كلمة صدق

ماذا يقول ألكسندر دوغين؟

14 يونيو 2022 10:00 م

«انهيار روسيا هو انهيار العالم»

المفكر الروسي ألكسندر دوغين

يقول المفكر عالم الاجتماع الروسي ألكسندر دوغين، إن الصراع في أوكرانيا ليس صراعاً محلياً، «فقد وضعت روسيا جميع أوراقها في تحدي الهيمنة الغربية، إما أن تنتصر روسيا وإما تفنى».

ويضيف دوغين قائلاً في مقابلة له مع إحدى قنوات التلفزيون العربية بأن في موضوع أوكرانيا يمكن للغرب أن يتراجع ويخسر أوكرانيا، أما روسيا فهي أمام طريق مسدود، وقد أحرقت كل الجسور خلفها وليس لها خياراً آخر إلا أن تنتصر.

ألكسندر دوغين العالم الروسي المقرب من الرئيس بوتين فكرياً، هو صاحب النظرية الرابعة التي ترى بأن كل بلد يجب أن يشق طريقه باستقلالية ويجد ما يناسبه من نظام خارج نظريات الحكم الثلاث، وهي الفاشية والشيوعية الاشتراكية والليبرالية الغربية، والتي غدت هي المهيمنة على العالم.

من المهم في الوقت الحالي سماع ما يقوله دوغين، فهو حالياً يعكس رأي الطبقة السياسية الحاكمة في موسكو بقيادة بوتين.

هو يقول إن العالم الجديد يجب أن يكون متعدد الأقطاب، وإن روسيا قطعت علاقاتها الثقافية والاقتصادية والإعلامية والتكنولوجية مع الغرب ويجب أن تستند إلى حضارتها وثقافتها كما فعلت وتفعل الصين.

يقول ألكسندر دوغين، الصين قطعت شوطاً طويلاً في الاستقلال عن الهيمنة الغربية وبنت نظاماً تكنولوجياً واقتصادياً وثقافياً بشكل مستقل عن الغرب إلى حد بعيد ويناسبها، روسيا تأخرت عن الصين في بناء منظومة اقتصادية إعلامية تكنولوجية مستقلة، لكنها الآن تدفع ثمن المواجهة المباشرة للتحرر مما أسماه الهيمنة الغربية على العالم.

يرى دوغين أنه لا مناص من تحييد أوكرانيا، والقضاء على من اعتبرهم النازيين فيها، والاعتراف باستقلال لوغان ودونسك عن أوكرانيا، وإنشاء إدارة محلية روسية في خيرسون.

ويرى أن هناك هدفاً صغيراً لروسيا كحد أدنى وهو اخراج ما يسمى نوفو روسيا من السيطرة الغربية، وعودة هذا الإقليم بعلاقات مترابطة مع روسيا، وتشمل نوفو روسيا الإقليم الممتد شمال البحر الأسود.

المفكر الروسي دوغين، يرى أن الغرب يدعم أوكرانيا في المواجهة ضد روسيا، ويتساءل، هل الغرب مستعد أن يواجه روسيا حتى لو تطور النزاع نوويا؟ ويقول، روسيا لا تنوي البدء باستخدام السلاح النووي، لكن فقط في حال تدخل الغرب مباشرة في الصراع وهدد الدولة الروسية بشكل مباشر، حينها سيكون الصراع النووي مطروحاً.

«الأمر خطير للغاية، إذا لم تنتصر روسيا فلن يكون هناك روسيا ولا العالم»، هكذا يقول ألكسندر دوغين، ويضيف في نهاية مقابلته بأن بوتين كالمتعبد الصوفي وأمامه شيئاً مقدساً وهي روسيا، وبوتين ليس رجلاً عادياً كما يراه دوغين بل هو رجل استثنائي لهذه المرحلة غير مرتبط بالغرب، هو «الآن ليس رئيساً بل هو قيصر».

عندما يرى المتابع ما يقوله دوغين والتقارب بين ما يفكر به ويقوله، وبين ما يؤمن به ويفعله الرئيس الروسي، يرى أن هذا الصراع في أوكرانيا صراع إرادات العمالقة، الذي لن ينتهي دون أن يكون هناك وجه جيوسياسي جديد للعالم.