تربويون أكدوا لـ «الراي» أن نتائج الطلبة لا توازي قدراتهم العلمية بعد التخرج

الدرجات النهائية في نتائج الثانوية... هل هي طبيعية ؟

18 يونيو 2022 09:20 م

مع الدخول في منتصف الاختبارات النهائية لطلبة الثانوية العامة، وفي زحمة التصحيح ورصد الدرجات، تزامناً مع تفعيل قرار تدوير رؤساء اللجان الذي عُطل خلال أزمة كورونا، تواجه وزارة التربية الغش الإلكتروني وغيره بكل إجراءاتها، إلا أن النسب المئوية التي حصل عليها بعض الطلبة في العام الماضي والعام الذي قبله، كانت تدعو للاستغراب عند كثير من التربويين، إذ تمنوا أن تنتهي هذه الظاهرة في العام الجاري وأن تكون النسب طبيعية توازي القدرات العلمية للطلبة بعد تخرجهم.

وفيما رأى آخرون أنها كانت استثنائية بسبب ظروف التعليم المختلفة خلال أزمة كورونا والتي كانت بنظام التعليم عن بُعد، حيث لا رقابة مباشرة على الطالب مع تدخل الأهالي في حل الاختبارات القصيرة إضافة إلى اختلاف آلية التقويم التي كانت تعتمد على الحضور والمشاركة وكتابة التقارير، ذكّر عدد آخر منهم بنسب النجاح في العام 2019 قبل الأزمة الصحية حيث حصل 34 طالباً وطالبة على نسب نجاح بلغت 99 في المئة، وحصل 5 طلاب على النسبة نفسها في عام 2020 فيما كان 18 طالباً وطالبة نسبهم مئة في المئة في 2021، موضحين أن هذا الأمر في حد ذاته مؤشر لوجود خلل في الموضوع، مقارنة مع مستوى الطالب الخريج.

«الراي» تحدثت مع بعض التربويين حول هذه القضية، فيما إذا كانت هذه طبيعية وصحية في الثانوية العامة أم أن وراءها خللاً معيناً يدفع الإدارات المدرسية إلى منح الطالب الدرجة الكاملة، حيث كان كثير من الطلبة يحصلون على 4 نقاط كاملة وفي الجامعة ينكشف مستواهم.

«نأمل ألا يحصل على درجات التفوق إلا من يستحقها»

عادل الراشد: النسب ليست طبيعية أبداً... تذكرنا بنظام المقررات

وصف مدير الشؤون التعليمية الأسبق في منطقة العاصمة التعليمية عادل الراشد النتائج المئوية في اختبارات الثانوية العامة خلال فترة الجائحة بأنها «ليست طبيعية أبداً حيث تذكرنا بنظام المقررات الذي كان الطلبة فيه يحصلون على 4 نقاط كاملة وفي الجامعة ينكشف مستواهم للأسف».

وبيّن الراشد أن طريقة الحصول على الدرجات في مدارس الكويت سهلة وبسيطة وهناك مدارس تمنح طلبتها الدرجة الكاملة حتى تكون متميزة ويرفع المتفوق اسمها، مبيناً أن 99 في المئة منهم غير كويتيين، وخلال أزمة كورونا بنظام الأون لاين لا نعرف من يحل لهم الاختبارات.

وقال «المتفوقون معروفون في مدارسهم، ويشهد الله أن هناك ممن يحصلون سنوياً على 98 و99 في المئة وكان آباؤهم يترددون على الكنترول متظلمين على ربع درجة وعُشر الدرجة»، لافتاً إلى أن بعض المتفوقين آباؤهم معلمون وآخرون أساتذة أكاديميون في الجامعة و«التطبيقي»، وهؤلاء يساعدون أبناءهم في الحصول على الدرجات النهائية بطرق غير طبيعية.

وأوضح الراشد أن الأعوام الدراسية التي كانت خلال أزمة كورونا كانت استثنائية بسبب سهولة الاختبارات في العام الاول للأزمة (2020) ونظام التعليم عن بُعد في العام الذي يليه، فيما أشار إلى ظاهرة الغش، مؤكداً «أن بعض الطلبة يحصلون على نسب عالية جداً عن طريق قروبات الغش التي كانت تنتشر في بعض المدارس، لكن الآن مع التدوير وفرض الاجراءات المشددة نتمنى أن تنتهي هذه الظاهرة وألا يحصل على درجات التفوق إلا من يستحقها فقط وبالطرق المشروعة».

«هل يعقل طالب نايم بفراشه ياخذ الدرجة النهائية؟»

موضي الحمود: 30 طالباً يحصلون على 100 في المئة... أكيد هناك خلل!

اعتبرت وزيرة التربية السابقة الدكتورة موضي الحمود حصول عدد كبير من الطلبة على النسب المئوية في نتائج الثانوية العامة بأنه مؤشر لوجود خلل إذ لا بد أن يقاس المستوى الحقيقي للطالب ولا يمكن أن يكون هناك «طالب نايم بفراشه ويحصل على الدرجة الكاملة وقد أسميتها في العام الماضي بسنة الزحف».

ورأت الحمود في تصريح لـ«الراي» أن لا مشكلة في حصول بعض الطلبة على الدرجات النهائية ولكن لا يتجاوز عددهم 4 إلى 5 في المئة مؤكدة هناك طلبة في الجامعة يحصلون على الدرجة الكاملة ولكن عددهم محدود جداً.

وبينت أنه خلال أزمة كورونا كانت هناك فجوة كبيرة في النظام التعليمي ورغم ذلك لا نستطيع القول بأن لا أحد يستطيع الحصول على 100 في المئة، مشيرة أيضاً إلى تفشي بعض السلوكيات في الاختبارات وأهمها الغش الإلكتروني الذي أصبح البعض يتساهل به.

ابتسام الحاي: انعدام التوازن بين مستوى الطالب في الجامعة ونسبة الثانوية دليل الخلل

أكدت المديرة السابقة لإدارة المناهج في وزارة التربية ابتسام الحاي أن هناك انعدام توازن بين المستوى الحقيقي للطالب في الجامعة وتحديداً في اختبار القدرات وبين نسبته في الثانوية العامة وهذا دليل وجود خلل.

وقالت الحاي لـ«الراي»: أتفهم حصول الطالب على الدرجة الكاملة في القرآن الكريم القائم على الحفظ والتسميع، لكن في المواد الأخرى كاللغتين العربية والإنكليزية كيف ذلك ؟!

وأضافت «لا يوجد شيء اسمه الدرجة الكاملة للطالب في الثانوية العامة» مستغربة «هل المدارس لديها صلاحيات لرفع درجات طلبتها ومنحهم المعدل الكامل».

وأكدت أن هناك طلبة متفوقين شغوفون بالعلم،وهناك من يأخذ هذه الدرجات بغير وجه حق واختبار تحديد المستوى في الجامعة خير دليل.

الاختبارات لم تخرج عن بنوك الأسئلة في العام الماضي

حمد الهولي: الوضع استثنائي خلال الجائحة... والحصول على النسبة طبيعي

رأى رئيس جمعية المعلمين حمد الهولي حصول بعض الطلبة على النسب المئوية الكاملة خلال أزمة كورونا أمراً طبيعياً في اختبارات تم تحديد موضوعاتها والتأكيد على أنها لن تخرج عن بنوك الأسئلة التي رفعتها وزارة التربية على موقعها الإلكتروني.

وبيّن الهولي، أن اختبار القدرات في جامعة الكويت ليس مقياساً لمهارات طالب الثانوية، مشيراً إلى أن هناك اختلافاً في المناهج بين المؤسستين، وأن آلية التدريس المتبعة في الثانوية لا تتناسب مع اختبار القدرات، والدليل أنه حتى لو اجتاز الطالب هذا الاختبار فسيظل يعاني في السنة التمهيدية الأولى في الجامعة.

وقال الهولي «حتى لو حصل بعض الطلبة على الدرجة المئوية في الاختبارات الحالية، فالوضع طبيعي، هناك طلبة متفوقون، ولا غرابة في حصولهم على الدرجات الكاملة» مؤكداً أن «نسبة الدرجة للأعمال لا تتجاوز الـ20 في المئة من النسبة العامة، فإذا كان المنهج قائماً على الحفظ فأين المشكلة ؟» مضيفاً «أنا أحفظ بشكل كبير في مادة الكيمياء، لكن يظهر مستواي الحقيقي وينكشف في المختبر».

مصدر مسؤول لـ«الراي»: مدارس ترفع درجات طلبتها... لتتميّز

أكد مصدر مسؤول متقاعد في وزارة التربية لـ«الراي» وجود مدارس حكومية وخاصة ترفع درجات طلبتها، لتحصل على التميز، موضحاً أن هذه المدارس معروفة بالاسم ولديها الصلاحيات في إدخال درجة الطالب في النظام.

واعتبر المصدر الأمر بـ«غير الصحي» في النظام التعليمي، فيما عرّج على النسب المئوية خلال أزمة كورونا، مشيراً إلى أنه «في نظام التعليم عن بُعد هناك أزمة ثقة مع الطالب، ومعظم الطلبة كانت أسرهم تحل لهم الاختبارات».

إسراء العيسى: التفوق المئوي غير حقيقي

اعتبرت عضو هيئة التدريس في جامعة الكويت الدكتورة إسراء العيسى التفوق المئوي في الثانوية العامة بأنه شيء غير طبيعي وغير حقيقي والدليل رسوب كثير من الطلبة المتفوقين في اختبار القدرات بالجامعة وإخفاقهم في معظم الكليات.

وفيما أكدت العيسى أن نسب النجاح بشكل عام غير حقيقية ولا تقيس مستوى الطلبة، قالت «إن كل ما يحصل في المدارس ليس للطلبة ذنب فيه، بما في ذلك موضوع الغش محملة الإدارة التعليمية جميع السلبيات الموجودة».