كلينتون: عدم الاستقرار في اليمن يهدد الاستقرار الإقليمي وحتى العالمي

آلاف من عناصر الأمن يشاركون في قتال «القاعدة» وواشنطن تدرس تسليم صنعاء طائرات من دون طيار

1 يناير 1970 07:06 ص
|صنعاء - من طاهر حيدر|

أعلنت السفارة الاميركية في صنعاء، انها فتحت ابوابها مجددا، امس، بعد ان اغلقت يومين بسبب تهديدات تنظيم «القاعدة»، غداة عملية امنية نفذتها القوات اليمنية في شمال العاصمة، فيما كشف مصدر أمني، أن اليمن أرسل آلافا من أفراد الامن للمشاركة في حملة على «القاعدة» في ثلاث محافظات، وقال ان السلطات اعتقلت خمسة يشتبه في انتمائهم للتنظيم.

وصرح المصدر لـ «رويترز»، طالبا عدم نشر اسمه ان «الحملة مستمرة في العاصمة وفي محافظتي شبوة ومأرب». وتلاحق السلطات أيضا مقاتلي «القاعدة» في محافظة أبين الجنوبية.

من جانب اخر، علمت «الراي»، ان الولايات المتحدة تدرس تسليم اليمن مروحيات وطائرات من دون طيار، إلى جانب الدعم الاقتصادي.

وأكد مصدر مقرب من السفارة الأميركية، ان صنعاء طلبت من واشنطن إمدادها بأسلحة تعقب جوية إلى جانب دعم اقتصادية، لمواجهة الإرهاب في المناطق اليمنية، مؤكدا أن اليمن رفض اي تدخل عسكري مباشر، لان ذلك سيزيد من تعاطف المجتمع القبلي اليمنى مع الإرهابيين.

وفي سياق متصل، افاد بيان نشر على موقع السفارة، «بأن عمليات مكافحة الارهاب التي نفذتها القوات الحكومية اليمنية في الرابع من يناير في شمال العاصمة (...) ساهمت في القرار الذي اتخذته السفارة بمعاودة نشاطها».

الا ان البيان اشار الى ان «مخاطر تنفيذ هجمات ارهابية ضد المصالح الاميركية تبقى مرتفعة والسفارة تحض مواطنيها في اليمن على توخي الحذر واتخاذ تدابير امنية».

وكانت السفارة الاميركية اغلقت يومي الاحد والاثنين، بسبب تهديدات تنظيم «القاعدة».

وكان موقع وزارة الدفاع اليمنية افاد نقلا عن مصدر امني (ا ف ب)، بأن «وحدة مكافحة الارهاب اشتبكت الاثنين مع احد العناصر الارهابية الخطرة من تنظيم القاعدة المدعو محمد احمد المحنق في منطقة ارحب بمحافظة صنعاء». واضاف ان الاشتباك ادى الى «مقتل اثنين من مرافقيه يعتقد انهما من تنظيم القاعدة، فيما اصيب اثنان آخران من مرافقيه وألقي القبض عليهما»، فيما فر المحنق وتستمر عمليات البحث عنه.

الى ذلك، افاد ناطق باسم الخارجية البريطانية في لندن ان سفارة بريطانيا تبقى مغلقة امام العامة، الا ان موظفيها عادوا للعمل.

وذكر ان «الوضع تغير بين الامس واليوم».

وتبقى سفارة فرنسا في صنعاء مغلقة حتى اشعار آخر.

من جهتها، اعلنت وزارة الداخلية اليمنية في بيان نشر على موقع وزارة الدفاع، انها «شددت من اجراءاتها الامنية وحمايتها للسفارات الاجنبية واماكن تواجد الاجانب واقامتهم». واكدت في محاولة لطمأنة البعثات الديبلوماسية الاجنبية، ان «الحمايات الامنية للسفارات جرى اعدادها وتدريبها على نحو ممتاز وعلى مستوى عال من المهنية وهي قادرة على القيام بأعمال الحماية على اكمل وجه».

وذكرت ان عمليات مكافحة الارهاب مستمرة «على مدار الساعة»، مشيرة الى انه «تم خلال اليومين الماضيين وحتى اليوم (امس) ضبط خمسة من العناصر الارهابية في كل من محافظات صنعاء والحديدة (غرب) وامانة العاصمة»، اضافة الى الاثنين اللذين قتلا في ارحب.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعلنت الاثنين، ان سفارة بلادها في صنعاء ستفتح ابوابها مجددا «عندما تسمح الظروف» بذلك، كما اعتبرت ان «عدم الاستقرار في اليمن يهدد الاستقرار الاقليمي وحتى العالمي».

وصرحت للصحافيين بعد اجتماع مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني: «من الواضح اننا نشهد تداعيات دولية للحرب في اليمن والجهود المستمرة من القاعدة في اليمن لاستخدامه كقاعدة للهجمات الارهابية في اماكن بعيدة كثيرا عن المنطقة».

وفي صنعاء، تلقى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء الاثنين، رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبحث مع حاملي الرسالة، مساعد وزير الدفاع الامير خالد بن سلطان ومساعد وزير الداخلية الامير محمد بن نايف، في «التعاون الامني ومكافحة الارهاب»، حسب وسائل الاعلام الرسمية.

واكد علي صالح في تصريحات نقلتها الصحف، ان «امن المملكة جزء لا يتجزأ من امن اليمن».

من جانبه، ايد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين، دعوة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الى عقد اجتماع دولي حول اليمن ومكافحة الارهاب في 28 يناير في لندن.

وكان «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، توعد في بيان تبنى فيه الهجوم الفاشل على الطائرة الاميركية يوم عيد الميلاد، بمواصلة الهجمات وباستهداف «كل صليبي» في الجزيرة العربية.

وفي روما، رأى وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، اول من امس، ان «من غير المناسب فتح جبهة عسكرية جديدة في اليمن» لمواجهة قواعد «القاعدة». واعرب عن ثقته بانه «ستكون هناك مشاورات مكثفة مع الحلفاء الاخرين» قبل حصول اي تدخل عسكري اميركي محتمل.



مقتل أحد حراس الصحيفة في مواجهات مع الشرطة



اليمن: ضبط 40 مسلحا

كانوا متحصّنين في مبنى «الأيام»




صنعاء - «الراي»



أعلن نائب وزير الداخلية اليمني اللواء صالح الزوعري، ضبط 40 مسلحا كانوا متحصنين في مبنى صحيفة «الأيام» المستقلة، فيما ادت عملية الاقتحام الى مقتل احد أفراد الحراسة وجرح 9، بينهم 6 رجال امن في تجدد الاشتباكات في شكل متقطع منذ الثالثة فجرا بين حراس المبنى والشرطة التي تحاصر المكان منذ الاثنين.

ونسب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، عبر موقعه الالكتروني، الى الزوعري «ان العناصر المسلحة المتحصنة في صحيفة الأيام في محافظة عدن، وعددهم 40 عنصراً مسلحاً، قاموا بقتل أحد الجنود وإصابة 4 آخرين»، اول من امس.

وقال نائب وزير الداخلية إن الميليشيا المكونة من 40 عنصراً مسلحين بـ «الكلاشنيكوف» و«ار بي جي» ويتحصنون في مقر الصحيفة التي يملكها هشام باشراحيل، «قاموا بالاعتداء على أفراد الأمن من مقر الصحيفة».

واكد ان الأجهزة الأمنية سيطرت على الأوضاع بعد ضبط عدد من المسلحين التابعين لما يسمى بـ «الحراك القاعدي» والذين سيتم التحقيق معهم تمهيداً لتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع وسيكون بينهم باشراحيل.

وفي وقت لاحق (اف ب)، قال مدير عام مديرية صيرة في عدن خالد مهدي، ان «الشرطة انهت الحصار على مبنى الايام بعد ان سلم جميع الحراس المسلحين انفسهم للسلطات، وعددهم يراوح بين 20 و25 مسلحا».

واضاف مهدي الذي عمل على خط الوساطة بين الطرفين، ان نحو 30 ناشطا من المعتصمين داخل المبنى سلموا انفسهم ايضا، ومن بينهم محمد هشام باشراحيل، ابن مالك الجريدة ورئيس تحريرها، وسكرتير الحزب الاشتراكي في عدن علي منصر.

وذكر ان الشرطة رفعت الحصار وابقي على هشام باشراحيل في منزله الواقع ضمن مبنى الجريدة نفسها.

وباشراحيل (66 عاما) مطلوب قضائيا على خلفية عملية قتل حصلت في 2008.

وكانت «الايام» منعت في مايو 2009 من الصدور بتهمة تأجيج النزعة الانفصالية في الجنوب، الى جانب سبع صحف اخرى.