خواطر صعلوك

بوعبدالكريم يقرئكم السلام

24 مايو 2022 10:00 م

تقاعلاً مع المقال المنشور الأسبوع الماضي والذي كان بعنوان «نصائح أبي وأمي التي لم أتبعها» أرسل لي أحد القراء الكرام والذي أعتز بصداقته وأتعلم منه دائماً السيد عبدالكريم التتان، تعليقاً وجدتُ أنه من المُثري أن أنشره لكم تكملة للمقال السابق.

يقول فيه:

حين كنت في العمل- مديراً للمدرسة- وزرت أحد الفصول في مدرسة قيس بن العاص، وكانت القيمة التربوية وقتها هي «بر الوالدين» وجلست لأتحدث مع أبنائي الطلاب وكان سؤالي ما هو بر الوالدين؟

وتنوعت إجابات أبنائي الطلاب بين «لا تعصب عليهم، ولا تقول لهم أف...،»

وكان سؤالي هل الطالب الذي لا يعتني بصحته بار بوالديه؟ والذي لا يدرس ويحتاج إلى معلم بالمنزل بار بوالديه؟

وجدتُ علامات التعجب على وجوه الطلاب.

فبدأت بالتفسير لهم أن الأبناء إذا مرضوا زعل الوالدان، وأصبحا مهمومين ويلومان أنفسهما لماذا لم يعتنيا بصحة أبنائهم جيداً... ولكن الحقيقة نحن نقصد أنفسنا الطلاب كنا مهملين في تغذيتنا وصحتنا وعدم العناية بأجسامنا، لذلك نمرض وهذه من أكثر الأشياء التي تتعب الوالدين وكل أمور الحياة مثل ذلك، فكان الهدوء يرتسم على وجوه الطلاب وأصبح هناك مراجعة للنفس.

وقبل فترة يمكن من ثلاثة أو أربعة أسابيع كنت مع مجموعة من الأصدقاء ففتحت الموضوع نفسه، ولكن تفاجأت أن حتى الكبار معلوماتهم بالبر محدودة، وذكروا أن البر هو ألا تقل لهما أف ولا تنهرهما وأن تدعو لهما... ودخلت معهم في نقاش وتفاصيل البر، وبعد ذلك بأيام اتصل أحدهم وقال «مشكور يابو عبدالكريم على موضوع البر كانت مشكلتي مع ولدي أنه إذا خالف السرعة أو مشى مسرعاً بسيارته، أتأثر وأخاف عليه، وكلما كلمته في الموضوع يقول (أنا كبير أتحمل المسؤولية)، ثم دخلت معه في نقاش موضحاً له أنه من البر ألا تكسر قلبي عليك، وألا تجعلني مهموماً خائفاً من فقدك في أي لحظة بسبب سرعتك المتهورة بالسيارة، ولو صار فيك شيء فأنا من سوف يتعب معك ويشيل همك وهمي، فكن باراً فيَّ يا بني».

والله لو أبر الناس بأهاليهم لكان الصلاح في المجتمع على كل المستويات، فقط لو يفهما الكل ويتذكرها. انتهى

أعزائي وأبنائي المراهقين والشباب، وصلتني الكثير من الرسائل من أهاليكم على غرار هذه الرسالة المنشورة في الأعلى، ولاحظت أن أغلبها يتسم بصفة واحدة وهي أنكم لا تنصتون بما فيه الكفاية لدقات قلوب أمهاتكم وآبائكم، وأنكم تحتاجون إلى تطوير مهارات التواصل معهم خصوصاً إذا كانوا «كباراً» ويحتاجون للبر أكثر من حاجتهم «للبراندات» في هدايا عيد الأم أو عيد ميلاد الأب. وتذكروا أن كل ما لم يذكر فيه اسم الله... أبتر.

قصة قصيرة:

في محاكمة قضائية للأحداث (لمن هم دون الـ18 عاماً)، كانت السيدة العجوز التي سُرقت شنطتها تشهد: «هذا الشاب وجه لي البندقية، وقال: اعطيني حقيبتك».

ورغبةً مني في الدفاع عن المتهم سألت السيدة: في أي يد كانت معه البندقية؟

فقالت: لقد كانت في يده اليسرى.

فصاح المتهم قائلاً: إنها تكذب! لقد كانت في يدي اليمنى!

و خسرنا القضية! وبكى الوالدان كثيراً.

Moh1alatwan@