بمتوسّط 117.2 دولار للبرميل وزيادة 8.8 في المئة

«كامكو إنفست»: ارتفاع سعر النفط الكويتي فاق في مايو... معدلات «برنت» وسلة «أوبك»

15 يونيو 2022 10:00 م

- نقص الإمدادات عالمياً يعزّز زيادة الأسعار رغم شكوك الطلب
- الارتفاع يدفع المستوردين لشراء النفط الروسي بوتيرة قياسية

لفتت شركة كامكو إنفست إلى أن أسعار النفط شهدت المزيد من المكاسب في يونيو 2022 في ظل نقص المعروض، رغم الإعلان عن زيادة الإمدادات، الأمر الذي طغى على بعض المخاوف المتعلقة بانخفاض الطلب العالمي على النفط.

وذكرت «كامكو إنفست» في تقرير لها إن الانخفاض الحاد للإمدادات الليبية دعم أسعار النفط إلى جانب العقوبات المفروضة على شراء النفط من روسيا، إلا أن استمرار ارتفاع بيانات التضخم في الولايات المتحدة وأوروبا، وإعادة فرض عمليات الإغلاق في الصين، وصعود الدولار الذي وصل إلى أعلى مستوى له في عقدين مقابل سلة من العملات، عوامل ساهمت في الحد من زيادة أسعار النفط.

مخاوف الركود

وأشار التقرير إلى تزايد حدة المخاوف المتعلقة بالركود أخيراً مع تعرض النمو الاقتصادي لضغوط شديدة بعد أن وصلت معدلات التضخم في أميركا مرة أخرى إلى مستويات غير مسبوقة، موضحاً أن البيانات الأخيرة كشفت عن ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وأوروبا، ما أدى إلى خفض آفاق نمو الاقتصاد العالمي.

وبيّن أن بيانات التضخم أظهرت مجدداً إمكانية حدوث ارتفاع حاد في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وبعض الأسواق المتقدمة الأخرى التي سيكون لها آثارها غير المباشرة في بقية دول العالم، بما في ذلك الأسواق الناشئة وآسيا التي بدأت للتو تشعر بتزايد الضغوط التضخمية، منوهاً إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة سيؤدي لمواجهة الشركات صعوبة في تجديد التسهيلات الائتمانية الحالية أو الحصول على قروض جديدة، كما قد يؤدي إلى انكماش.

وتابع التقرير «بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم قدرة الصين على التغلب على الموجة الأخيرة من تفشي فيروس كوفيد-19 رغم تطبيق تدابير الإغلاق الصارمة سيؤثر على سلاسل التوريد العالمية. كما أعلن عدد من الدول الأخرى أيضاً عن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس رغم أن اللقاحات السابقة تجعلها أقل عرضة لموجة جديدة».

وأفاد بأنه رغم ذلك ظل الطلب على النفط مرتفعاً، وكذلك أسعار البنزين التي وصلت إلى مستويات قياسية في العديد من الدول في ظل تزايد الطلب على وقود الديزل ووقود الطائرات، فيما يؤدي نقص الوقود العالمي أيضاً إلى زيادة هوامش المصافي التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018، وفقاً لوكالة بلومبرغ.

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع أسعار النفط يدفع بالمستوردين لشراء النفط الروسي والإيراني بوتيرة قياسية في أسواق العقود الفورية، كما كشفت بيانات شحن البضائع الأسبوعية الصادرة عن «بلومبرغ» تزايد عمليات شراء النفط الروسي أخيراً من قبل المستوردين الهنود والصينيين.

وعلى صعيد الإنتاج، أوضح التقرير أن إنتاج النفط الأميركي ظل ثابتاً خلال الـ 4 أسابيع الماضية عند مستوى 11.9 مليون برميل يومياً، فيما كشفت بيانات عدد منصات الحفر عن تباطؤ وتيرتها للمرة الأولى منذ أسابيع، كما أدى ارتفاع الطلب على النفط من المصافي الأميركية إلى انخفاض حاد في احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي الذي وصل إلى أدنى مستوياته المسجلة منذ مارس 1987، رغم أن المخزونات التجارية أظهرت زيادة الأسبوع الماضي.

وأضاف التقرير «من جهة أخرى، سجل إنتاج (أوبك) وفقاً لـ(بلومبرغ) نمواً هامشياً قدره 130 ألف برميل يومياً في مايو 2022، الأمر الذي يُعزى بصفة رئيسية لارتفاع إنتاج نيجيريا والكويت والسعودية والإمارات والجزائر، والذي قابله جزئياً تراجع الإنتاج من ليبيا والعراق».

اتجاهات الأسعار

وأوضح تقرير «كامكو إنفست» أن أسعار النفط شهدت 4 أسابيع متتالية من المكاسب حتى الأسبوع الماضي، ولا يزال الاتجاه هذا الأسبوع إيجابياً، حيث وصلت أسعار عقود النفط الآجلة إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 3 أشهر واخترقت حاجز 120 دولاراً للبرميل لتنهي تداولاتها عند مستوى 122.3 دولار للبرميل في 13 مايو 2022، عازياً الارتفاع المستمر الذي شهدته الأسعار إلى عدد من العوامل على جانب الطلب وكذلك نقص الامدادات، ما يشير إلى تشديد أوضاع السوق على المدى القريب.

وبيّن أن تأثير إعلان «أوبك» الأخير عن زيادة الإنتاج يكاد يكون لا يذكر على أسعار النفط، فيما لا تزال الطاقة الانتاجية لقطاع التكرير في تزايد نظراً للطلب القوي في الأسواق، وعلى وجه الخصوص،

لا يزال الطلب على وقود الطائرات قوياً، لا سيما في أوروبا، بسبب خطط السفر الموسمية مع زيادة الطلب وانخفاض العرض وتراجع المخزونات.

وذكر التقرير أن التقديرات الصادرة عن «بلومبرغ» تشير إلى أنه من المتوقع أن يصل متوسط الأسعار في الربع الرابع من 2022 إلى 95 دولاراً للبرميل مقابل توقعات سابقة صدرت الشهر الماضي عند 92 دولاراً، لافتاً إلى أن متوسط أسعار العقود الفورية شهد مكاسب قوية خلال مايو الماضي، إذ وصل متوسط سلة «أوبك» إلى 113.9 دولار للبرميل بعد أن سجل ارتفاعاً بـ7.8 في المئة خلال الشهر، في حين بلغ متوسط سعر مزيج خام برنت 113.1 دولار للبرميل، مسجلاً معدل مكاسب شهرية مماثل، وشهد النفط الكويتي ارتفاعاً أكبر على أساس شهري بنحو 8.8 في المئة ليصل في المتوسط إلى 117.2 دولار للبرميل في مايو.

إنتاج «أوبك»

ونوه التقرير إلى تزايد إنتاج نفط «أوبك» للشهر الثالث عشر على التوالي في مايو الماضي ليصل إلى أعلى مستوياته في 25 شهراً، حيث أنتجت المجموعة نحو 28.9 مليون برميل يومياً بزيادة شهرية 130 ألف برميل يومياً، وفقاً لبيانات «بلومبرغ»، وعلى النقيض من ذلك كشفت مصادر «أوبك» الثانوية عن تراجع إنتاج المنظمة على أساس شهري بنحو 176 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 28.51 مليون برميل يومياً في مايو.

وأظهرت بيانات «أوبك» تراجع إنتاج نيجيريا بنحو 45 ألف برميل يومياً مقابل تسجيل نمو شديد وفقاً لبيانات «بلومبرغ»، كما كشفت بيانات «أوبك» عن تسجيل الكويت لمعدل نمو أقل نسبياً (+27 ألف برميل يومياً مقابل +80 ألف برميل يومياً وفقاً لبيانات «بلومبرغ»)، بينما ارتفع الإنتاج السعودي بمعدل أعلى قليلاً بمقدار +60 ألف برميل يومياً مقابل + 50 ألف برميل يومياً وفقاً لبيانات «بلومبرغ».

28 في المئة انخفاضاً باستثمارات التنقيب والتطوير

أفادت «كامكو إنفست» بأن تقريراً حديثاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية أشار إلى ضعف الاستثمارات الموجهة لقطاع التنقيب عن الطاقة، مبينة أن منتجي النفط العالميين استثمروا 244 مليار دولار في أنشطة التنقيب والتطوير في 2021، أي أقل بنسبة 28 في المئة من متوسط الإنفاق على مدى السنوات الخمس التي سبقت الجائحة. وتابع التقرير «باستبدال 77 في المئة فقط من الإنتاج، من المتوقع أن يشهد القطاع عجزاً في السنوات المقبلة، ورغم أن البيانات الأخيرة أظهرت تزايد الإنتاج، خاصة في ما يتعلق بالنفط الصخري، إلا أن عدد منصات الحفر لا يزال أقل بكثير مقارنة بمستويات الذروة قبل الجائحة والمسجلة بنهاية ديسمبر 2018، كما كشفت البيانات الأخيرة من (بيكر هيوز) عن إضافة 6 منصات حفر في الأسبوع المنتهي في 10 يونيو الجاري، وذلك بعد أسبوعين من التباطؤ، وبلغ إجمالي عدد منصات الحفر 580 بنهاية الأسبوع الماضي».