تفقد رئيس الاتحاد الكويتي للمزارعين صالح أحمد الأنبعي عددا من مزارع العبدلي والتي تتعرض منذ أكثر من اسبوع لموجات متتالية من الصقيع والبرد والمطر، أودت بحياة النباتات المزروعة فيها سواء أكانت حقلية مكشوفة أم محمية مغطاة.
وأقر الأنبعي بفداحة الأضرار ودعا هيئة الزراعة لسرعة احصائها وتعويض اصحابها، ليتمكنوا من الزراعة من جديد، ومن المزارع التي تفقدها الأنبعي ورئيس الدائرة التجارية في الاتحاد فهد الحيان مزرعة خليفة عبدالكريم البنوان، والتي اتى الصقيع على المساحات الكبيرة المزروعة فيها من باذنجان (حقلي) وخيار وطماطم (محمي)، ويعتزم البنوان الزراعة من جديد سواء هذا الموسم او الموسم المقبل، حيث اسرع بالتخلص من شجيرات الباذنجان (الأسود) ليتسنى له زراعة البديل مكانه من دون تأخير.
وعبر البنوان عن استيائه من تأخر هيئة الزراعة في احصاء الضرر لديه وعدم صرفها تعويض الصقيع الذي ضرب المزارع في الموسم السابق أي قبل سنة، وقال: «أليست من المفارقات أن يأتينا الصقيع مرة ثانية من دون ان نقبض تعويض الصقيع الأول؟».
ومن جانبه، حذر عضو مجلس إدارة الاتحاد الكويتي للمزارعين فهد الحيان هيئة الزراعة من تغيير كشوف تعويض الصقيع السابق، وقال: «اجتمعنا مع نائب المدير العام لشؤون الثروة النباتية المهندس فيصل الصديقي وقلناله بوضوح بأن اتحاد المزارعين يرفض ادخال اي اسم لكشف المتضررين من الصقيع الماضي، وإذا كان هناك مزارعون متضررون سقطت اسماؤهم من الكشوف فهذا خطأ هيئة الزراعة ويمكنها ان تقدم اسماءهم في كشف آخر وبمبلغ اضافي غير المليوني دينار المرصودة لتعويضهم أما أن يضافوا ليأخذوا من المليوني دينار، فنحن نرفض بل ونحذر والاتحاد قادر على معرفة الاسماء، وقادر على الاحتجاج والرفض.
ومن المزارع المتضررة بفعل موجات الصقيع المتتالية في العبدلي مزرعة أمين صندوق جمعية العبدلي الزراعية سعد القضاب المطوطح، الذي بين ان «الصقيع هذاالموسم غير مسبوق وقضى على انتاجه كله من الخيار والطماطم، رغم انها داخل الشبرات البلاستيكية».
وانتقد مسؤولي هيئة الزراعة لعدم تفقدهم المنطقة ومؤآزرة مزارعيها، وقال: «إذا لم يأتوا في هذه الظروف الصعبة، فمتى يأتون؟. حتى الأمر بحصر الأضرار لم نقرأه رسمياً». وأوضح بأن «المستهلك سيتضرر من موجات الصقيع التي تتعرض لها مزارع الكويت منذ بداية الشهر الجاري والمتوقعة حتى نهايته، فبعد عدة أيام سيضطر المستهلك إلى شراء صندوق الخيار او الطماطم او الفلفل او الباذنجان او الكوسا بأضعاف اضعاف سعرها الحالي»، مذكراً بأن الدول المصدرة لهذه الثمرات تتعرض للبرد والصقيع بطبيعتها.
وطالب الجهات المعنية للبحث في كيفية توفير تلك الثمرات للمستهلكين في الاسابيع المقبلة. وأضاف: «الأهم انها مدعوة لاستخلاص العبر والدروس من كارثة الصقيع، خصوصاً وان العديد من مزراعي العبدلي غطوا زرعهم من الطماطم والخيار والفلفل، ومع هذا أصيبت وقضي عليها بفعل الصقيع، فهل نلجأ إلى التدفئة وما هي الكلفة وما هو المردود، وكيف يمكن للدولة ان تساعدنا؟! وأشار القضاب «الى مزروعات محروقة بفعل الصقيع، لكنه اشار كذلك إلى مزروعات سلمت من الصقيع لديه مثل البصل والورقيات عموماً ابتداء من الخس وانتهاء بالبقدونس مروراً بالكزبرة وقال: «البصل والورقيات والزهرة والملفوف تتحمل البرد اما غيرها فتذوى وتموت منه!».
وهذا ما أكده المزارع عبدالكريم عبدالرحمن الصفران، ا لذي قضى الصقيع على كل ما زرعه من بطاطا عبر الحقول الشاسعة والمكشوفة، وقضى كذلك على الطماطم المغطاة بالبلاستيك ايضاً، في حين سلمت مزروعاته من الخس والورقيات والزهرة والملفوف!
وقال: «ان الكارثة التي تتعرض لها مزارع العبدلي وكذلك مزارع الوفرة خطيرة لأن الصقيع قضى على المحاصيل الموسمية الرئيسية في الكويت وهي الطماطم والخيار والبطاطا وبشكل كبير».
ودعا إلى تصوير الطماطم المحروقة المغطاة بالأنفاق البلاستيكية المنخفضة رداً على من ينتقد المزارعين لزراعتها من دون تغطية، وقال: «ها نحن نزرعها تحت الأنفاق، ومع هذا قضى عليها الصقيع وأحرقها تماماً مثلما احرق الخيار والطماطم داخل الانفاق الكبيرة فماذا نفعل؟ نريدحلولاً علمية وليس حلولاً موسمية، ومبلغ التعويض مهما كان لايعوضنا عن جهدناووقتنا ومالنا، المدفونة في رمال الصحراء الممتدة على طول الحدود الكويتية - العراقية».
وتساءل الصفران: «أين تعويض الموسم السابق»، خاصة بعد سماعه عن تشكيل لجنة في هيئة الزراعة بصرفه على مستحقيه وقال: «انه يرفض اعادة جدولة مبلغ المليوني دينار المقررة عن الصقيع الماضي، لأن هذا مدعاة للتلاعب فيها ودعا الاتحاد الكويتي للمزارعين للتدخل للحيلولة دون هذا وكذلك إلى انهيشارك هيئة الزراعة في كل خطواتها المنتظرة لحصر ضرر الصقيع الحالي وصرفه لكل مزارع في الوفرة والعبدلي».
وأضاف: «نحن مع الاتحاد ومستعدون لفعل كل ما يراه مناسباً لاحقاق الحق وصرفه لأصحابه الحقيقيين، وإذا كان هناك من لم تذكرهم هيئة الزراعة في الكشوف القديمة، فيمكنها ان تعد كشفاً جديداً بأسمائهم وترسله للجهة المختصة لاعتماد مبلغ جديد لهم لكن ليس من المليوني دينار. وآمل ان تكون الرسالة قد وصلت».
المهندس الزراعي سعد الحمادي من الوفرة قال بدوره: «كانت موجات الصقيع أشد من بعضها البعض، ما جعل النباتات التي تحتاج إلى حرارة معتدلة تنهار في النهاية، مثل الطماطم والخيار والبطاطا، أما النباتات الشتوية فقد استطاعت ان تصمد مثل الزهرة والملفوف والخس والورقيات الخظراء عموماً».
وأضاف: «المشكلة ان نجاح الموسم الزراعي يتوقف على انتاج الخيار والطماطم والبطاطا في الكويت، لذا «أقول: منه العوض والله يعوض المغلوب بالبركة فالموسم ضاع الا لمن يعيد الزراعة، وخصوصاً من البطاطا، وهذا ممكن اذا قامت هيئة الزراعة بالإحصاء السريع وتوافرت التقاوي المستوردة، وكلاهما صعب، لأن ازالة البطاطا من الأرض ليس سهلاً وتوفير الطماطم المستوردة من الدول الغربية اصعب، واذا تأخرت زراعة البطاطا يهددها الصيف الشديد الحرارة في الكويت ايضاً».
وقال: «أما ازالة بقايا نباتات الخيار والطماطم فهي اسهل وممكنة داخل المحميات والبيوت الزراعية التي ينبغي على هيئة الزراعة ان تشجع على تدفئتها شتاء، تماماً كما تشجع على تبريدها صيفاً والا فسيظل المزارع الكويتي يواجه نفس المشكلة من الصقيع سنوياً».
وأشار الحمادي إلى مساحات شاسعة مزروعة بالبطاطا في مزرعة الجويرية لصاحبها عبدالله الأيوب وقد أتى الصقيع عليها فأحرقها مبيناً ان الضرر عام في كل مزارع الوفرة، ما يجعلنا نسميها «كارثة طبيعية» ومثل هذه الكارثة تستوجب التعويض الحكومي، ولكن متى وكيف هنا تكمن المشكلة وعلى اتحاد المزارعين ان يحلها وبسرعة!
... وحقل بطاطا