«الراي» حَضَرت «لوكيشن» التصوير والتقت صنّاع العمل

«بلاغ نهائي»... إلى تجّار «سوق المناخ»

23 يونيو 2022 10:00 م

- خسروه: المسلسل طغت عليه الصبغة العربية... أكثر من كونه خليجياً أو كويتياً
- ملا حسين: اضطررنا إلى البحث عن ممثلين عراقيين... يحملون جوازات سفر أجنبية

يواصل المخرج سلطان خسروه تصوير مشاهد المسلسل الاجتماعي «بلاغ نهائي»، من إنتاج شركة «ماجيك لنس» للأخوين أحمد ومحسن ملا حسين، ومن تأليف الكاتب عبدالمحسن الروضان، والذي كان قد شرع في تنفيذه قبل شهر رمضان الماضي، ولكن توقف تصويره لاستكمال أعمال الديكور الخاصة بالعمل، بالإضافة إلى استخراج الأوراق الخاصة ببعض الفنانين المتواجدين في الخارج لتسهيل دخولهم الكويت لاستكمال التصوير.

العمل من بطولة نخبة كبيرة من الفنانين الخليجيين والعرب، بينهم هند كامل وباسم الطيب ونريمان الصابوري من العراق، وتركي اليوسف وعلي السبع من السعودية، إلى جانب سحر حسين وحسين الحداد وسلوى الجراش وفيّ الشرقاوي وغادة الكندري وعبدالعزيز الحداد وسارة العنزي وإبراهيم الشيخلي وسالي الفرّاج وعبدالله البلوشي. كما يشارك من باب ضيوف الشرف، كل من ياسة ونادر الحساوي وأحمد الحليل وشبنم خان.

«الراي» زارت موقع التصوير في منطقة سلوى، حيث تحوّل المكان إلى شعلة من النشاط، كما التقت أبطال وصنّاع العمل، الذين يواصلون تصوير ما تبقى من مشاهد، على قدمٍ وساق.

«أزمة المناخ»

في البداية، تحدث المخرج خسروه قائلاً: «إن (بلاغ نهائي) يضيء على الفترة الفاصلة ما بين العام 1975 وحتى أزمة سوق المناخ في مطلع الثمانينات، كما يستعرض خلال هذه السنوات حزمة من الموضوعات الاجتماعية، والتجانس في المجتمع وقتذاك، فالجميع كانوا يداً واحدة في النهضة والبناء، الغني والفقير، المواطن والمقيم، ولطالما كانت الكويت بلداً للرزق والخير، حتى قبل اكتشاف النفط، ومصدراً للأمن والأمان».

وأضاف: «كما يلقي العمل أضواء مكثفة على بعض الأسر الغنية والفقيرة، وكيف دار بهم الزمن بعد دخولهم (المناخ)، وهناك العديد من الشخصيات المشاركة، حيث إن 50 في المئة منها عراقية، والـ 50 في المئة الأخرى كويتية وخليجية وعربية، خصوصاً أن (بلاغ نهائي) هو مسلسل تطغت عليه الصبغة العربية، أكثر من كونه خليجياً أو كويتياً».

وبسؤاله عن إمكانية إعطاء كل فنان حقه في العمل، في ظل تواجد مجموعة كبيرة من الأسماء المهمة من الممثلين، أوضح خسروه أن النص الذي ألفه الروضان أخذ من وقته قرابة العامين ونصف العام، «وقد عقدنا معاً اجتماعات عدة ودارت بيننا الكثير من النقاشات حول هذا الأمر، ولذلك لم تكن مهمة إسناد الأدوار للممثلين بشكل عشوائي، بل تمت بعد بحث دؤوب، بحيث لا نبخس حق أحد».

وأكمل: «رغم مشاركة فنانين من دول عربية مختلفة، إلا أن هذا لم يشكّل عائقاً بالنسبة إليّ، خصوصاً أن الثقافة العربية واحدة، كما أنني قارئ جيد للتاريخ، لذلك كان التعامل سلساً ومتجانساً مع جميع الأسماء المشاركة».

ولفت إلى أن كل فنان سيتحدّث بلهجته، سواء كان من مصر أو سورية أو الأردن أو العراق، ولن تكون هناك لهجة موحدة ومشتركة بين الممثلين، «لا سيما وأن الكاتب ركّز على الكثير من الأشياء، التي تتعلّق بالعادات والتقاليد لكل بلد، في البادية أو المدينة، بالإضافة إلى تركيزه على أُسر الإخوة الثلاثة الذين تدور حولهم الأحداث، حيث إن أحدهم متزوج من امرأة نجدية، والآخر من عراقية والأخير من كويتية».

وختم كلامه بالقول: «لقد أنجزنا ما يقرب من 70 في المئة من المسلسل، ولم يتبقَ لنا إلا القليل قبل دخوله غرفة (المونتاج)، والمراحل الأخيرة مثل التلوين و(الميكساج)، وغيرها من الأمور الفنية»، متمنياً أن يحوز إعجاب الجمهور العربي فور عرضه على الشاشة التلفزيونية.

ضخامة الإنتاج

من جهته، قال المنتج محسن ملا حسين إن «بلاغ نهائي» من الأعمال الإنتاجية الضخمة، إذ يستعين بالتاريخ الحقيقي للأحداث وإسقاطها على أبطال العمل، مردفاً: «تبدأ الأحداث مع نهضة الكويت خلال السبعينات، حين كان المجتمع عبارة عن حاضنة للعديد من الجنسيات العربية المختلفة، ممن ساهموا في بناء الدولة ورفعتها وتقدمها في ميادين عدة، مثل التعليم والصحة والأدب والإعلام والمسرح.

ومن هنا تنطلق فكرة العمل التي تجعل المشاهد يعرف أن نهضة المجتمع الكويتي ما هي إلا نتيجة تمازج أيدٍ عربية».

وعن سبب استبدال بعض الأسماء الفنية التي كان قد أعلن عن مشاركتها في السابق، ردّ قائلاً: «بعد التعثّر في إصدار التأشيرات الخاصة لممثلين عراقين، مثل آسيا كمال وأمير إحسان وبيداء المعتصم، اضطررنا إلى البحث عن ممثلين عراقيين يحملون جوازات سفر أجنبية، فكان من ضمن الأسماء المختارة الفنانة العراقية هند كامل، التي كانت آخر مشاركة لها في مسلسل كويتي قبل 31 عاماً، وذلك مع الفنانة القديرة حياة الفهد في مسلسل (زوجة بالكمبيوتر)، فضلاً عن اختيارنا للفنانين باسم الطيب ونريمان الصابوري، من العراق أيضاً».

«التاجر»

بدوره، كشف الفنان السعودي تركي اليوسف عن تجسيده لدور التاجر «عبداللطيف»، «وهو من العائلة الرئيسية في العمل، والتي كانت تحظى بنفوذ كبير في بدايات سوق المناخ، وهناك العديد من العلاقات الاجتماعية والتجارية المتشابكة التي تتخللها الأحداث»، لافتاً إلى أن الدور الذي يقدمه جديد كلياً، خصوصاً أنه لم يعتد على تقديم شخصية كويتية، شكلاً ومضموناً ولهجة.

وأضاف: «الحقيقة شجعني الكثير من الإخوان في الكويت على المشاركة في هذا المسلسل، والحمدلله أنه تمت المشاركة، حيث تلقيت في السابق عروضاً كثيرة من صنّاع الدراما الكويتية، ولكنني كنتُ أعتذر في كل مرة نظراً لانشغالي في أعمال سعودية وعربية أخرى».

ولم يُخف اليوسف إعجابه بالنص الذي ألّفه الروضان، ولكنه استدرك قائلاً: «لا يوجد نص لا تؤخذ عليه ملاحظات، إلا أن (بلاغ نهائي) بشكل عام يعتبر من النصوص الجيدة».