كلمة صدق

فن أم انحلال ؟

19 أبريل 2022 06:00 م

«لم أغسل وجهي منذ هروبي من مصيدة هوليوود»

الممثلة العالمية كاميرون دياز

لم تغسل وجهها منذ خروجها من هوليوود قبل سنوات وبعيد زواجها، هذا ما وصفته الممثلة الشهيرة مجازاً بعدم غسل وجهها بعد مغادرتها هوليوود التي كانت تعتبرها مصيدة لها وللمشاهير، فالآن هي على سجيتها وراحتها ولا تحتاج حتى إلى غسل وجهها فقد تخلصت من المظاهر ومن أدوات المكياج المتعلقة بها دائماً أيام هوليوود. لقد تركت كما قالت عقود تمثيل بعوائد تقدر بمئة مليون دولار لتشتري راحتها مع زوجها بعيداً عن الاضواء البراقة.

ملكة جمال أميركا لعام 2019، في عز سن الشباب، ممارسة قانونية، وخريجة بمرتبة الشرف من جامعة ساوث كارولينا الأميركية، حاصلة على شهادات عليا، ولها مشاركات إعلامية، آخر ما كتبت في مدونتها الالكترونية «لعل هذا اليوم يجلب لكم الراحة والسلام» بعد ذلك ألقت بنفسها من مقر اقامتها بالطابق العلوي من مبنى فاخر بمدينة نيويورك لتسقط جثة هامدة! الشهادات العليا وهبة الجمال الرباني لوحده لا يكونان سبباً للانتحار.

قبل أن يتسلم جائزة الاوسكار في حفل توزيع الجوائز، يقوم الممثل الشهير ويل سميث، من مقعده ويتوجه إلى مقدم الحفل الممثل الكوميدي كريس روك، ويصفعه على وجهه صفعة انعكس صداها على آذان المشاهير في قاعة الحفل وانعكست صورتها على وسائل الإعلام وصفحات الصحف بالعالم ليشاهدها الملايين. الممثل الشهير عريف الحفل ألقى نكتة سمجة وسخيفة تشكل إهانة لزوجة سميث، والممثل سميث يقوم بفعل أرعن بلطم زميله وتوجيه كلمات نابية له، وقد وصف الاعلام الأميركي ما حصل بانه يعكس توجهاً اضافياً نحو العنف حتى بين نجوم هوليوود، وانحداراً بالتعامل بين ما يسمون بالمشاهير.

ليس المراد هنا أن يقال انه ليس هناك فن، لكن الفن وكما تعرفه حتى القواميس اللغوية هو «كل الابداعات التي ترتقي إلى الكمال والجمال وتسمو بالخيال».

لكن عكس الفن هو الانحلال والتجرد من القيم الثابتة التي هي عماد استقرار المجتمعات والأمم، فقد ألبسوا أعمالاً هابطة اسم فن، وقاموا باشاعة مفاهيم فاسدة واطلاق العنان لأفكار مريضة وشاذة باسم الفن.

يا ليت المتفنين الجدد أخذوا من الغرب ما هو صالح فعلاً، مثل الاهتمام بالعلم وبناء المراكز والمعاهد العلمية والجامعات ومراكز المعرفة والمكتبات، والتطور الاداري. يا ليت من افتتن بالغرب قلدهم في علوم الادارة والتطوير الوظيفي، وتكافؤ الفرص في الترقيات، ويا ليتهم تعلموا منهم الحرص على جمالية ونظافة المدن، والتخطيط المبدع فيها وفي طرقها وحواريها، وجمال حدائقها وأناقة مبانيها.

للأسف الشديد البعض افتتن بأمراض الغرب من انحطاط اخلاقي ينعكس بعضه على شاشات السينما الكبيرة والمسارح والتلفزيون وشاشات الكمبيوتر الالكترونية وأجهزة الهواتف النقالة. لا يعلم هذا المفتتن بكل ما هو غربي حتى في الانحلال ان المجتمعات الغربية بأفرادها وهي التي تدعي الاهتمام بالفرد تدفع اثماناً باهظة نتيجة الانحلال الاخلاقي، وكلما زاد الانحلال هناك بالواقع أو بالتمثيل السينمائي والتلفزيوني زاد معه العنف والجرائم والقتل والتفكك الأسري والاجتماعي. على ذلك وجبت مجابهة الأعمال الهابطة، كل مسؤول من موقعه، ومجابهة هذه الأعمال التي تدعي الفن وعدم ترك أخلاق المجتمع والنشء رهينة بأيدٍ مستهترة تقوده إلى الانحلال، ولا تتورع عن قلة الذوق والحياء حتى في شهر رمضان الفضيل.