ الطاشناق والكتائب، فلفت عبر «الراي» إلى «أننا طرحْنا معايير ومواقف على جميع الكتل سواء الذين يتشاركون معنا في الأفكار أو يختلفون معنا، وهذا لا يعني أننا سنتنازل عن مبادئنا أو مواقفنا». وأضاف: «لو لم تكن هناك كتلة نواب التغيير لَكان المشهد السياسي عبارة عن الصورة التقليدية المتمثلة بموالاة ومعارضة، ولَكان هناك غياب لطرحٍ مختلف بطريقة ناضجة ومبنية على مبادىء 17 اكتوبر».

وأوضح فنج أنه «لم يكن هناك بحث في الأسماء مع حزبيْ الطاشناق والكتائب، ولكن البحث تركز على الوثيقة والمبادرة التي طرحْناها». وقال: «لاقت المبادرة ترحيباً وصدى إيجابياً لدى الطرفين، وسنقدّم بياناً رسمياً يُبَيِّن خُلاصةَ هذه اللقاءات فور الانتهاء منها».

وأكد «أننا نواجه المنظومةَ من داخل البرلمان، وبالتالي عندما يكون لدينا استحقاق انتخابي لرئاسة الجمهورية، يتوجب علينا مواجهتهم بمعطيات نحن مؤتمَنين عليها وأن لا نقدّم أي تنازلات، بل حمْل القضايا التي نؤمن بها والدفاع عنها بكل شراسة».