«التغيير في اللهجة بدأ من بعد العام 1990»

جاسم النبهان لـ«الراي»: أهل الساحل يتقبّلون الرأي الآخر

27 أبريل 2022 06:30 م

- مُقصّرون في تناول تراث البحر... الإرث الكبير الذي يتضمّن قصصاً كثيرة لرجالات ضحّوا بحياتهم
- السفينة الموجودة في شعار الدولة منذ استقلال الكويت لا ترمز إلى التجارة... بل تعني الوحدة الوطنية
- لهجتنا جميلة جداً وثلاثة أرباعها من اللغة العربية
- مفردات الشعر العامي الكويتي موجودة في قواميس اللغة العربية

أعرب الفنان جاسم النبهان عن سعادته بالأصداء التي يتلقاها حول مشاركته في دراما رمضان من خلال ثلاثة مسلسلات هي الجزء الثاني من «محمد علي رود» و«حبي الباهر» و«دحباش» الذي يتناول التراث البحري، ويعكس حياة أهل الساحل، الذين يتقبلون الرأي الآخر.

وأضاف النبهان في دردشة مع «الراي»: «الأعمال مختلفة من ناحية المضمون والموضوع أيضاً، فمسلسل (محمد علي رود) نتناول فيه حقبة الأربعينات من القرن الماضي والقضايا التي كانت في تلك الفترة، إضافة إلى قصص تجار الكويت، أما (حبي الباهر) فهو عمل (حلمنتيشي) وهو نوع حديث بالدراما، وفي ما يخص مسلسل دحباش فأحبه كثيراً وهو يجمعني للمرة الثالثة مع المؤلف مشاري حمود العميري بعد مسلسلي (رحى الأيام) و(الوصية الغائبة)».

وأوضح سبب حبه للعمل الأخير بالقول: «لأنه يتكلم عن تكوين نسيج المجتمع الكويتي، ومثل هذه الأعمال مهم جداً أن يقدمها الفنان كونها تهتم بالتراث وبتاريخنا، سواء من خلال حياة البادية أو أهل البحر، والقصص التي وثقوها بأسفارهم ورحلاتهم التجارية».

وأردف «الدراما الكويتية قدمت أعمالاً كثيرة تناولت فيها حياة أبناء البادية وتنقلاتهم. أما بالنسبة إلى المسلسلات التي تتناول تراث البحر، فنحن مُقصّرون جداً في تسليط الضوء على هذا الإرث الكبير الذي يتضمن قصصاً كثيرة لنواخذة وأهل سفن وتجار ورجالات ضحوا بحياتهم في تلك الفترة، ولأننا نملك الكثير من قصص البحر والبحارة، وجدت أن مسلسل (دحباش) يحاكي من خلال أحداثه هذه الحقبة وما مر به أهل البحر من صعاب مواقف وقصص وتضحيات، لذلك أنا أحب هذا العمل».

وتابع أن «التراث البحري هو الذي عمل قاعدة للدولة، فعلى الرغم من أنه لم يكن فيها موارد طبيعية كثيرة، إلا أنها ضمت أناساً تشردوا من الظلم ومن الجوع، وهذا ما جعل المجتمع يتكون على العاطفة والحب وتنوع الثقافة بين الناس التي بُنيت على الدين وعلى مكتسبات الحياة، ما انعكس على طبيعة التعامل بين أفراد المجتمع في تقبل الرأي والرأي الآخر، كونهم يعيشون على البحر ودائماً أهل الساحل يتقبلون الرأي الآخر وبعض العادات والتقاليد بما يرونها مناسبة لهم.

ومن وجهة نظري، أن السفينة الموجودة في شعار الدولة منذ استقلال الكويت لا ترمز إلى التجارة، بل تعني الوحدة الوطنية لأنها تجمع كل أطياف المجتمع عليها».

وأشار النبهان إلى أنه «من المهم جداً أن نهتم بموضوع اللهجة الكويتية في الأعمال التراثية، فلهجتنا جميلة جداً وثلاثة أرباعها من اللغة العربية، ولو نظرنا إلى الشعر العامي الكويتي لوجدنا جميع مفرداته موجودة في قواميس اللغة العربية، لذلك نريد أن تعود مثلما كانت في السابق.

فاليوم، للأسف، تحورت بعض الكلمات بحيث أصبحنا نشعر بأن من ينطقها ليس من تكوين هذا البلد وهذا التغيير في اللهجة بدأ من بعد العام 1990، بل إن التغيير لا يقتصر على اللهجة فقط، بل امتد إلى ألعابنا الشعبية أيضاً التي تركناها للأسف بسبب أن الشاب لم يعد يمارس حريته في الأحياء السكنية. فالأحياء أصبحت صغيرة والبيوت متراصة، وبات سكانها متباعدين بعكس السابق، حين كانت بيوتنا متراصة لكننا متقاربون بالشعور والأحاسيس».