شارك في المعرض فنانون من الكويت والبحرين

«جميع الاتجاهات»... إبداعات تشكيلية بأربع أرواح مختلفة

25 مايو 2022 10:00 م

- شيماء أشكناني: أطمح إلى تنظيم هذا المعرض بشكل دوري
- علي المحميد: الفن أساس المجتمع ومن دونه يصبح ميتاً
- زكية زاده: المرأة هي المجتمع والعالم كله
- سلوى القائد: توجهي في المعرض... تراثي بيئي

احتضن «استديو فولفو» الواقع في «مجمع الخليجية»، أول من أمس، معرضاً فنياً تشكيلياً حمل عنوان «جميع الاتجاهات»، وشارك فيه كل من الفنانة التشكيلية شيماء أشكناني التي تعتبر صاحبة الفكرة ومنظمة الحدث، إلى جانب ثلاثة من زملائها الفنانين الذين أتوا من مملكة البحرين وهم علي المحميد وزكية زاده وسلوى القائد.

المعرض، الذي يستمر حتى اليوم، شهد يوم افتتاحه حضور عدد من سفراء البعثات الديبلوماسية في الكويت، منهم سفير مملكة البحرين صلاح علي المالكي، وسفير المملكة المغربية علي ابن عيسى، إلى جانب سفير جمهورية بنغلاديش اللواء «أم دي عشيق الزمان» وسفيرة جمهورية إندونيسيا لينا ماريانا وسفير جمهورية أوزبكستان الدكتور بهرامجان أعلايوف وغيرهم من الشخصيات المجتمعية المهتمة بالفن.

منذ الوهلة الأولى للدخول إلى قلب الاستديو، يعيش الزائر أجواء الفن بكامل الأحاسيس، حيث إن اللوحات الفنية تزيّن الأرجاء، حتى أضحى كل جنب منها ذا طابع مميز يعبّر عن فكر صاحب اللوحة. أما في الوسط، فقد تزينت إحدى سيارات فولفو برسومات من ريشة الفنانة أشكناني، ما أضفى عليها رونقاً وجمالاً وإبداعاً، ورافق هذه الأجواء الفنية عزف موسيقي على آلة العود، ما زاد الجمال جمالاً.

30 عملاً متنوعاً

«الراي»، وخلال جولتها في المعرض، التقت الفنانين المشاركين، وكانت البداية مع أشكناني التي قالت: «شاركت بـ(استديو فولفو) في معرض (جميع الاتجاهات) مع زملائي الفنانين من مملكة البحرين الشقيقة والذين أفتخر بأنهم شاركوا معي، وتأتي مشاركتي من خلال أكثر من 30 عملاً فنياً متنوعاً قدمت فيها مساحات وحروفاً لونية، منها لوحات إلى جانب ما تم رسمه على الإضاءات والآلات الموسيقية».

وأضافت «كذلك يعتبر هذا ثاني تعاون لي مع (فولفو)، حيث رسمت في العام الفائت على سيارة تابعة لهم من الداخل، أما اليوم فقد كان الرسم خارج السيارة، لذلك من خلالكم أود توجيه الشكر لكل القائمين على شركة فولفو لمنحي كامل الدعم والثقة في المشاركة معهم».

وأردفت أشكناني موضحة رأيها بالفن، قائلة: «من وجهة نظري أرى أن الفن يعمل على توطيد العلاقات بين الجميع، وأكبر دليل على ذلك هو توافد حشد من الحضور ممن يمتلك شغفاً وحباً لهذا الفن، كما لا ننسى أنه بعد مرور فترة زمنية طويلة من الجلوس في البيت بسبب جائحة كورونا التي زالت بفضل الله، الناس متعطشون لحضور مثل هذه الفعاليات الفنية التي اعتادوا عليها في الماضي، ولهذا شخصياً أطمح إلى أن أنظم هذا المعرض بشكل دوري على الرغم من أن تجهيزه يعتبر صعباً جداً ويحتاج إلى الوقت والجهد».

وبسؤالها عن السبب وراء اختيار عنوان المعرض الفني، أوضحت: «بما أننا أربعة فنانين مشاركين، وكل واحد منا لديه توجهه الخاص في الفن الذي يقدمه، ارتأينا أن (جميع الاتجاهات) يليق كعنوان له».

«سيلك سكرين»

أما الفنان علي المحميد، فقال: «أشارك في المعرض بـ15 لوحة، كلها طباعة (سيلك سيكرين)، أي ما يعرف بـ(الطباعة بالشاشة الحرارية)، وهذا هو النهج الذي أعمل به منذ سبعينات القرن الماضي إلى جانب النحت. وشخصياً، أكثر ما يهمني هو تلبية رغبتي وحبي لهذا النوع من الفن، خصوصاً أن كل فنان يمتلك ذوقه الخاص المختلف عن غيره».

وأضاف «الفن هو أساس المجتمع ومن دونه يصبح المجتمع ميتاً، والفن من الممكن أن يُصعدك إلى الأعلى أو يأخذك إلى الأسفل، وهذا يعتمد على ما يرسمه الفنان لوطنه ومجتمعه وللناس وكذلك لنفسه».

«أركز على المرأة»

بدورها، قالت الفنانة زكية زاده: «اتجاهي الفني تعبيري، ودائماً أركز على المرأة كوني أحب أن أظهر قوتها وجمالها كونها أساس كل شيء، وهي المجتمع والعالم كله، ودائماً أضع الحمامات في لوحاتي والتي أسميها (حمامات الحب) لأنني أؤمن أنه من دون الحب لا يأتي السلام. أيضاً، أشارك في المعرض بـ12 لوحة تعتمد على (طباعة المونونيب) إلى جانب ثلاث لوحات (أكريليك). المرأة هي أساس كل شيء وهي المجتمع والعالم كله».

«مطبخ جدتي»

من جانبها، قالت الفنانة سلوى القائد: «أشارك بعدد 12 لوحة، واتجاهي الفني في هذا المعرض تراثي يتعلق بالبحرين والبيئة، فهناك لوحات تعبّر عن النساء في قرى البحرين وعيد الأضحى والفريج، إلى جانب طير البلبل الذي بات منقرضاً في البحرين، إلى جانب لوحتين تعبّران عن مطبخ جدتي والأواني التي فعلاً ورثناها منها، رغبة مني ليبقوا محفورين في الذاكرة».

وأردفت: «الفن يؤثر كثيراً في المجتمع وهو جزء لا يتجزأ منه، والمجتمع يصبح متطوراً ومتقدماً في حال رافقه الفن، وفي أصاب المجتمع أي خلل فالفن حينها يصبح متخلفاً».

فن الديبلوماسية

حضور عدد من السفراء المعرض وحرص البعض منهم على معاينة كل عمل فني والبحث في تفاصيله، أبرز الجانب الفني في داخلهم، إلى جانب لعبهم دورهم الديبلوماسي.

وقال سفير مملكة البحرين صلاح علي المالكي لـ«الراي»: «سعدت بزيارة المعرض الذي يشارك فيه ثلاثة فنانين من البحرين إلى جانب الفنانة الكويتية شيماء أشكناني، فعلاً جهد جبار وفنون جميلة ورسم رائع على بعض الأدوات والآلات الموسيقية وكذلك على السيارات يثلج الصدر. لذلك، أحب توجيه الشكر إلى شركة فولفو لاستضافتها هذا المعرض الذي فيه ترابط جميل بين فناني الكويت والبحرين التشكيليين (شي يرفع الرأس)».

وتابع: «الفن في الأساس هو ذوق، ولا يلتقي فيه إلا أصحاب الذوق الرفيع، ولا يأتي ويشارك فيه إلا من يمتلك لمسات في الذوق، لذلك يجمعهم إطار من المحبة والطيبة والكرم والأخلاق والانسجام، كما تجد الفنانين ومن يدعمهم لديهم لمسات جميلة في العلاقات الإنسانية ما بين الشعوب، ونحن في الحقيقة شعبا الكويت البحرين واحد ومن أسرة واحدة، لكن هذه الفعاليات الفنية تؤصل وتجذر العلاقة بين البلدين الشقيقين».

من جانبه، قال السفير المغربي علي ابن عيسى لـ«الراي»: «من اسم المعرض رأينا اتجاهات عدة لفنانين مختلفين، ففيه خيال تم استعماله بشكل كبير إلى جانب تقنيات وألوان مختلفة، هي لوحات جداً جميلة، والناظر له كامل الحرية لاستعمال خياله وهو ينظر لها لغرض تحليلها ورؤية ما يشعر به».

وعما يعني له الفن، اعتبر ابن عيسى أنه «جزء من الحياة مهما كان نوعه، سواء كان موسيقياً أو مسرحياً أو سينمائياً وحتى تشكلياً وغيرها من أشكال الفنون».