يبدو أن سوق الغنم عازم على تعويض سنتين من التعطيل الذي فرضته جائحة كورونا، حيث يشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار الذبائح التي ولّعت مع دخول شهر رمضان المبارك، مدفوعة أيضاً بارتفاع وتضاعف أسعار الأعلاف.
فعودة الحياة الطبيعية مجدداً، وفتح صالات الأفراح، والسماح بإقامة الولائم، ودخول شهر رمضان، وما يرافقه من غبقات ومشاريع إفطار صائم وولائم الخيم الرمضانية، يُضاف إليها زيادة أسعار الأعلاف، كلها عوامل أشعلت أسعار الماشية، وكان الخروف النعيمي المحلي سيد الأسعار، حيث وصل سعره الى 120 ديناراً، وسجل النعيمي السعودي 100 دينار، فيما سجل الشفالي 70 ديناراً للرأس.
«الراي» استطلعت الوضع على الواقع في صفاة جليب الشيوخ، ورصدت حركة سوق الماشية ومدى الإقبال عليه خلال شهر رمضان المبارك، حيث عاينت حركة البيع في سوق الأغنام والمسلخ والأسواق المركزية والمطاعم، فأبدى متسوقون استغرابهم من الارتفاع الكبير في الأسعار، رغم وفرة المعروض، مطالبين الجهات المعنية بالتصدي لهذا الارتفاع ومعالجة المشكلات التي تقف وراء التحكم بالأسعار، وسيطرة البعض على عمليات البيع والشراء، إضافة إلى دعم مربي الأغنام.
المواطن عبدالرزاق العنزي قال إنه «لا يوجد حسيب ولا رقيب من وزارة التجارة على السوق الذي سيطر عليه افراد إحدى الجاليات الآسيوية، ويتحكمون في الأسعار على مستوى الكويت كلها، والضحية المواطن والمقيم، ونعرف أن كل شيء في الحياة عندما يزيد الطلب عليه يرتفع سعره، إلا أن الماشية لا تزال أسعارها مرتفعة وفي ازدياد مستمر برغم وفرة المعروض». وأضاف أن «الخروف النعيمي المحلي مطلب أول للكويتيين، وأسعاره مرتفعة جداً وتتراوح بين 110 و120 ديناراً، وقبل ذبح الخروف تذبح المواطن بهذه الأسعار الجنونية وغير المبررة».
أما المواطن بدر ناصر الشمري فقال «الأغنام في الكويت غالية، والسبب توزيع الجواخير للأمن الغذائي من 40 سنة، ونحن دولة صغيرة ولو تم التوزيع بشكل صحيح وعادل لأصبح لدينا اكتفاء ذاتي، ولما عدنا نحتاج إلى استيراد الماشية من الخارج». وأضاف «زيادة الأعلاف ساهمت في رفع الأسعار وما صاحبه من قلة المستورد»، لافتاً الى أن «الاستيراد من العراق وإيران يُخفّض الأسعار بشكل كبير».
من جهته، قال أبوشاهين، وهو من تجار السوق، إن الأسعار لم ترتفع ولا يوجد احتكار لأيّ جالية معينة بالسوق، وأنا أرى أن الأسعار مناسبة حسب استيراد الكويت للماشية وقلة تربيتها في البلاد بسبب قلة المراعى وارتفاع أسعار الأعلاف.
مزادات إلكترونية
يقوم بعض تجار الحلال بعرض بضاعتهم في المزادات التي تُقام عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأسعارها مناسبة، ولكن الكثير لا يثق بها لأن نظرة العين للخروف وفحصه تختلف عن الصورة.
الأسعار لن تنخفض!
أكد عدد من تجار الماشية أنه بالرغم من زيادة دعم الأعلاف ورفع ميزانيته إلى 20 مليون دينار، إلا أن بيع كيس الشعير المدعوم بسعر 5.250 دينار، وقلة المستورد والمراعي الطبيعية، لن تُخفّض الأسعار، لزيادة الطلب عليها وقلة المعروض منها، ولابد من إيجاد حلول للمحافظة على الثروة الحيوانية في البلاد وتأمين الأمن الغذائي من اللحوم الحمراء.