جميلة هي تلك المبادرات المخلصة التي يراد منها توحيد الصفوف والرؤى لمستقبل أفضل، ورائعة هي كروعة العروس ليلة زفافها تلك الجهود التي يقوم بها بعض أبناء وطني لنشر الوعي من خلال تمازج الثقافات والأفكار، فإذا اختلطت تلك الممارسات مع إخلاص نوايا إصحابها أنتجت صالوناً ثقافياً مميزاً، كما يحدث في ديوان المعطش.
صالون المعطش الثقافي يجمع الكثير من أطياف المجتمع ومن جميع التوجهات تقريباً، فتجد فيه السني والشيعي، وأبناء القبائل وغيرهم، وقبائل الشمال والجنوب، ومن المناطق الداخلية والخارجية، يجمعهم المايسترو بو صالح في جو مفعم بالمحبة، وتلاقح الأفكار والرؤى، واحترام الرأي والرأي الآخر، والاستفادة من تجارب الآخرين.
شخصياً، تعلمت من هذا الصالون الثقافي الكثير، واكتسبت العديد من العلاقات التي أفتخر بها من زملاء شارع الصحافة والإعلاميين والمهتمين في الشأن العام، لدرجة أنه أصبح جزءاً من برنامجي الأسبوعي الذي يستحيل علي تخطّيه إلا بعذر قاهر.
الأسبوع الماضي جمعنا أخونا الأكبر سعد المعطش وبمبادرة من أحد أعمدة الصالون سعادة الرئيس خليل خلف مع أحد المختصين بتقنية المعلومات وشبكة الإنترنت، لمناقشة مدى إمكانية الحكومة في الرقابة على ما ينشر في المدونات والمنتديات والصحف الإلكترونية، ودار الحديث عن البعد الاجتماعي للموضوع، ودور مستخدمي الانترنت في تصحيح المسار الخاطئ الذي يسلكه بعضهم في التعبير عن رأيه.
وقد أتحفنا الزميل المحامي مزيد اليوسف بمعلومات عن قانون المطبوعات والنشر، والذي يتضمن تجريماً للممارسات غير المسؤولة من سب وقذف وشتم وتشهير ونشر ثقافة الكراهية وتفريق اللحمة الوطنية، إذ اعتبر أن القانون يسري على ما يُنشر على الإنترنت من المطبوعات، ولذا فلا حاجة لتعديل قانون المرئي والمسموع، بل المطلوب هو تفعيله، ومحاسبة المسؤولين في وزارة الإعلام عن تراخيهم تجاه المخالفين.
في الأفق:
أهم ما قيل من وجهة نظري هو التأكيد على دور مؤسسات المجتمع المدني والأسرة في التوعية ونشر ثقافة الرقابة الذاتية، فالدور الحكومي في ضبط تلك الممارسات غير المسؤولة سيظل ناقصاً ما لم يقم كل منا بواجبه.
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]