المحافظة السعودية أطلقت مشروعها الأكبر في المنطقة لراحة الآباء والأجداد

منتجع كبار السن... في عيون «عنيزة»

18 أغسطس 2022 10:00 م

- رسالة المشروع إيجاد مجتمع متماسك ومتراحم في بيئة ترفيهية ورياضية وثقافية واجتماعية للآباء والأمهات
- توجه لإنشاء أكبر منتجع صحي للتراحم على المستوى العربي على مساحة مليوني متر مربع

أطلقت محافظة عنيزة في المملكة العربية السعودية، منتجعها الأكبر في المنطقة لراحة الآباء والأجداد وتوفير الخدمات المتكاملة لكبار السن، بما يحفظ لهم استقلاليتهم، كأحد مرتكزات المملكة 2020 - 2030، تحت إشراف جمعية واحة الوفاء لمساندة كبار السن، التي توافر خدماتها الإنسانية للرعيل الأول في نطاق منطقة القصيم، ورسالتها وجود مجتمع متماسك منتج، وصنع حياة متجددة راقية للآباء والأمهات، في واحة وفاء ومحبة، وتوفير البيئة الترفيهية والرياضية والثقافية والاجتماعية المناسبة لهم، مع استثمار خبراتهم وتوثيقها.

وحددت الجمعية رؤيتها للمشروع في الريادة والتميز في خدمة المسنين، وأهدافها في رفع مستوى الاهتمام بكبار السن في المجتمع، وتقديم الرعاية المناسبة لهم مع إجراء الدراسات والأبحاث عن الشيخوخة ودعم حقوقهم.

وواصلت الجمعية نشاطاتها حتى شهدت تدشين حفل افتتاح أول منتجع رياضي صحي اجتماعي لكبار السن بالمملكة العربية السعودية، بتاريخ 29 مارس الماضي، وهو من ضمن منظومة السياحة العلاجية بمحافظة عنيزة‬، والذي يقدم برامج الرعاية التأهيلية والعلاج الطبيعي والطب البديل وطب الشيخوخة لكبار السن‬ بتجهيزات عالية وكوادر متخصصة، فيما حددت خطتها المستقبلية بإنشاء أكبر منتجع صحي على مستوى الدول العربية، بأسلوب عصري ومريح يجمع، بين جمال المرافق واكتمال الخدمات وضمان الشعور بالرضا، انطلاقاً من مبادئ التراحم والتلاحم في مجتمعنا، وهذه الفكرة ستخلق بيئة جديدة لوالدينا من كبار السن، وتقديم خدمات الرعاية الدائمة لهم، وذلك من باب رد الوفاء لهم في واحة الوفاء، وسوف يتم انشاء هذه الواحة على الأرض الزراعية التابعة لوقف المرحوم عبدالرحمن المنصور الزامل والبالغ مساحته مليونين متر مربع.

6 خدمات

وخلال جائحة «كورونا»، نشطت الجمعية لتقديم مجموعة من الخدمات تحت مشروع «الكبار بعيون الشباب»، ومن أهم الخدمات:

1 - خدمة جليس (قائمة على الرعاية النفسية والاجتماعية لكبار السن في منزله أو المستشفيات الصحية للترفيه عنهم والنظر في احتياجاتهم للقضاء على وقت الفراغ).

2 - مركبة آبائنا (مركبة مجهزة تجهيزاً كاملاً لتتناسب مع احتياجات كبار السن في التنقل، حيث تقوم على نقل كبار السن من وإلى المستشفيات وغيرها من الأماكن العامة، مع توفير سائق خاص وممرض إن استدعى ذلك).

3 - خدمة توفير المستلزمات الطبية (تقدمها الجمعية لكبار السن لتخفف عنهم عناء البحث والخروج من المنزل خلال الجائحة).

4 - خدمة الزيارات المنزلية (تقدم بالتعاون مع مجموعة مميزة من الأطباء للقيام بعمل زيارات طبية لكبار السن لمتابعة حالتهم الصحية وتقديم ما يلزم لعلاجهم).

5 - خدمة وسيط (تقوم على مساعدة المستفيد في التسجيل ومتابعة المواقع الإلكترونية الرسمية).

6 - برامج تثقيفية لمقدمي الرعاية لكبار السن (عبارة عن برامج تقدم لأبناء كبار السن للتعامل معهم خلال الجائحة).

عن الجمعية

بتاريخ 13 /7 /2019، صدر ترخيص باسم جمعية واحة الوفاء لرعاية كبار السن رجالاً ونساء تحت صرح واحد. وتعتبر الجمعية الفريدة من نوعها وبدعم من السيد محمد عبدالله الزامل (مواطن)، حيث منح الأرض التي يملكها كوقف خيري، كمقر إداري للجمعية التي بدأت تزاول أعمالها خلال العام الأول بالمدير التنفيذي بطحي سليمان البطحي، والمحاسب عمر عبدالرحمن الجهني، وصادفت فترة الانطلاق جائحة «كورونا»، وتم استغلال الجائحة في رسم الخطط الاستراتيجية والاحتياجات الفعلية لكبار السن وإنشاء المشاريع المستدامة.

فكرة... في رأس البطحي

تحت ظلال المزارع والبساتين، وبنفس صافية، كصفاء التربة وانسياب المياه حولها في محافظة عنيزة، لازم شاب في مقتبل العمر عمه المسن، حيث كان الأخير كاتباً ومثقفاً ومؤرخاً يشار إليه بالبنان، فرأى الشاب معاناة عمه وحاجته الماسة للدعم والمساندة، ورأى كيف كانت احتياجاته بعيدة المنال، فكان الابن لذلك العم، الأمين لأسراره، ومن يلبي جميع متطلباته.

أصبح الشاب هو الراعي والمدبر والوصي، ورأى كيف جرّر النسيان ذيوله على أيام الشيخ، وكيف تمثلت حالة الجحود لعمه، فتساءل كيف السبيل لمساعدته ومساندته؟ وهل هناك جهة يلجأ إليها وتلبي احتياجاته؟

وفيما هو على حالته من التأمل، خطرت بباله فكرة استحداث مكتبٍ صغير لتلبية احتياجات كبار السن، إلا أن خطى الأقدار كانت أسرع من كل الأفكار، إذ اختطفت الشيخ إلى دار الآخرة، فتبعثرت أوراق الشاب وتاهت خطواته وعظُم الهم في نفسه وتفاقم، حين ألقى الحزن شراكه عليه من كل جانب، إلا أن ذلك لم يثبط همته، وكان أشد مراساً وقوة وصلابة، ولم يتخلّ عن فكرته التي تعاظمت في رأسه، فقرر أن ينشئ ذلك المكتب الصغير على مستوى أكبر، وأن يكون جمعيةً تخدم كبار السن وتساندهم، وفي هذه الأثناء بدأت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بمرحلةٍ مهمة وعظيمة، تمثلت في رؤية 2030، وكانت من إحدى ركائزها مساندة كبار السن، وهنا أحس الشاب بانتصاره، وأن صبره لم يذهب سدى، حين أصبح حلمه واحةً تتضمن العديد من الخدمات.

انطلق الشاب بفكرته في نطاق محافظته، بحثاً عن الدعم، فتفاجأ بأن أعيان ووجهاء عنيزة يتهافتون ليقفوا معه ويشدوا من أزره، ليس ذلك فحسب، بل تصدى لها رجل عنيزة الأول وعراب المشاريع الإنسانية المحافظ عبدالرحمن بن إبراهيم السليم، الذي فتح أبوابه لذلك الشاب، وأصبح أول عضو في الواحة، وأصبح للجمعية عددٌ من المؤسسين في جميع التخصصات، ممن لهم باعٌ طويل في العمل الخيري، وترأس مجلس إدارتها رجلٌ مِن أوائل مَن دعم ذلك الشاب ووقف معه، وهو المهندس عبدالرحمن بن علي القرعاوي، فيما شغل صاحب الفكرة الشاب الذي لازم عمه ورعاه منصب المدير التنفيذي للجمعية، وهو الاستاذ بطحي بن سليمان البطحي.