من منظور آخر

لماذا لا تنجح المرشحات في انتخابات مجلس الأمة؟

12 سبتمبر 2022 10:00 م

هل فعلاً لا تنجح المرشحات في انتخابات مجلس الأمة لأن المرأة عدو المرأة؟

في كل مرة نسمع الجملة المعتادة: «المرأة عدو المرأة»، وذلك يعني بأن المرأة الناخبة التي لم تنتخب المرأة بسبب أنهن أعداء في حين أننا لا نسمع الرجل عدو الرجل عندما ينتخب أحدهم امرأة، والسؤال الأهم: هل يجب أن يتم اختيار المرشح بناء على الجنس؟ بالطبع لا، ولذلك قد تنتخب إحداهن رجلاً لأنها تعتقد بأنه الأفضل في الساحة، وقد تكون المرشحة لم تثبت نفسها بل قد تكون الأفكار الذكورية هي السبب وهذا الرأي الذي أرجحه، حيث إن الأفكار الذكورية تقلل من قيمة المرأة، وبأنها عاطفية ولا يمكنها اتخاذ القرارات، وأنها بحاجة إلى وصاية دائماً، ووضعها في صورة نمطية وهي رعاية البيت والإنجاب، وكل تلك الأفكار غرست في عقول النساء والرجال على حد سواء، سواء في المناهج التعليمية، أو التربية، أو حتى في القوانين والتشريعات.

نعود إلى الجملة التي تتكرر باستمرار: «المرأة عدو المرأة»،

من الطبيعي أن يكون للمرء أعداء ومنافسون بغض النظر عن جنسه سواء كانت امرأة أو كان رجلاً وذلك يعتمد على طبيعة الفرد واحساسه بشعور الغيرة، لكن لماذا التركيز على المرأة بشكل خاص؟ ذلك ببساطة «فرق تسد» فإذا كان المجتمع يخاف من تجمع المرأة الذي سيشكل قوة والذي سيفقد الرجل سلطته عليها، فعليه أن يفرق بينهن ويصف لها بأن أعداؤها هن النساء، فتفقد ثقتها بالنساء وبالتالي تعتمد على الرجل في أمور حياتها.

عندما تشاهد برنامجاً سياسياً على سبيل المثال، أو أي برنامج يحمل طابعاً حوارياً بين رجلين يمكنك مشاهدة كمية الصراخ وأحياناً الضرب وقلب الطاولة على الآخر، وذلك لأنه يختلف معه بالرأي فقط، لماذا لا نتهمهم بأنهم أعداء؟ وعندما نقرأ أخباراً عن جرائم القتل بسبب «ليش تخز؟» أو بين صديقين أو أخين، لماذا أيضاً لا نعتبرهم أعداء؟ عندما يقوم رجلاً بضرب آخر بسبب التحرش باخته، أو الرجل الذي يقوم بسرقة أموال رجل آخر، لماذا لا نقول إن الرجل عدو الرجل؟ بل إننا نعتبر كل ذلك شهامة وشجاعة وقوة.

معظم الجرائم والحروب كان سببها رجل ضد رجل آخر، ومع ذلك لا أحد يعمم أن الرجل مجرم، مغتصب أو قاتل، لأن ببساطة الخطأ لا يعمم ولا يرتبط بجنس شخص ما، ذلك التمييز الذي ترفضه جميع النساء حول العالم.