كلمات من القلب

عندما يتفق الرجال على الشرع

26 مايو 2022 10:00 م

معشر الرجال يتفقون في الشرع على ثلاثة أمور لا رابع لها (قوامة الرجل على المرأة، المرأة ناقصة عقل ودين، تعدد الزوجات)، واليوم سأفتح هذه المواضيع وأبدأها بموضوع القوامة للأسف لدى الكثير من الرجال وخصوصاً الأزواج فهم خاطئ لها، فالرجل يعتقد بأنها ميزة قد ميّزه الله بها، وأن قوامته تعني قوته وسيطرته على الزوجة، وقد يصل الأمر بتقويم الزوجة بالضرب، وعلى الزوجة الطاعة العمياء له، وأي اعتراض من الزوجة هو عصيان لقوامته عليها، ويتحجج بأن هذا كلام الشرع.

القوامة في اللغة من قام على الشيء يقوم قياماً: أي حافظ عليه وراعى مصالحه، والقوامة هو نفقة الرجل على زوجته، فمن مسؤوليات الرجل تجاه زوجته مع بداية توقيع عقد الزواج أن يقوم بدفع المهر لها، وبعد ذلك تأمين السكن الكريم، وكلّ ما تحتاج إليه من طعامٍ، وشرابٍ، وكساءٍ، وعلى الرجل أن يقوم بتأمين احتياجاتها حتى لو كانت المرأة غنيةً، وليس على المرأة حق الإنفاق على بيتها فراتبها لها، ولا يحق للرجل مطالبتها بذلك.

إذاً، القوامة هي تشريف للمرأة وتكريم لها بأن جعلها تحت قيّم يقوم على شؤونها وينظر في مصالحها ويحافظ عليها، ويبذل الأسباب المحققة لسعادتها وطمأنينتها. أليس هذا مطلب معشر النساء من الرجال القوامين علينا؟

ونأتي لموضوع نقصان العقل؟!، لماذا كمال عقل الرجل بالشهادة وشهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد، وهذا النقصان بسبب طبيعة المرأة الفسيولوجية الجسمانية، وما تمر به أثناء فترة الحيض والحمل والولادة والنفاس من شدة الآلام والتعب، وهذه حقيقة تم إثباتها علمياً، حيث توصلت الأبحاث التي أجراها مجموعة من العلماء البريطانيين إلى أن الألم يقلل من الأداء المعرفي للأشخاص، ويقلل من نتائج الاختبار حيث إن التقلصات التي تتعرض لها السيدة شهرياً تقلل على المدى الطويل قوة انتباهها، ليتراجع أداؤها في الاختبارات، ومن هنا جاءت نقصان شهادتها خوفاً من النسيان وعدم التركيز.

ولذلك أعطى القوامة للرجل لأنه يفوق المرأة في قوته الجسمانية، وقوة العمل والطاعة والعبادة وخُصوا الرجال بالإمامة، والولاية، وإقامة الشعائر، والشهادة في مجامع القضايا، ووجوب الجهاد والجمعة، والتعصيب، وزيادة السهم في الميراث، وملك الطلاق، وجعل الإسلام النسب عائداً إليهم.

والحقيقة ليس الرجل أفضل من المرأة، فكم من زوجة تفوقت على زوجها في العلم، والدين، والعمل، والاستقامة والأخلاق والبصيرة، وقد شهد التاريخ الإسلامي عدداً كبيراً من النساء العالمات، وأُمهات المؤمنين رضي الله عنهن خير قدوةٍ، وآسيا زوجة فرعون، ومريم بنت عمران، وتاريخنا الحديث يحمل في طياته أسماء نساء خالدات.

أما تعدد الزوجات... يحتاج إلى مقالة أخرى للشرح والإسهاب لكي لا يخطئ الفهم.

وأخيراً، نطالب نحن النساء الرجال بالقوامة كما جاءت بها الشريعة الإسلامية، وليس كما جاءت بها الشريعة الذكورية.

أحر التعازي القلبية لعائلة الشراح الكرام، بوفاة الفقيد الشاب حمد عبدالله الشراح، أخو نسيبي وعم أحفادي، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى وألهم ذويه الصبر والسلوان.

Najat-164@hotmail.com