هل تسلّم «محور المقاومة»... «أسلحة كاسرة للتوازن»؟

روسيا تظهر أنيابها لإسرائيل... «حان وقت الحساب»

26 أبريل 2022 06:00 م

لن تقتصر تداعيات الحرب الأميركية - الروسية على الساحة الأوكرانية، على القارة الأوروبية أو على الميدان الاقتصادي، في ضوء العقوبات الأميركية - الأوروبية القاسية ضد موسكو، بل بلغت هذه التداعيات، إسرائيل، ووضعت العلاقة بين موسكو وتل أبيب، على المحك، وسط اعتقاد بأنها لن تكون مثلما كانت سابقاً، وتالياً فإن من المتوقع أن يحصد لبنان وسورية نتائج مهمة بدأت طلائعها تظهر في الأفق.

الرئيس فلاديمير بوتين، طلب في رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، نقل ملكية كنسية الكسندر نيفسكي، الواقعة في البلدة القديمة في القدس، إلى أيدي روسيا فوراً، وهو ما من شأنه أن يتسبب بصدام ديبلوماسي، خصوصاً بعدما أخذت حكومة بينيت موقفاً رسمياً دان موسكو في حربها الأوكرانية، ما تسبب باستدعاء وزارة الخارجية الروسية للسفير الإسرائيلي الكسندر بن تسفي، وإعرابها عن الاستياء من تصريح وزير الخارجية يائير لابيد، الذي هاجم روسيا وجعل إسرائيل في موقف داعم للغرب.

وتعتبر كنسية الكسندر نيفسكي، والمعروفة باسم «كاتدرائية الثالوث المقدس»، من المعالم المثيرة للإعجاب، وهي من الأصول المهمة للكنسية الأرثوذكسية الروسية في القدس، وتقع في قلب الحي المسيحي.

وكان رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وعد بحيازة هذا الموقع المهم، على ملكية رسمية لروسيا، والتي كانت تملكها منذ عام 1890، إلا أن حكومة بينيت ظلت تماطل في تجيير الملكية لروسيا على قاعدة إسرائيلية قديمة «إن ما تملكه هو لها وما يمتلكه الآخرون هو لهم ولها»، إلى أن يصبح لإسرائيل فقط.

ومن الواضح أن موسكو فهمت كيف تبعث بالرسالة المناسبة. فقد أعلنت خارجيتها أن إسرائيل «تحاول الاستفادة في شكل سيئ من الوضع في أوكرانيا لصرف انتباه المجتمع الدولي عن أحد أقدم الصراعات التي لم تحل حتى يومنا هذا وهو الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي».

ومن الطبيعي أن يحمل هذا الموقف أخباراً سيئة لإسرائيل، التي تدرك أنه لا بد للحرب في أوكرانيا من أن تنتهي حين تحقيق روسيا أهدافها في دونباس، وتالياً فإن موسكو تتوجه إلى الدول التي اعتبرتها صديقة، وكذلك تلك التي صنفتها على أنها غير صديقة لتبني على الشيء مقتضاه، وهو ما يجعل تل أبيب في موقع حرج لأن روسيا الموجودة في سورية، كانت غضت النظر عن أكثر من 1500 ضربة بـ 4200 صاروخ أطلقتهم إسرائيل ضد سورية.

وكانت موسكو تسلح حكومة دمشق بالصواريخ المعترضة من دون أن تشجع الجيش السوري وقيادته على الرد كي لا يؤدي الأمر إلى صراع تجد روسيا نفسها في وسطه.

إلا أن الوضع اختلف الآن بعدما قررت روسيا الذهاب إلى أهم أهدافها، والتي تمثلت بنزع الأحادية الأميركية وهيمنتها على العالم. واصطف العالم الغربي والعربي مع روسيا وضدها، وتالياً فإن لموسكو وعداً مع «يوم الحساب».

ولم يكن عابراً إعلان بوتين أن كل السلاح التابع لحلف «الناتو» المرسل إلى أوكرانيا، والذي صادرته قواته في أوكرانيا، سيذهب إلى الأصدقاء.

وينطوي هذا التصريح على ما يمكن أن يحصل عليه «أعداء» أميركا وإسرائيل في الشرق الأوسط.

فالولايات المتحدة، خرقت الاتفاق غير المعلن مع روسيا والقائم على عدم تسليح الطرفين، أي دولة أو طرف بـ «سلاح كاسر للتوازن». وقد أبطأت موسكو، تسليم سلاح تكتيكي مهم لإيران مرات عدة، تجنباً لإزعاج واشنطن.

وفي سورية، حاولت موسكو مراراً الاتفاق مع واشنطن على وقف العمليات العسكرية بما لا يتناسب مع مصلحة دمشق وطهران.

إلا أن الخطوط الحمر قد خرقت في أوكرانيا، ولذلك فإن من المستبعد أن تستخدم روسيا أي قفازات مستقبلية مع أميركا وأحلافها، وتالياً، فمن المتوقع ألا تتردد بتسليم «أسلحة كاسرة للتوازن»، تخشى إسرائيل وأميركا وصولها إلى أيدي أعدائهما في حلف «محور المقاومة» في الشرق الأوسط.