تحقيق / وفد جمعية الصحافيين لمس مكانتها الكبيرة لدى الفلسطينيين

الأيادي البيضاء زرعت حب الكويت في قلوب أهالي غزة

1 يناير 1970 06:52 ص
غزة -كونا- حين وطئت اقدام وفد جمعية الصحافيين الكويتية أرض غزة بفلسطين وجدوا اسم الكويت يحتل مكانا كبيرا في قلوب أهل ذلك القطاع المحاصر الصامد بفضل عدد كبير من المشروعات الخيرية تنفذها الايادي البيضاء هنا وهناك.
وارتبط اسم الكويت في أذهان اهالي قطاع غزة منذ عقود طويلة ولا يزال، لاسيما بعدما تنوعت وازدادت المشروعات الخيرية التي تقدمها جهات كويتية عدة منها مؤسسة الرحمة الكويتية للاغاثة والتنمية التابعة للجنة الرحمة الخيرية في جمعية الاصلاح الاجتماعي.
وعن تلك المشروعات قال مدير المؤسسة كمال مصلح للوفد الكويتي ان المؤسسة استهلت نشاطها في قطاع غزة بانشاء مستشفى الكويت التخصصي في مارس 2007 والذي يضم تخصصات مهمة منها الجراحة والعظام والعيون والباطنة والاطفال والنساء والولادة.
واضاف ان للمؤسسة مشاريع زراعية بالمشاركة مع وزارة الزراعة تهدف الى توفير الامن الغذائي للقطاع ومنها مشروع بيروحاء الكويت للنخيل في خان يونس (لزراعة 50 الف نخلة على مدى خمس سنوات) ومشروع (حدائق ذات بهجة) لزراعة التفاح والزيتون واللوز والرمان والتين والعنب والجوافة.
كما تقوم المؤسسة على رعاية مشروع الشفيع لتحفيظ القرآن الكريم ومشروع مخابز الرحمة الخيرية وكفالات الايتام والاسر والاغاثة الطارئة والعاجلة اضافة الى مشاريع موسمية ومنها مشروع الحقيبة المدرسية والقرطاسية ومشروع المخيمات الصيفية ومشروع افطار الصائم ومشروع الاضاحي.
ولم تكتف المؤسسة بذلك بل دعمت صمود اهل القطاع من خلال مشاريع المساعدات الاجتماعية المقطوعة ومشروع كفالة طلبة العلم ومشروع مساعدة المرضى ومشروع للمساهمة في تأهيل المعاقين وتوزيع الزكاة والعيديات وحفر آبار المياه وتوفير البرادات وترميم المنازل وازالة الانقاض.
وعن الاوضاع في قطاع غزة قال مصلح ان تعداد سكان القطاع يبلغ مليون ونصف مليون مواطن يقطنون في ارض لا تزيد مساحتها على 450 كيلومترا مربعا يتوزعون على خمس محافظات هي غزة والشمال والوسطى وخان يونس ورفح.
واضاف ان للقطاع ستة معابر خمسة منها على الحدود مع الجانب اليهودي وهي معبر ايريز ومعبر النبط ومعبر ناحل عوز ومعبر صوفا ومعبر صوفا ومعبر كيرم ابوسالم فيما يتمركز المعبر الاخير المسمى بمعبر رفح على الحدود مع مصر.
وقال مصلح ان غزة كانت تعتبر دائما سلة الفواكه لفلسطين لان ارضها كانت ولا تزال زراعية «وكان المستوطنون اليهود في غزة قبل تركهم القطاع يعملون في الزراعة ويقومون بتصدير العديد من المنتجات الى الدول الاوروبية مثل الفراولة والحمضيات والخضار بأنواعها الورقية وغير الورقية».
واشار الى المحاولات الاسرائيلية الحثيثة لتضييق الحصار على قطاع غزة بعد تسلم الحكومة العاشرة زمام الامور في القطاع وتكبيدها الكثير من الخسائر من خلال ايقاف الدعم الدولي المقدم للزراعة والذي يقدر بأكثر من 30 مليون دولار سنويا اضافة الى خسارة بقيمة تزيد على 500 مليون دولار نتيجة قيام الاسرائيليين بتجريف الاراضي الزراعية وتدمير المحاصيل الزراعية.
وافاد ان الجانب الصناعي الفلسطيني في القطاع لم يسلم من محاولات التدمير الاسرائيلية حيث اسفرت العمليات العسكرية المتعددة عن تدمير وبشكل كامل اكثر من ثلاثة آلاف مصنع ومشغل محلي تقوم على الصناعة الغذائية والعصائر والاسمنت والتغليف والخياطة والملبوسات فضلا عن المدارس والبيوت ومخازن منظمة الانروا وبعض محطات توليد الكهرباء.
وذكر ان اليهود لم يكتفوا بحصار غزة برا وجوا بل تعدوا ذلك الى حصار البحر «ولا يسمح للصيادين الفلسطينيين بالخروج على ما يزيد على خمسة اميال بحرية والا فان البوارج الاسرائيلية مستعدة للقصف وهذا ما حدا بالحكومة الى الاتجاه نحو الاستزراع السمكي».
وقال ان التقارير الاسرائيلية الاخيرة تفيد بأن الحصار على قطاع غزة «بدأ يؤتي أكله»، مبينا ان غزة الصامدة بفضل صمود اهلها ومساعدات الجهات الخيرية المختلفة «لن تخضع ولن تستسلم ولن يتزعزع الامن فيها مهما استعدت اسرائيل واستخدمت ما استطاعت من جهد وقوة وعتاد عسكري وطيران واجهزة زنانة».
واستذكر مصلح موقف الكويت «وشعبها الشقيق مع الفلسطينيين في القطاع قبل الحرب واثناءها وبعدها» مؤكدا ان مواقف القيادة الكويتية والشعب الكويتي كانت دائما ولا تزال مشرفة وأخوية وحاضنة استراتيجية لفلسطين المحتلة.
وهناك حيث يقوم المسؤولون عن المؤسسة نيابة عن ايادي الخير الكويتية بتوزيع المساعدات والعبوات الغذائية لا ينفك المراقب يرى امرأة مسنة تبتهل الى الله بصوت عال ليحفظ الكويت وأهلها ومسنا لا تكاد رجلاه تحملانه الا بمساعدة عكاز يفترش الأرض في انتظار دوره للحصول على تلك العبوة التي ستكفيه واسرته شهرا كاملا اضافة الى مدفأة وبطانيات توزع مرة واحدة حسب احتياج الأسرة وعدد افرادها.
وتتضمن العبوة التي توزع شهريا على مئات الاسر 19 نوعا من المواد الغذائية الاساسية ومنها الرز والسكر والزيت والسمن البلدي ولحوم واسماك معلبة وبقوليات مجففة مثل الفول واللوبياء والعدس الاحمر والعدس الاسود والحمص والفاصوليا والشاي والمعكرونة وطحينة ومعجون طماطم وصلصة ومكعبات ماجي.
وعلى جدران البيوت المهدمة او المزدانة بآثار عدوان اسرائيلي يجد الزائر والمار على حد سواء دائما دعوة مرسومة بخط عربي جميل للحضور والمشاركة في عرس لشهيد قد يكون أحد ابناء ذلك المنزل أو الحي فالشهادة في عرف أهل فلسطين لا تعني الا عرسا وفرحة.
وفي زيارة خاطفة الى حي السلام في شرق بلدة جباليا وكذلك الى عزبة عبدربه يمكن للمرء تحسس نسبة الدمار التي خلفها العدوان الاسرائيلي الاخير على المنطقتين فأحالهما أثرا بعد عين ولم تسلم فيهما المباني ولا المصانع ولا حتى الاراضي الزراعية التي تعمل على توفير الامن الغذائي لتلك المناطق.
ولا شك في ان العدوان على تلك المناطق وبتلك الصورة يهدف بصورة اساسية الى تهجير السكان وتدمير الجانب الاقتصادي سعيا الى تضييق الحصار أكثر فأكثر على أهل فلسطين بيد أن ذلك لم يزد أهل القطاع الا عنادا وصمودا وتمسكا بأرضهم.
ويعاني قطاع غزة من ندرة المياه على الرغم من أن ارضه تضم العديد من الابار الارتوازية لأن اسرائيل لا تنفك تسحب المياه من تلك الابار لصالحها.
كما يعاني أهل القطاع من ندرة الحاجات الاساسية كالوقود والغذاء والدواء لاسيما بعد تضييق الحصار على القطاع ومنع أي مساعدات أو شحنات اغاثة من الوصول اليه عبر اي معبر من المعابر الا المعابر الاسرائيلية التي ترسل من خلالها اسرائيل كميات من الغذاء والدواء لا تكاد تسد حاجة الكفاف عند أهل القطاع.
ومن دون بهرجة اعلامية او ضوضاء تجوب سيارات الاسعاف التابعة للمؤسسة شارع صلاح الدين التاريخي الذي يقطع غزة الى جزأين لتستطلع حاجات أهل القطاع والمشاريع الخيرية التي تشرف عليها مؤسسة الرحمة الكويتية للاغاثة والتنمية.
يذكر ان الوفد الكويتي كان برئاسة المدير المالي في جمعية الصحافيين الكويتية عدنان الراشد وضم الكاتبين الصحافيين سامي النصف والدكتور عصام الفليج والمدير العام لصحيفة كويت تايمز بدرية درويش ومدير التحرير في وكالة الانباء الكويتية منى ششتر.