«اجعل وقتك وجهدك لك... واتعب على شيء يكون لمصلحتك»، هذه المقولة هي ما دفعت بندر بورسلي مدير قطاع الاستثمار في «CAF Coffee» (كاف كوفي) للتخلي عن الراتب المضمون، وترك وظيفته في إحدى شركات الاستثمار المرموقة، ليبدأ رحلته وينضم إلى كتيبة رواد الأعمال المرموقين.
واستعرض بورسلي تجربته في بودكاست «Let’s Talk Business»، الذي يقدمه نائب مدير عام وحدة البحوث الاقتصادية في بنك الخليج طارق الصالح، موضحاً أن مشروع كاف كوفي انطلق في أواخر 2016 ليحقق نجاحات كبيرة خلال سنوات معدودة، ولاقى قبولاً واسعاً في السوق الكويتي، ما جعله يساهم في تغيير مفهوم حق الامتياز «الفرنشايز» لتصبح الكويت مصدّرة للعلامات التجارية وليست مستوردة فقط.
وقال «في هذا الوقت شهد عالم القهوة تغيّرات كبيرة، وتحول مزاج الناس وذوقهم للتركيز أكثر على القهوة، من حيث النوع وطريقة العصر وكيفية إعدادها، وظهرت أفكار كثيرة في مقدمتها شركة (Blue Bottle) العالمية، والتي حققت ثورة في عالم القهوة حينذاك، ما ساهم في انتقال مفهوم القهاوي المتخصصة من الغرب على الكويت».
وأضاف: «من هنا بادر المؤسسون بفكرة امتلاك واختراع قهوة خاصة وجاءت البداية من خلال مجموعة من شباب المبادرين الذين نهضوا لتأسيس قهوة تنطلق من الكويت، في مسعى لكسر مفهوم الفرنشايز، في ذلك الوقت لم تكن الثقة كبيرة في إمكانية إنتاج قهوة كويتية تصبح علامة تجارية معروفة يتم تصدير علامتها التجارية إلى الخارج بدلاً من استيرادها».
وتابع: «بصراحة أبهرني هذا التوجه وحرصت أن أكون جزءاً من هذا التغيير، لذلك قرّرت الالتحاق بهم، لنبدأ معاً حلما انطلق من برج كريستال في منطقة شرق، بعد تأسيس أول فرع، ومن هنا بدأت رحلة (كاف كوفي) الكويتية وصولاً إلى العالمية».
وأشار إلى أن «مفتاح النجاح هو فهم فريق العمل للسوق كوننا من رحم هذا السوق، ونفهم ذوقه العام، ما سهل علينا سرعة اتخاذ القرار لمواكبة هذا الذوق، علاوة على ذلك لم تبن (كاف) لتكون البيزنس الجديد فقط، بل لتكون عائلة كبيرة تجتمع على القهوة لمناقشة موضوعاتنا واهتماماتنا، وبالتالي كانت القهوة هي التي تجمعنا».
وأشار بورسلي إلى أن مرحلة التأسيس غالباً ما تكون صعبة، فإذا تمكنت من عبور تلك المرحلة فقد تجاوزت المرحلة الصعبة، مبيناً أن «المؤسسين جمعوا رأس المال من مدخراتهم مع القروض، وكان التحدي بعد ذلك هو كيفية استرجاع تلك المبالغ وتعويض راتب الوظيفة التي تخليت عنها».
وأضاف: «اليوم لدينا أكثر من 40 فرعا في المنطقة، لنصبح أكبر سلسلة «فرنشايز» كويتية بالمنطقة، منها 30 فرعاً في الكويت وكذلك دخلنا السوق المصري بما يمتلكه من قدرات كبيرة، ونعتزم تدشين أول فرع لنا في أوروبا قبل نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل.
ولفت إلى أن «كاف كوفي» تختار وكلاءها في الخارج بعناية، وفقاً لمعايير محددة منها إيمانه بالعلامة التجارية وفهمه لطريقة عملنا ومدى فهمه للسوق، إلى جانب تمتعه بالملاءة المالية التي تتلاءم مع خطة عملنا للخمس سنوات المقبلة.
وعن تداعيات «كورونا»، قال بورسلي «شكلت أزمة كورونا تحدياً كبيراً بالنسبة للنشاط، ولأنها أزمة جديدة الجميع تعامل معها بطريقته الخاصة، بالنسبة لنا في ليلة وضحاها وصلت مبيعات بعض الفروع إلى صفر، ونحمد الله على فريق (كاف) الذي ظهر معدنه الأصيل في الشدة، علماً أن لدينا أكثر من 300 موظف داخل وخارج الكويت».