من الكتب القيمة التي كتبت وما زال لها صدى كبير، هو كتاب العبر لابن خلدون... ومقدمة ابن خلدون هو الكتاب الذي قدم به كتابه العبر.
فكتاب مقدمة ابن خلدون استطاع أن يسبق عصره بمراحل، وكتابه ما زال يدرس بكثير من الجامعات.
تكلّم ابن خلدون عن الكثير من المسائل، مثل التاريخ والجغرافيا، وتكلّم عن العلاقات الإنسانية، تكلّم عن البداوة والحضارة، حتى أنه تكلّم عن علم الاقتصاد، وأيضاً تكلّم ابن خلدون عن الدولة ونشأتها.
وقسّم الدولة منذ قيامها حتى سقوطها بمراحل، تبدأ بمرحلة تنصيب الحاكم واقتراب الحاكم من الرعية وارتباطه القوي بشعبه، ثم بعد ذلك تتوالى المراحل التي صنفها ابن خلدون... أي باختصار جعل للدول مراحل تبدأ بنشوء الدولة وتنتهي بانهيار الدولة.
وحدّد أسباب انهيار الدول، ومن هذه الأسباب التي ذكرها ابن خلدون بمقدمته هو استمرار النهج، وعدم تغيير ذلك النهج عندما يأتي حاكم جديد، أي تغيير النهج يعتبر حجر الزاوية عند ابن خلدون من أجل استمرار الدولة وعدم انحدارها نحو الانهيار، فلم يذكر ابن خلدون أن تغيير الأشخاص هو الهدف، إنما حدد بكل وضوح أن تغيير النهج هو أساس استمرار الدول وهو الذي يحفظها من الانهيار.