«إذا رأيتني فابكِ»... «أحجار الجوع» تظهر في أوروبا

16 أغسطس 2022 06:17 م

أدى الجفاف الشديد إلى تقلص مستوى الأنهار في جميع أنحاء أوروبا، وكشف عن صخور منحوتة منذ قرون لتحذير الأجيال القادمة من الأوقات الصعبة المقبلة، وفقا لموقع «بيزنس إنسايدر».

ونقلت صحيفة «ميامي هيرالد» عن سكان محليين قولهم إن الصخور التي يعود تاريخها إلى قرون، والمعروفة باسم «أحجار الجوع» (hunger stones)، عادت إلى الظهور الأسبوع الماضي مع انخفاض مستوى الأنهار في أوروبا بسبب الجفاف.

وكانت أحجار الجوع قد ظهرت قبل سنوات، وتحديدا عام 2018 في جمهورية التشيك، وذلك بعد انخفاض مستوى نهر محلي بسبب الجفاف.

وأحد هذه الأحجار يقع على ضفاف نهر «إلبه» (Elbe River)، الذي يبدأ في التشيك ويتدفق عبر ألمانيا.

ويعود تاريخ الصخرة إلى عام 1616، وهي محفورة مع تحذير باللغة الألمانية: «Wenn du mich seehst، dann weine» - «إذا رأيتني، فابك»، وفقا لترجمة غوغل لهذه العبارة.

وفي دراسة أجريت عام 2013، قال فريق من الباحثين التشيكيين إن «هذه النقوش حفرت خلال سنوات المشقة، وهي تحذر من عواقب الجفاف».

وأضاف الباحثون أن النقوش تعبر «عن أن الجفاف تسبب في ضعف المحاصيل، ونقص الغذاء، وارتفاع الأسعار، والجوع للفقراء، وقد تكرر حدوثه خلال عدة أعوام».

وذكر موقع NPR أن هذه النقوش ظهرت على السطح آخر مرة خلال جفاف عام 2018.

ومن جانب آخر، حذرت السلطات الألمانية، قبل نحو أسبوعين، من أن نهر الراين، وهو أحد الممرات المائية الرئيسية في أوروبا، على بعد أيام فقط من إغلاقه أمام حركة الشحن التجارية، بسبب مستويات المياه المنخفضة للغاية الناجمة عن الجفاف.

وتحذر الشركات التي تعتمد على النهر لنقل أو استلام البضائع، من أنها قد تضطر إلى تقليص الأنشطة وتقليل الأحمال بشكل كبير، وهي الآن على وشك وقف بعض عمليات الإنتاج إذا لم تعد سفن الشحن قادرة على العمل في النهر، وفقا لصحيفة «الغارديان».

نهر الراين، الذي يمتد نحو 760 ميلا (1223 كلم) من جبال الألب السويسرية إلى بحر الشمال، هو ثاني أكبر نهر في وسط وغرب أوروبا بعد نهر الدانوب.

ويتم نقل نحو 200 مليون طن من البضائع عبر الأنهار الألمانية بشكل عام، ويشمل ذلك الفحم وقطع غيار السيارات والمواد الغذائية والكيميائية، وغالبية هذه البضائع تنقل عبر نهر الراين.

ولفتت الصحيفة إلى أن مستويات المياه المنخفضة بشكل خطير بسبب الجفاف، قد تتسبب بوقف حركة الشحن عبر النهر، على غرار ما حصل عام 2018، حيث توقفت الحركة لمدة ستة أشهر تقريبا.