إطلالة

«ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء»

8 يونيو 2022 10:00 م

لقد حذّرنا في مقالة سابقة من مغبة الدخول في المحرمات من خلال التعمد في قتل الحيوانات الأليفة (كالكلاب الضالة) التي لم تجد لها مأوى بعد أن رماها أصحابها بالشارع والبحر والساحات الترابية لكي تعيش في أجواء الصيف الحارة التي تصل حرارتها إلى درجات قياسية ولتواجه برودة الشتاء القاسية.

تركها أصحابها لكي تصارع الجوع والعطش والموت البطيء، واليوم لا نجد من الناس ممن يتعاطف مع الكلاب الأليفة الضالة سوى القليل من البشر.

والأدهى والأمر حينما تطرح مناقصة (ممارسة) لسنة 2021 - 2022م للشركات والمؤسسات لمكافحة الحيوانات الضالة أي مناقصة لقتل الكلاب الأليفة عن طريق التسمم وهي الطريقة التي تجعل الكلاب تتألم وتتعذب حتى تخرج روحها وهذا بالتأكيد (حرام).

فقد جاء في الصحيحين وغيرهما من رواية أبي هريرة، رضي الله عنه، «بينما رجلٌ يمشي بطريق اشتدَّ عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرجَ فإذا هو بكلب يلهث يأكلُ الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغَ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، حتى رقِيَ فسقى الكلبَ، فشكر اللهُ له فغفر له، قالوا يا رسول: إنّ لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كل كبدٍ رطبةٍ أجر».

ثم في حديث في الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا، «بينما كلب يُطيف بِركِيَّةٍ قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغيٌّ (مومسة) من بغايا بني إسرائيل، فنزعت مُوقَهَا فسقته، فغُفِرَ لها به»، ففي الظاهر من هذين الحديثين أن الله تعالى قد غفر لهما بهذا الفعل الإنساني الذي ينم عن الرحمة والشفقة للحيوان «أياً كان نوعه» فما بالك حينما يكون حيواناً أليفاً وحارساً وأميناً للإنسان منذ زمن بعيد إلى يومنا هذا، فالرحمة هي سبب من أسباب رحمة الله تعالى لمن تخلّق بها، والنبي،عليه الصلاة والسلام، قال: «الراحمون هم الذين يرحمهم الرحمن، فيا بشر ويا بني آدم ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء...

فما نراه اليوم يعكس الواقع ويخالف الشرع والدين الإسلامي السمح، حيث نشاهد سباق هذه الشركات والمؤسسات من أجل كسب هذه المناقصة لقتل هذه البهائم الأليفة والمنافسة من أجل تحقيق حلم هذه الممارسة المشبوهة والمحرمة شرعاً وديناً، فما حدث من تسمم الكلاب أمام أعين الناس في الساحات الترابية الخلفية للجامعة وكليات التطبيقي وساحات المستشفيات وبعض الأراضي الفضاء بين المناطق السكنية والصناعية ورميها كالجثث هي كارثة وإجرام بحق هذه الحيوانات الأليفة في بلد الإسلام، بلد الرحمة والإنسانية...

نحن نرفض الاستمرار بهذه المجازر اللاإنسانية ونطالب تلك الشركات التي رست عليها المناقصة بمخافة الله والتوقف عن تسميمها وقتلها، وفقكم الله للهداية والتوبة، ولتعلموا أن الرحمة هي سبب من أسباب رحمة الله.

ولكل حادث حديث،،alifairouz1961@outlook.com