على الهواء

كلُّ شيء

8 أغسطس 2022 10:00 م

كانت تمتد الأيدي بشيء من العقلانية، أما الآن فامتداد الأيدي بلا عقل ولا تفكير...

قبل عقود أربعة قامت المملكة العربية السعودية بأعمال جليلة في نزع أعجاز النخل الخاوية... المتآكلة والمتهالكة بأخذها إلى المحارق لكي تقضي على ما بها من أمراض مُعدية تتلف المزروعات، وتنشر وباءها للأرض ومزروعاتها... وبدّلوها بنخيل سليمة من الدولة. شاهد مواطن كويتي طريقة إتلافها لتطهر الأرض الموبوءة... فأعدّ شاحنات لكل منطقة ونقلها إلى البلاد وباعها لهيئة الزراعة، وكسب منها أموالاً طائلة.

لكي ترى (أعجاز نخلٍ خاوية) التفتْ عند كل إشارة مرورية تجد أشجار النخيل التي تلوث الأرض وما عليها، لا أقول عن القيم والأخلاق السائدة، الأشجار في الدول الغربية تزرع بأخلاق فيرعونها من صغرها لتنشأ مستقيمة يستفاد من خشبها وهي ثروة وطنية تصدر إلى دول عديدة.

أشجارنا منذ أن تهافتت علينا جاليات صديقة وهي بلا رعاية لها، ومازالت مغروساتهم في بلادنا غير مدعومة، مسدّحة على الأرض مائلة معوجّة... لا تصدّق أن في البلاد هيئة للزراعة.

الشيخ محمد عبده، رحمه الله، ذهب إلى بلاد الإفرنج فقال مقولته: (تركت الإسلام ولم أجد الإسلام فيهم وذهبت إلى غير المسلمين فوجدت فيهم الإسلام)... لقد رأى الأخلاق والإخلاص عند غير المسلمين.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إنّما بعثتُ لأتمم مكارمَ الأخلاق).

أي أن الأخلاق كانت في الجاهلية، والإسلام وهبَ لهم روحاً إيمانية من اعتناق التوحيد وعبادة الله سبحانه.

كان الفردُ الجاهلي يرى قاتل أبيه في الحَرم ولا يرفع عليه السيف، وكانت لهم أربعة أشهر حُرم يتوقّف فيها القتالُ والصيدُ.

حُدود مغلقة بين دول لا تفتح لا في حُرمات ولا في أعياد... وإذا ذهبوا إلى دُول الغرب التزموا بقوانينها ودفعوا الضرائب بنفسٍ راضية وهنا يمتنعون عن دفعها، وإن فُرضت تحايلوا عليها...

هكذا دول إسلامية تعيش فوضى، تنهب وتسرق وتتحايل على كل شيء.