في آخر أمسيات موسمه العاشر

«الملتقى الثقافي»... ألقى «نظرة نسائية على الصحافة والدراما والثقافة»

6 يونيو 2022 10:00 م

أسدل «الملتقى الثقافي» للأديب طالب الرفاعي الستار على فعاليات موسمه العاشر، في آخر أمسية ثقافية جاءت بعنوان «نظرة نسائية على الصحافة والدراما والثقافة»، قدمتها كل من الكاتبة رئيسة التحرير السابقة لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» إقبال الأحمد، والروائية هديل الحساوي والناقدة ليلى أحمد.

وشهدت الأمسية، حضور حشد من المثقفين، لا سيما من العنصر النسائي، تقدمتهنَ الكاتبة القديرة ليلى العثمان، إلى جانب مذيعة تلفزيون الكويت غادة الرزوقي، وغيرهما من أساتذة الجامعات وأهل الإعلام.

«هوية الإعلام»

بعد الترحيب بضيوف الملتقى، طرح مدير الأمسية الأديب الرفاعي تساؤلات عدة، حول تدني مستوى الإعلام والثقافة والفن في الكويت خلال الألفية الثالثة مقارنة بما كانت عليه الحال خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

فكانت البداية مع الكاتبة إقبال الأحمد، التي وصفت المجال الإعلامي بمختلف وجهاته بـ«التيار الكهربائي» الذي يبعث الضوء إلى المجتمع، كما اعتبرته المرآة العاكسة لثقافة الشعوب والسلم الذي ينتقل فيه كل ما يحدث في أي جانب من جوانب الحياة، مؤكدة أنه من دون الإعلام لا يمكن أن يكون هناك إبداع.

واستدركت قائلة: «لكن هوية الإعلام التقليدي تغيرت في الوقت الحالي، بل وأصبح جمهوره يقلّ شيئاً فشيئاً، ما أتاح المجال للبعض في التخفي بأسماء وهمية ومستعارة في العالم الافتراضي، حتى انعكس ذلك سلباً على الإعلام الكويتي، إلى حد أننا (انفضحنا)».

ولفتت الأحمد إلى أن الكويت - وبالرغم مما يقال - لاتزال مميزة في عيون المجتمعات الأخرى، ممن يرون بأنها تشكّل أساساً قوياً للثقافة والإعلام، «بيد أن البناء بدأ يترهل لأسباب مختلفة».

«الانحطاط الفني»

في جانب آخر، تساءل الرفاعي عن أسباب تقهقر الدراما والمسرح في الكويت، فقالت الناقدة ليلى أحمد إن أسباب «الانحطاط الفني» ظهرت بعد تحرير الكويت، واستمرت حتى يومنا هذا، مشيرة إلى تدنٍ كبير في محتوى الأعمال الفنية إلا ماندر، كما ألمحت إلى أن الأعمال التلفزيونية في السابق، مثل «درب الزلق» كان يناقش قضية التثمين، و«درس خصوصي» يتناول دخول المرأة في مجال العمل، وغيرهما من الأعمال التي كانت تحمل في ثناياها قضايا اجتماعية تلامس الواقع المجتمعي، «غير أن ما نراه اليوم من مسلسلات هي بعيدة تماماً عن الواقع، أو أنها تناقش حالات عرضية ولم تصبح ظواهر موجودة في مجتمعنا».

كما ألقت باللائمة على مبدأ الثلاثين حلقة في الدراما الكويتية، «لتدميرها مضمون النص، بالإضافة إلى غياب السداسيات والسباعيات التي كانت سائدة في الماضي».

«جهود حثيثة»

في غضون ذلك، تحدثت الروائية هديل الحساوي عن دور الثقافة الأهلية في النهضة المجتمعية، عبر ما يقوم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأيضاً الجهود الفردية التي يقوم بها الأفراد.

وأضافت: «الوضع الراهن يشير إلى أن هناك محاولات لإحياء الثقافة وإن كانت جهوداً متفرقة وليست في حالة تجمع، ولكن بالأخير تظل جهوداً حثيثة»، مبينة أنها لا تحب حصر الثقافة تحت بند الكتابة، مردفة أن «موضوع المحاضرة يشتمل على نظرات مختلفة في الثقافة، والموضوع يحتاج إلى مقاربات من وجهات نظر مختلفة، فإذا ما قمنا بتعريف الثقافة على أنها عادات وتقاليد أو الإرث أو البصمة التي يتركها الإنسان في مرحلة معينة للزمن، أو تكون عابرة للزمن بحيث يخلق إرثاً حضارياً، فالثقافة هي إرث حضاري لإنسان عاش وأثّر في مكان معين».

وأرجعت الحساوي أسباب الانحدار الثقافي إلى ثلاث ركائز، أولاها التعليم، «فالمناهج إلى انخفاض في مستواها ولا تواكب العالم، أما الثانية فهو التاريخ، حيث نرجع دوماً إلى الأصول كمبانٍ، وإرث حضاري، وعادات وتقاليد في حياتنا اليومية، وأيضاً الإرث غير المادي كالحكايات والموسيقى». وعن الثالثة، قالت إنه «الوضع الاقتصادي والسياسي، فالمنظومة التي تحكم الإنسان داخل المجتمع هي التي تضع له القوانين، والشكل الذي يمشي عليه».

الطفل لا يقرأ

عزت الكاتبة القديرة ليلى العثمان أسباب التراجع الثقافي في الكويت إلى انعدام الشغف من جانب الطفل للقراءة والاطلاع، لافتة إلى أن الطفل في السابق كان محباً للعلم والثقافة والقراءة، على عكس الجيل الحالي من الأطفال.

«الأيتام على مائدة الكرام»

أوضحت الكاتبة منى الشمري أن المشكلة الحقيقية التي تواجه الدراما، تكمن في أن تلفزيون الكويت الذي نجح على مدى عقود مضت في تأسيس هذه السمعة الطيبة مذ كان يصدر الأعمال إلى دول الخليج، هو الآن لم يعد يتولى إنتاج الأعمال الفنية، «إذ توقف عن الإنتاج، وصار مُتلقياً فقط، يشتري الأعمال من الشركات الخاصة، وبمحسوبيات معينة، لذلك تردّت الأعمال الدرامية، وأصبح المنتجون الكويتيون يتجهون إلى القنوات الخليجية وينتظرون الفرصة، كالأيتام على مائدة الكرام».