«نِعمة جميلة أن أزرع الابتسامة على الوجوه»

ميس كمر لـ «الراي»: «احترم تُحترم»... لا أحب أن أجرح أحداً!

25 مايو 2022 10:00 م

- أصبحت مدربة «جمباز» ولاعبة «كاراتيه»... في سن مبكرة
- لا ألتزم بالنص... عندما أمثل دوراً كوميدياً

«يعتقدون أن الاحترام ضعف، ولا يعلمون أن احترام الآخر... هو احترام للنفس».

الكلام للفنانة العراقية ميس كمر، التي قالت إنها تتعامل مع الجميع من مبدأ «احترم تُحترم»، كاشفة عن هوايتها في الدفاع عن النفس، إثر حصولها على أفضل لاعبة «كاراتيه» في مطلع التسعينات من القرن الماضي، فضلاً عن احترافها «الجمباز» إلى جانب شقيقتها الفنانة لبنى.

كمر، كشفت في حوار مع «الراي»، عن جوانب أخرى في حياتها الخاصة، مشيرة إلى أنها ولدت في كنف أسرة رياضية، حيث إن والدها كان ربّاعاً دولياً ومصمم أزياء ورساماً، وأختها سوزان لاعبة قوى في الساحة والميدان، في حين اعتبرت خالها مهدي محمد صالح «نجم العائلة» في الرياضة، كونه نجح في عبور «بحر المانش» وحقق أرقاماً قياسية.

• ولدتِ في كنف أسرة تهوى الرياضة وتحتفين بها، إلى حد احترافك الفنون القتالية قبل التمثيل، كما أن شقيقتك لبنى هي بطلة آسيا في رياضة «الجمباز»، ومع ذلك ابتعدتما عن الرياضة واتجهتما إلى الفن... لماذا؟

- هذا صحيح. نحن عائلة رياضية، فوالدي - رحمه الله - كان ربّاعاً دولياً ومصمم أزياء ورساماً أيضاً. وأختي سوزان لاعبة قوى في الساحة والميدان.

أما خالي مهدي محمد صالح، الذي أعتبره نجم العائلة في الرياضة وأحد أبطال السباحة، فقد عَبَرَ بحر المانش، كما علمني وأختي لبنى رياضة الجمباز، ولدينا شهادات تدريبية وتحكيمية بدرجات عالية، حيث إنني أصبحت مدربة في سن مبكرة وفي الوقت نفسه لاعبة في المنتخب الوطني للجمباز، بالإضافة إلى ممارسة «كاراتيه شوتو كان»، إذ حصلت على بطولة القطر للمتقدمين بالكاراتيه وأفضل لاعبة لعامي 92- 93. مع للأسف، حاولت استكمال مشواري في الرياضات التي أحبها لكن من دون جدوى، فلا مستقبل للرياضيين في تلك الفترة، حيث إن الحرب أخذت منا الكثير، فاتجهت إلى الفن واستفدت من الرياضة في الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية التي شاركت بها.

• يرى البعض أن شخصيتك هادئة ومرحة، ولكنها تكون قوية وعصبية «ساعة الغضب»، فهل هذا صحيح؟

- أتعامل من مبدأ «احترم تُحترم» ودوماً ألتزم بالأدب، لكن هناك فئة من الناس يعتقدون أن الاحترام ضعف، ولا يعلمون أن احترام الآخر هو احترام للنفس، فيبدأون بالتمادي وبالتصرفات غير اللائقة، وهنا تظهر قوتي وعصبيتي.

• تبدو علاقتك قوية جداً مع شقيقتك الفنانة لبنى كمر، ولكن أين هي عن الدراما الكويتية؟

- بالتأكيد علاقتي بها قوية، فهي ليست أختي وحسب، وإنما أعتبرها ابنتي وحبيبتي أيضاً، حيث تربينا مع بعض وتشاركنا أفراحنا وأحزاننا ونجاحاتنا، وحصدنا ثمرة صبرنا، ولله الحمد، فكيف لا تكون علاقتي بأختي متينة؟... لبنى تختار أدوارها بدقة وبمزاج عال وهي من النوع الذي يحب الفن، ولكن لا ترضى بأي عمل، كما أنها تعشق الدراما الكويتية وتنتظر الفرصة المناسبة للمشاركة بها. وقد أصبحت لبنى ترفض الكثير من الأعمال، خصوصاً عندما مرضت والدتي كونها تشرف على علاجها منذ 15 سنة، وأصبحنا نتبادل المهام عندما أنهي عملي وأعود إلى أهلي.

• بعد انتهاء العروض الدرامية لشهر رمضان، أصبح بالإمكان التحدث عن إيجابياتها وسلبياتها بكل شفافية ومن دون مجاملات... فماذا لديك من ملاحظات على تلك الأعمال؟

- أرى أن كثرة الأعمال بمختلف مستوياتها، بإيجابياتها وسلبياتها، هي حالة صحية للحركة الفنية، لكنني أتحفظ على الإفصاح عن رأيي الشخصي في بعض الأعمال التي لم تكن بالمستوى المطلوب، لأنه بطبيعتي لا أحب الكلام في مثل هذه الأمور، بل أفضّل السكوت كي لا أجرح أحداً. في المقابل، كانت هناك أعمال ممتازة وجميلة بالطرح والبناء الدرامي وبـ«المسج» والأداء التمثيلي.

• تميزتِ هذا العام في كل أدوارك الفنية، ولكن ما هو الدور الأكثر تميزاً بالنسبة إليكِ؟

- لا أخفيكم أن مسلسل «لغز 1990» هو بالنسبة إليّ عمل مميز وفريد من نوعه، لأنني أديت من خلاله 3 شخصيات، أهمها دور «الساحرة»، حيث إن المؤلف اجتهد كثيراً بمفرداتها وفي البحث بالمراجع عن السحر الأسود، وهذا كله أخذ وقتاً وجهداً كبيرين، لتظهر الشخصية بهذه الصورة التي أحبها المشاهد، لذلك لم يكن الدور سهلاً على الإطلاق.

• لا شك أن دور «الساحرة» هو من الأدوار الجريئة، والمكروهة في مجتمعنا الخليجي. فكيف كانت ردود الفعل من جانب الجمهور؟

- كانت الأصداء مفاجئة من الجمهور، فكل الذين التقيهم في الشارع، عبّروا لي عن دهشتهم حول كيفية الإتقان وحفظ هذه المفردات التي تستخدم في عمل السحر الأسود.

• لماذا يتفاعل المشاهد مع كل ما تقدمينه في الدراما، ويضحك حتى وإن ظهرتِ بمشهد تراجيدي؟

- نعمة جميلة أن أزرع الابتسامة على الوجوه، فأنا أحرص دوماً عندما ألعب دوراً تراجيدياً فيه جانب من الشر أن أضع لمساتي الخاصة فيه، أو كما أسميها «خلطة البهار» على الدور أو المشهد الذي أقدمه. ومع ذلك، فأنا أختلف معكم في ما يتعلّق بأنني أُضحك المشاهد حتى في التراجيديا.

ففي مسرحية «الياخور» مثلاً، قدمت كوميديا جميلة، ولكنني في النهاية أبكيت الجمهور. أيضاً، في مسلسل «عافك الخاطر» حين أضحكت المشاهد وأرعبته بدور شرير، ثم أبكيته في الحلقات الأخيرة. الأمر ذاته قد حدث في مسلسل «كحل أسود قلب أبيض»، ومسلسل «لغز1990». حين يبتسم المشاهد لشخصية ما ويحزن عليها في الوقت نفسه، فهذا سحر وهبة.

• هل أصبحتِ مقيدة في الكوميديا؟

- لا طبعاً، بل أحرص على ألا أكون مقيدة. أنا ممثلة متنوعة في أعمالي، قدمت شخصيات عدة، ومتجددة.

• من هو المخرج الذي يمنحك الحرية المطلقة في تقمص الشخصية المسندة إليك؟

- عملت مع مخرجين كبار، أحبهم وأحترمهم جميعاً، مثل محمد القفاص ومحمد دحام الشمري، وأوس الشرقي ونعمان حسين. وكل مخرج كان يعطيني مساحتي الحقيقية، لكي أرتجل وأضيف وأتلوّن في الدور، بمراقبة إخراجية بحتة. وهذا ما فعلته أيضاً مع الفنان الكبير الأسطورة أستاذي الفنان الكبير الراحل عبدالحسين عبدالرضا، حيث إنه أعطاني الضوء الأخضر بالارتجال ضمن سياق الخط الدرامي، فكان كل مشهد أمامه درساً مهماً تعلمته في مدرسة «بوعدنان» التي أعتز بها.

• هل تلتزمين عادة بما هو مكتوب في النص الدرامي، أم لا بد من وضع بصمتك؟

- الكثيرون يعلمون بأنني عندما أمثل دوراً كوميدياً لا ألتزم بالنص، بل أضيف عليه «أفيهات» ومفردات تتناسب مع الدور، لأن الكوميديا بحر، ومن الصعوبة الالتزام بما هو مكتوب.

• نجحتِ في الدراما العراقية والخليجية، ولكن ماذا عن مشاركتك في الدراما العربية؟

- سبق وأن عملت في الدراما العربية، في سورية ولبنان ومصر، وقدمت أعمالاً مسرحية وتلفزيونية جميلة، منها مسرحية «بانتظار البرابرة» للمخرج السوري وليد قوتلي والتي عرضت في مهرجانات عدة بينها مهرجان دمشق المسرحي. كذلك، عملت مسرحية للمسرح القومي السوري وكانت بعنوان «الملك يموت» للكاتب الفرنسي أوجين يونيسكو.

بالإضافة إلى مشاركتي في مسرحية جماهيرية في مصر عنوانها «نيو لوك» من إخراج السيد راضي. وفي مصر أيضاً، قدمت مسلسل «زي العسل» للمخرج علي العسال على إذاعة «صوت القاهرة»، ناهيك عن أعمال أخرى مشتركة في لبنان مع السيدة الرائعة الفنانة الكبيرة سميرة بارودي، وجناح فاخوري وسلطان ديب والفنان الكبير إحسان صادق. لكن الدراما الخليجية سحرتني، حيث إن وقوفي أمام مدارس كبيرة منحتني قوة أكبر، وأنا بانتظار الفرصة العربية مرة ثانية.