بعد مجموعة كبيرة من الأعمال الناجحة، تتمنى اللبنانية ماري تيريز معلوف تقديم السيرة الذاتية للفنانة الراحلة سعاد حسني لِما تحمله شخصيتها من ثراء على المستويين الإنساني والفني.
معلوف تحدثت لـ«الراي» عن أهمية «عروس بيروت» في مشوارها الفني ومواضيع أخرى:
- بوجود «شاهد» و«نتفلكس» ومتابعة الجمهور للأعمال العالمية، أصبح المُشاهِد أكثر قدرة على التمييز بين الممثل البارع والممثل غير البارع.
لا شك أن الشكل الجميل يهمّه وهو يبحث عنه، ولكنه في الوقت ذاته يلتفت إلى المضمون.
- هذا صحيح، خصوصاً في العالم العربي.
- لأن الشكل الجميل مُريح بالنسبة إلى المُشاهِد العربي وهو ينجذب إليه. وبالنسبة إلى بقية الممثلين، فهم ليسوا غير جميلين، ولكنهم أقل جمالاً من الممثلين الذين يلعبون الأدوار الأولى، وهم يؤدون أدواراً جميلة جداً ويفرضون أنفسهم ويبرهنون عن براعتهم من خلال أدائهم التمثيلي الذي يَبْرز أكثر من شكلهم.
- عادة تعطى فرص لبعض الأشخاص، فإما يستطيعون أن يفرضوا أنفسهم ويبرهنوا عن موهبتهم وإما يفشلون وتعطى فرص جديدة لغيرهم. أنا مع منح الفرص للجميع وعدم تكرار الوجوه.
- «الكاستينغ» الصحيح هو الذي يحسم الأمر. عندما يكون الممثل مُناسِباً للشخصية، وعندما يعتبر المُخْرِج والكاتب والمُنْتِج أنه قادر على أن يحمل الدور، فلِمَ لا.
- هذا الأمر يعود للكاتب والمُخْرِج والمُنْتِج، ويرتبط بعوامل عدة.
ولو أردنا أن نكون حقيقيين وواقعيين، هناك توصيات موجودة في المجال.
- بل الأصح أنه يعطي الأولوية لأشخاص على حساب آخَرين أفضل كفاءة وموهبة، وربما لا.
- اليوم نحن في زمن الدراما المشتركة، لأنها تساعد المُنْتِج على بيع أعماله. وكي تتمكن الدراما من المنافسة، يجب أن تكون دراما مشتركة، وهي تُنَفَّذ بمستوى جيد جداً في غالبية الأحيان، ومعظم العاملين فيها هم لبنانيون، سواء كانوا ممثلين أو مُخْرِجين أو كتابا أو تقنيين، وهذا ما لاحظناه في مسلسل «للموت» الذي يُعتبر عملاً لبنانياً في غالبيته، ما عدا بطله فهو ممثل سوري وهذا يؤكد أن لدينا الكثير من الكفاءات.
- هو ليس خوفاً بل تنوّع، وهو مهم ومطلوب ولا يمكن أن ننكر أهمية المواهب السورية.
هذا التنوع يُضْفي على العمل غنى، وأعمالنا صارت مُتابَعة في كل دول العالم.
وهذا ما أعرفه من تجربة «عروس بيروت» الذي تابعه السوريون والمصريون والعراقيون ودول المغرب العربي.
حتى أنني لم أتمكن من السير في الشوارع حين عرضه وبعده.
عندما يكون العمل ذا مستوى جيد، فإنه يحظى بنسبة مشاهدة عالية جداً.
- طبعاً. الناس هم الذين طالبوا بأجزاء أخرى من «عروس بيروت»، ولا أعرف إذا كان هذا الأمر ينطبق على بقية المسلسلات. بسبب إصرار الناس تم تنفيذ الجزء الثالث من المسلسل، وهم يطالبون بجزء رابع.
مع أنني شاركتُ في الكثير من الأعمال، ولكن لم يحصل أن تفاعل الناس معنا على «السوشيال ميديا» كما حصل مع مسلسل «عروس بيروت»، هم يطالبون بجزء جديد وأنشأوا صفحات خاصة بالمسلسل وبالممثلين المُشارِكين.
- إذا كان هناك ما يمكن أن يقال، فمن المؤكد أنني مع جزء رابع من هذا المسلسل، ولكن إذا اعتبروا أن القصة انتهتْ ولا توجد إمكانية لتقديم الجديد بعيداً عن التكرار، فعندها لابد من الاكتفاء بالأجزاء الثلاثة.
- هذا صحيح لأن القصة وصلت إلى نهاياتها، ولكن يمكن إيجاد خطوط جديدة لم يتم التطرق إليها سابقاً. تجارب الدراما التركية تؤكد أن بعض الأعمال الناجحة يستمر عرضها على شكل أجزاء على مدار سنوات عدة.
- لا توجد لدي فكرة، ولكن كلهم كانت لديهم أعمال عُرضت على المنصات قبل الموسم الرمضاني، وقريباً ستُعرض لهم أعمال جديدة، ولذلك ربما هم قرروا أن يغيّروا طريقة ظهورهم كي يعرفوا ردّ فعل الجمهور.
- وهذا احتمال أيضاً، ولكن غالبيتهم يحضّرون لأعمال جديدة.
مثلاً قصي خولي لم يطلّ في رمضان، ولكن كان لديه مسلسل «الوسم» الذي عُرض قبل رمضان على منصة «شاهد».
- أحب أعمال السِيَر الذاتية، خصوصاً الأجنبية وأنتظرها وأتابعها بشغف لأنه يمكن أن نأخذ منها رسائل مهمة في الحياة، كما أنها تعطي المجال للممثل كي يلعبها لأنها تتطلب منه التقرب من هذه الشخصية التي كانت موجودة في الحياة، ودرْس كل عناصرها وطريقة كلامها وتصرفاتها وحركاتها وتفكيرها، وفي الوقت ذاته يعطيها منه كي يمنحها حياة جديدة. هذه الأعمال جميلة وفيها الكثير من التحدي.
- كشخصية أجنبية إديث بياف، وسعاد حسني كشخصية عربية، مع أن شخصيتي مختلفة تماماً عن شخصيتها ولكنها تشكل تحدياً للممثلة التي تجسدها.
- هذا صحيح، خصوصاً في العالم العربي نتيجة الانتقادات بسبب وجود أقرباء للفنان وأشخاص عايشوه، كما حصل في بعض الأعمال حيث تمت المطالبة ببعض الأشياء أو نفي بعض التفاصيل.
أحياناً يضطر الكتاب إلى زيادة بهار وملح، خصوصاً في السير الذاتية كي يكون النص قريباً من المُشاهِد.
- لم أتابعها بكل حلقاتها ما عدا «الشحرورة» الذي قدّم شخصية الفنانة صباح.
- نعم، وأنا كنتُ معها في موقع التصوير وهي إنسانة محترمة ومجتهدة، وأخذ هذا العمل الكثير من طاقتها ووقتها.
- لا أذكر، خصوصاً وأنه مرّ 12 عاماً على المسلسل.