وجع الحروف

تنميتنا... وتنميتهم الزراعية!

13 يونيو 2022 10:00 م

أحد الإخوة، ليبرالي الفكر، ذكر لي في حديث جانبي «دكتور... أتابع كل ما تكتب ويعجبني جداً طرحك بس لو تخفف من الإسلاميات»!

استغربت من قول «لو تخفف من الإسلاميات»... فما هو المطلوب مني إذاً ؟!

الكل يعلم أن الله عز شأنه طالبنا في آيات كثيرة أن نتبع أوامره ونواهيه الواردة في القرآن الكريم ومنها:

«ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا»، «ولا تعثوا في الأرض مفسدين»، «ولا تلبسوا الحق بالباطل»، «ولا يغتب بعضكم بعضا»، «ولا تجسسوا»، و«كونوا مع الصادقين»... وحتى العلم الحديث أثبت الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

نحن ضد الفساد وضد التجسس وضد الغيبة ونطالب بالتحقق من الأمور قبل الحكم على موضوع معين كي نجتنب سوء الظن وعلى الدوام نطالب بالاستعانة بالقوي الأمين الصادق النزيه لقيادة مؤسساتنا.

والآن... وبعد كل «الشقلبة» التي اعترت حقول التعليم، الصحة، الخدمات وسوء تنفيذ المشاريع وضعف المستوى المعيشي نستنتج أمراً واحداً وهو أن أساس التراجع الذي نشهده مصدره رموز الفساد وأهل المصلحة ورعاة الواسطة!

وقد أسعدنا خبر ترشح الكويت لرئاسة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد»، وذلك تقديراً لدور الكويت في مساعدة الملايين حول العالم في الخروج من براثن الفقر، وهو أحد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وهو دور مشرف بلا شك.

لاحظ الفرق بين مفهوم التنمية الزراعية الدولي الذي تتبناه الكويت وبين تنميتنا الزراعية في الكويت!

في الكويت، غابت العدالة في التنمية الزراعية وكلنا يشاهد التوجه الأخير لبناء مفهوم الأمن الغذائي بعد عقود من الزمن والمزارعين ومربي الماشية «الثروة الحيوانية» يعانون من ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم وجود دعم كافٍ لهم.

ونذكر الحديث حول التجاوزات التي شابت الحيازات الزراعية والحيوانية وقصة «المزارع الحدودية» على الرغم من أن المسألة برمتها لا تتجاوز فقرة في «حسن الإدارة»، فلدينا مزارعون أخيار ومربو ماشية مجتهدون لكن مع الأسف لم نستعن بهم وأصبحت الأمور فالتة!

لا بأس من تدارك الأمر...، فما الذي يمنع من حصر المشاكل التي يعاني منها المزارعون ومربو الماشية وتقديم المنتج المحلي على غيره؟!

الزبدة:

خلصنا من تيه «التنمية البشرية ـ الرأسمال البشري» الذي يعد من أهم أهداف التنمية المستدامة، والآن نعرض لكم تراجعنا في التنمية الزراعية ونحن نعين دولاً فقيرة عن طريق مشاريع زراعية!

إذاً، قول أخينا ليبرالي الفكر، لا محل له من الإعراب، وسنستمر في هذا النهج إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً... ونحن هنا نكتب خشية الوقوع في المحظور، ونتمنى أن نتبع نواهي الله وأوامره إن كنا نريد النجاة في الدنيا والآخرة حيث العدل أساس الحياة... والله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi