لتعليم الطلبة طريقة العمل مع الحيوانات واحترامها

مدرسة في إسبانيا لتدريب رعاة القرن الـ 21

12 يونيو 2022 09:30 م

إسبانيا - أ ف ب - تثبّت فانيسا كاستيو خروفاً بين ساقيها وتقرّب آلة الجزّ من صوفه السميك ممسكةً رأسه بيدها الأخرى، إذ إن الشابة العشرينية الخائفة من تأدية هذه المهمة هي من طلبة مدرسة للرعاة تقع غرب إسبانيا.

وتستمع فانيسا إلى تعليمات خوسيه ريفيرو، وهو متخصص في جزّ صوف الحيوانات يعمل في المدرسة، الذي يبادرها بالقول «عليكِ أن تشدّي جلد الحيوان» وتقصي «ببطء حتى لا تؤذيه».

وبذلك، تمكنت الطالبة من إزالة بعض الصوف قبل أن ينهي المتخصص المهمة معرّياً الخروف الذي ينتمي إلى سلاسة مارينو، وسط تصفيق الطلبة الآخرين.

وعلى بُعد أمتار قليلة، يتعلم تيبو غوييه حلب الماعز وكيف يعرف ما إذا كانت تعاني أي مرض من شأنه أن يؤثر على جودة الحليب.

ويقول له فيليبي إسكوبيرو، وهو مسؤول عن هذا التدريب الذي يُنظّم بإشراف التعاونية الزراعية «كوؤوبرادو»، إن «أطراف أصابعك عليها أن تصبح بمثابة عينيك».

ويتفحّص الرجل الملتحي المرتدي قميصاً أسود غدداً موجودة في الجزء العلوي من ضرع عنزة سوداء أصلها من غرناطة. ويوضح أن الغدد «ينبغي أن تكون مشابهة للوز» إن كانت سليمة.

وعلى غرار تيبو وفانيسا، يخضع نحو عشرة أشخاص لدورة تدريبية لخمسة أشهر تمتد على 600 ساعة داخل مدرسة تقع في قرية كاسار دي كاثري التي يبلغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة وتقع في وسط إكستريمادورا، وهي منطقة ريفية تعتبر إحدى أبرز المناطق الإسبانية في مجال تربية الأغنام والماعز.

وتهدف هذه الدورة إلى جعل الطلبة يتعلمون طريقة العمل مع الحيوانات واحترامها، بالإضافة إلى تلقينهم أصول الإدارة المالية الخاصة بهذا العمل، ليحصلوا على شهادات باتت ضرورية ليتمكن الرعاة من ممارسة عملهم.

وتتمثل الفكرة الكامنة وراء هذا المشروع في تدريب «رعاة القرن الحادي والعشرين» للعمل في قطاع تتلاقى فيه «التقاليد مع أحدث التطورات»، بحسب ما يوضح المسؤول عن المدرسة إنريكي «كويكي» إيزكيردو لوكالة فرانس برس.

ويقول يورغن روبليدو، وهو طبيب بيطري ومدرّب في هذه المدرسة، إن «رؤية الراعي في حقله حاملاً حقيبته فوق كتفه» لم تعد تتوافق مع العصر، مضيفاً أن «الراعي اليوم يعمل استناداً إلى تقنيات حديثة، فيدير عملية إنتاج الحليب مثلاً عبر أجهزة لوحية واستناداً إلى بيانات دقيقة».

ويركز الطلبة الجالسون على مقاعدهم في أحد الصفوف على الشرح الذي يتلقونه. ويشجعهم يورغن على طرح الأسئلة مع أن الأشخاص الذين يتعلّمون في هذه المدرسة هم من خلفيات مختلفة جداً، فبعضهم يعمل أساساً في هذا القطاع ويرغب في التخصص به، والبعض الآخر يطمح إلى إحداث تغيير في حياته.