أجر الفنان وما يتقاضاه من قيمة مادية نتيجة ما يُقدمه من أعمال فنية عادة ما يأخذ مساحة كبيرة من النقاش وحالة من الجدل بين المتابعين للوسط الفني من الجمهور ومن نجوم الفن وصنّاعه.
فمنهم مَنْ يرى أن الأجور وصلت إلى أرقام فلكية، وفي المقابل نجد مَنْ يقول إن الفنان الكويتي يُعتبر أجره عادياً جداً مقارنة بفناني الدول العربية.
«الراي» طرحت أسئلة على صُنّاع الدراما ونجوم الوسط الفني حول إمكانية توحيد أجور الفنانين ووضع سقف محدد لها، وعن أسباب ارتفاعها ومَنْ المسؤول عنها؟ وهل وصلت إلى أرقام خرافية؟ فأتت الآراء متباينة من أبناء الوسط الفني من نجومه وصنّاعه.
باسم عبدالأمير: لم تصل الأجور إلى أرقام خرافية
رأى المنتج والفنان باسم عبدالأمير أنه «من الصعب جداً أن تطبق فكرة توحيد أجور الفنانين ووضعها تحت سقف واحد، لأن السوق الفني لا يمكن التحكم فيه لأسباب كثيرة، أولها التطور الكبير الذي نعيشه في الحياة بشكل عام والذي انعكس تأثيره على الحركة الفنية بدخول المنصات و(السوشيال ميديا) التي أصبحت تلعب دوراً مهماً في عملية العرض والطلب على الفنان»، لافتاً إلى أن «هذا الشيء هو ما يحدد أجر الفنان سواء كان من الفنانين الكبار أو من النجوم الشباب».
وأضاف أن سبب ارتفاع أجور الفنانين يعود إلى سبب وفرة الأعمال التلفزيونية والعرض أصبح أكثر من الطلب، «وفي هذه الحالة أكيد أن الفنان سوف يطالب برفع أجره، ولكن في الكويت إلى الآن لم تصل أجور الفنانين إلى أرقام خرافية».
محمد العجيمي: فروقات بين الفنانين
أشار الفنان محمد العجيمي إلى أن «كل فنان وله جمهوره، وفنان المسرح يختلف عن فنان التلفزيون، وفي هذه الحالة لا يمكن أن نوحّد أجر الفنان ويصبح ما يتقاضاه في التلفزيون هو نفسه في المسرح أو الإذاعة والسينما، فهناك فروقات بين الفنانين سواء كان بالعمر أو العطاء أو حتى بالشهرة»، مشيراً إلى أنه «أحياناً يأتي فنان صغير، ولكنه حقق أرقاماً عالية من المشاهدات، فيأخذ أجراً أكثر من الفنان القديم والقدير أيضاً، وأرى أن ارتفاع أجور الفنانين أمر طبيعي، خصوصاً إذا كان اسم هذا الفنان مسوقاً ومطلوباً لدى الجماهير».
واستدرك العجيمي: «لكن نحن كفنانين في الكويت لم تصبح أجورنا خرافية، بل هي عادية وأقل مما يتقضاه الفنانون في الإمارات والسعودية».
عبدالله بوشهري: أشبّه أجر الفنان بأسهم البورصة
لفت المنتج عبدالله بوشهري إلى أنه «لا نستطيع توحيد أجور الفنانين، والسبب هو أن سوق الأعمال الفنية بشكل عام ليس ثابتاً، وأن من يحدد أجر الفنان هو حجم نجوميته في الساحة الفنية وكيفية تأثيره في عملية التسويق للعمل وجعل القنوات التلفزيونية تتسارع لشرائه، لهذا أرى أن من الصعب وضع سقف يحدد ما يستحقه كل فنان من أجر».
وشبّه بوشهري أجر الفنان «بأسهم البورصة ترتفع مع تألقه وأدائه الجيد من خلال ما يقدمه من أعمال، وتنخفض قيمته أو أجره المادي نتيجة مشاركته في أعمال دون المستوى أو لم تحقق النجاح المطلوب».
وأردف: «نعم، هناك أجور مرتفعة لبعض الفنانين، ولكنها بالمجمل غير مؤثرة ومعقولة وكل منتج له الحق في الموافقة على أجر الفنان الذي يطلبه من عدمه».
محمد الحملي: الأعمال أصبحت تُباع بقيمة عالية
أكد الفنان محمد الحملي على أنه لا يمكن تحديد أجور الفنانين، «لأن لكل فنان أجره المادي ووضعه الفني، بالإضافة إلى نوعية العمل الذي يُشارك فيه والمساحة المتاحة له من خلال الدور الذي يُقدمه».
وأضاف: «من الصعب أن يكون هناك سقف تتوحد تحته القيمة المادية للفنان»، وأكمل: «أن القوة الشرائية هي سبب في ارتفاع أجور الفنانين، فالأعمال أصبحت تُباع بقيمة عالية، وهذا له دور كبير في رفع أجور الفنانين، خصوصاً عندما يكون الفنان نجماً ومحبوباً جماهيرياً، إلى جانب شركات الإنتاج التي ساهمت أيضاً في ارتفاع أجورهم، ولكن رغم هذا كله، فإن قيمة أجر الفنان في الكويت ليست خرافية، بل تعتبر طبيعية جداً مقارنة مع أجور الفناين العرب».
حسين دشتي: المسؤولية مشتركة
أكد المنتج حسين دشتي أنه بالإمكان توحيد أجور الفناين، «وذلك عن طريق وجود نقابة حقيقية للفنانين، يتم من خلالها تصنيف الفنان حسب خبراته وجهوده ونجوميته من غير تعرض أي منهم للظلم، لأن هذا التوحيد في الأجور من شأنه أن يمنع استغلال بعض الفنانين لفرض أسمائهم من قبل القنوات على الشركة المنتجة».
وأضاف: «من جهة أخرى، يضمن الفنان عدم إبخاس حقه من جهات أخرى، وباعتقادي عندما تكون المخرجات المميزة من الجهات المعنية بالفنون والإعلام قليلة ويكون هناك شُحّ بتصدير أسماء جديدة ونجوم قادرين على التصدي لهذه الأدوار، يؤثر ذلك على ارتفاع الأسعار واستغلال هذه الندرة، والمسؤولية هنا مشتركة بين نقابة الفنانين والجهات الفنية التعليمية وآلية صناعة النجم المفقودة من قبل بعض المنتجين وكبار الفنانين».
أحمد إيراج: ممكن أن يحدث تحت عباءة جهة معينة
لفت الفنان أحمد إيراج إلى أن «هذا الأمر كان موجوداً في السابق وعملت عليه وزارة الإعلام في وضعها قائمة تصنيفات للفنانين بناء على سنوات الخبرة وعدد الأعمال التي قدموها والمكانة التي وصل إليها الفنان».
وأكمل: «باعتقادي، أن موضوع تحديد الأجور ممكن أن يحدث، ولكن لابد أن يكون تحت عباءة جهة معينة.
فعلى سبيل المثال، لو أن نقابة الفنانين تغيّر وضعها مع الأيام وأصبحت تدير العملية الفنية في الكويت ونكون نحن تحت عباءتها، فهذا من صالح الفنان والمنتج».
واعتبر أن «ارتفاع أجر الفنان وانخفاضه ليس له ميزان ثابت».
ورأى إيراج أن «الفنانين الكبار يحق لهم أن تكون أجورهم خرافية، بحكم سنوات الخبرة والقيمة الفنية التي يضعونها في العمل والقيمة المالية التي سوف يصل لها العمل بحكم وجود أسمائهم فيه، وإن شعر المنتج أن الأجر خرافي وسوف يخسر، صدقاً لن يدفعها».
عمار الموسوي: هناك فنانون ارتفعت أجورهم
وجد المنتج عمار الموسوي أن «من الصعب أن يتم تحديد أجر الفنان، لأن كل عمل وتحكمه ظروفه الخاصة وجهة الإنتاج، فإذا كانت الشركة المنتجة هي شبكة كبيرة، أو منتج على حسابه الخاص، فهنا تتفاوت الأسعار، بالإضافة إلى وقت عرض المسلسل»، لافتاً إلى أن «الأسعار تعتمد على هذه العوامل التي تسبق الخطوات الأولى في تنفيذ أي عمل».
وتابع «في الكويت لدينا مشكلة، وهي أن ليس هناك تنظيم في مجال الفن، وهذا بسبب أن النقابة عندنا غير حقيقية وليست فعّالة».
وأردف الموسوي أنه «في أي دولة في العالم تنتج أعمالاً فنية ويكون فيها نجم مسوق، من الطبيعي أن يكون التركيز عليه مباشرة»، مؤكداً أن «هناك فنانين ارتفعت أجورهم ولكن بالمعقول، الأمر الذي يعود بالفائدة على المنتج، ولكن في المقابل هناك أجور لفنانين تعتبر كبيرة جداً وتتجاوز القيمة الفعلية للعمل».
ملاك: لا يوجد إنصاف
«أكيد لا»، هكذا بدأت الفنانة ملاك حديثها عن الموضوع، مضيفة أنه «من غيرالعدل أن يتم توحيد أجور الفنانين، لأن كل فنان مختلف عن الثاني، فهناك من هو مجتهد في تقديم أعمال مميزة وناجحة وهناك من هو غير مجتهد، بالإضافة إلى أن هناك أسماء فنية تعتبر مسوقة لأيّ عمل تلفزيوني كان أو مسرحياً أو حتى سينمائياً، وفي المقابل نجد هناك فنانين وجودهم يعتبر عادياً وغير مؤثر فبهذه الحالة كيف يمكن أن نوحّد الأجور؟».
وأكملت «برأيي لا يوجد إنصاف، فارتفاع الأجور كان في فترة واختفى، أما الآن فالأجور أقل من العادية، وللأمانة إن الفنانين الذين يحصلون على أجور خرافية أو أرقام عالية (ينعدون على أصابع اليد الواحدة ويستاهلون)، لأنهم يسوقون للعمل وأسماؤهم بارزة ومعروفة».