هل يصل سعر «بيتكوين» إلى صفر؟

20 يونيو 2022 10:00 م

استمرت عملة البيتكوين المشفرة بانحدارها السريع خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تراجعت السبت الماضي، دون مستوى 18 ألف دولار ووصلت إلى 17749 دولاراً قبل أن تعاود الارتفاع مجدداً فوق مستوى 19 ألف دولار، بما يثير تساؤلات حول مستقبل العملة الرقمية، لا سيما في ظل انخفاض بقية العملات المشفرة أيضاً.

ومنذ ارتفاع «بيتكوين» إلى قمة تجاوزت 68 ألف دولار في نوفمبر 2021 لم تشهد العملة الرقمية اتجاهاً صعودياً ثابتاً، بل كان التوجه بوضوح إلى الانخفاض، ليبلغ مجموع ما خسره سوق العملات المشفرة بالكامل منذ بداية العام فقط تريليوني دولار وفقاً لتقديرات «سي.إن.بي.سي».

وتراجعت أيضاً عملة الإيثريوم إلى مستوى 897 دولاراً لتفقد هي و«بيتكوين» أكثر من 35 في المئة من قيمتهما خلال أسبوع واحد، وتراجعت أيضاً العملات المشفرة كافة بنسب متفاوتة ما أثار مخاوف كثيرين من انهيار كامل لها.

والشاهد أن الرفع المتتالي لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة هو السبب الرئيس وراء التراجع الحاد لـ«بيتكوين» والعملات المشفرة عموماً، بجانب تعرضها لضربات متتالية من رفض منصة «سيلسيوس» لتداول تلك العملات والإقراض التعامل بالعملات الرقمية بعد إقرارها لاستخدامها كضامن واستحواذها على ما قيمته 12 مليار دولار «بيتكوين» قبل شهر، فضلاً عن إيقاف الكثير من الجهات –وأبرزها «تسلا» قبل أشهر- التعامل بالعملات الرقمية كوسيلة إيفاء بالثمن.

وبات ملاحظاً أن نقاط المقاومة السعرية تنخفض باستمرار، فقبل أسبوعين كانت نقاط المقاومة السعرية حول مستوى 21 ألف دولار والآن أصبحت حول مستوى 18 ألفاً، وقبل شهر كانت حول مستوى 30 ألفاً، ما يشير إلى أن الانخفاض في سعر «بيتكوين» غير مدفوع بمبيعات الذعر فحسب، ولكنه مدفوع أيضاً بإعادة تقييم حقيقية لقيمتها.

ونقطة المقاومة السعرية تعني أنه عادة ما لا يتخطى سعر السلعة (العملة) تلك النقطة، لأن المتعاملين يبدأون دون تلك النقطة في اعتبار السلعة أو الأصل أو العملة «فرصة» لأنها مقيّمة بأقل من قيمتها الحقيقية، ولذلك يقبلون على شرائها، وبذلك يتحول منحنى السعر المنخفض أو المتراجع إلى آخر يتجه للارتفاع.

ورغم أن قيمة «بيتكوين» قد لا تصبح «صفراً»، لكن خسارة بعض المستثمرين لـ75 في المئة من قيمة أصولهم فيها (إذا اشتراها بسعر 68 ألف دولار وباعها دون 18 ألفاً) تعطي انطباعاً عن سوق «هابط بلا حدود» بما يجعل مستقبلها ضبابياً ويجعلها مثاراً للمضاربة والتلاعب أكثر من الاستثمار الطبيعي.