صوت القلم

التركيبة السُكانية وجهود «الداخلية»

9 يونيو 2022 10:00 م

واقع الحال لدينا يؤكد أن لا خطة ستنجح ولاهدف سيتحقق إن لم تتم الدراسة بشكل منطقي، فمهما وضعنا خططاً ورسمنا أحلاماً وردية واجتهدنا لتحقيق ذلك فإن المنطق والواقع سيكون مختلفاً تماماً، بكل تأكيد لست متشائماً ولكن أكثر واقعية من بعض المسؤولين الذين يرسمون واقعاً مغايراً للوزير وحتى لرئيس الوزراء، من أجل البقاء مدة أطول في مناصبهم التي لا يستحقونها فهم يعتبرون سبباً رئيسياً لجمود وتخلف أي بلد.

هناك أساسيات لا بد أن يتم البناء عليها حتى يكون البناء قوياً، فمن غير المنطق أن تهدف لتحقيق رؤية بعد سنوات على أرضية غير مؤهلة، أي ان تبني وتُعمر وتهتم بالحجر وتترك بناء البشر، وتهمل جوانب أمنية وقضايا اجتماعية واقتصادية، فإن خططت لرؤية وهدف فلا بد أن تشمل الجميع فأنت بلا شك تتطلع للمستقبل وتُريد أن تضع قدماً فيه فكيف يتم ذلك بعقليات عفى عليها الزمن لا تواكب أدنى اساسيات التكنولوجيا، ولا تعترف بوسائل التواصل الاجتماعي ولاتُريد أن تُفعل التقنية العالمية والتطبيقات الإلكترونية في معاملاتها.

ارى أن كُل ذلك من الممكن تداركه وعلاجه ولكن دون تأخر، فهناك من يعمل بشغف كبير ويسعى لتحقيق تلك الرؤية ويعمل جاهداً على تحقيق جوانب متخصص فيها، كما فعل وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف، الذي شن ورجال الداخلية حملة أمنية واسعة على مناطق جليب الشيوخ والمهبولة وغيرها من أجل القضاء على مخالفي الإقامة وتطهير المنطقة من تجار المخدرات والخمور وغيرهما، فلو عمل كل مسؤول في الجانب الذي يختص به بكل شغف وجهد لتحقق جانب كبير من رؤية كويت جديدة، ولتحول البلد مركزاً مالياً وتجارياً، فهناك خلل واضح في التركيبة السكانية يعوق تلك الخطة كما يعوقها اختيار بعض المسؤولين الذين لا يجيدون التعامل معها، كما أن هناك فشلاً في التخطيط والتنظيم وفي صناعة الإنسان وتوجيهه نحو الإبداع والعمل بجد واجتهاد لخدمة وطنه، فلابد من الاهتمام أكثر بالمواطن والاعتماد عليه وتوفير كُل سبل الراحة له، فهو الثروة الحقيقية للبلد، فلا فائدة تُذكر من بقاء الوضع قائماً بتكدس الوافدين خصوصاً جنسيات معينة سوى المزيد من الفساد والتخلف وهذا ما لانريده، وللحديث بقية.

mesferalnais@