تباين آراء المختصين حيال عزم «تويتر» على منح خاصية تغيير ما يكتبه المغردون

لا مفرَّ من مسؤولية التغريد... حتى بعد «التعديل»

6 أبريل 2022 06:00 م

- قصي الشطي: حق المتضرر من التغريدة محفوظ حتى لو تم تعديلها
- عبدالهادي الميموني: ستسهل على السياسيين التلوّن حسب توجهات الشارع
- ناصر الأستاذ: شبكة الانترنت تحتفظ بنسخة لما قبل الحذف وبعده

فيما أكدت شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة «تويتر» أنها تعمل رسمياً على تجربة خيار تعديل التغريدة، تباينت ردود أفعال المغردين والمختصين في التكنولوجيا، بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة غير المسبوقة التي انتظرها الكثيرون.

المعارضون أكدوا أن شبكة تويتر تميزت عن بقية زميلاتها من شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، بميزة عدم تعديل التغريدة، لكن المؤيدين رحّبوا بهذه الخطوة التي رأوا أنها ستُعطي مساحة أكبر لمراجعة الآراء والأخطاء، مع التأكيد على أن المساءلة القانونية ستظل قائمة في حال التجاوز بحق الآخرين، حتى وإن تم تعديلها، شريطة الاحتفاظ بصورة من التغريدة الأصلية التي تحوي هذه الاساءة.

البداية كانت مع خبير تكنولوجيا المعلومات المهندس قصي الشطي، الذي أكد لـ«الراي»، أن «إتاحة تعديل التغريدة خاصية فنية متاحة للمغردين بتويتر، لاستخدامها بإرادتهم ورغبتهم، وهدفها إتاحة التصحيح الإملائي أو الصرف أو الصياغة، من أجل أن تكون التغريدة واضحة في معناها ومدلولها بدلاً من أن يتم حذفها ثم كتابتها من جديد. وهذه الخاصية يستخدمها صاحب الحساب متى ما ارتأى ذلك، وبالتالي طالما هي مرتبطة بصاحب الحساب وإرادته في تغيير او تعديل او تصحيح تغريدته، فهذا حريته الشخصية ورأيه ولا مساس بهما».

وأضاف الشطي أنه «إذا كان المقصود أن المغرد صدرت منه تغريدة تعرّضت للآخرين، أو فيها مساس بطرف آخر أو فيها ما يجرمه القانون، سواء كان ذلك بقصد أو من دون قصد، ثم قام بتعديل تغريدته ليتلافى ذلك، فهذا يُعتبر شيئاً إيجابياً وصواباً. وكثير من المغردين حالياً يقومون بحذف التغريدة كاملة متى ما شعروا انهم تجاوزوا القانون او تم المساس بالآخرين ويراه كثيرون أمراً طبيعياً».

وزاد «أما المتضرر من التغريدة، فمتى ما صدرت التغريدة من صاحب الحساب، وقام المتضرر بتوثيقها عن طريق تصويرها، فإنه بالإمكان ان يحفظ حقه قانونياً، ويقدم بلاغاً بذلك حتى إن قام صاحب الحساب بمسح التغريدة، أو تعديلها، ويترك الامر بعد ذلك للقضاء».

في المقابل، قال خبير الأمن السيبراني عبدالهادي مشعل الميموني لـ«الراي» إن «عدم إمكانية تعديل التغريدة كانت ميزة برنامج تويتر ويفضله عن غيره، وفي حال تمت إضافة إمكانية تعديل التغريدة، سيفقد البرنامج الطابع الخاص به، حيث إن أي تغريده تعبّر عن رأي أو توجه يُخالف عدداً من افراد المجتمع، سيتمكّن صاحب التغريدة من التعديل والوقوع في التناقض مع آرائه وتوجهاته، لإيقاف الردود المخالفة له، كما أنها ستسهل على السياسيين التلوّن على حسب توجهات الشارع».

من جانبه، قال الباحث في أمن المعلومات المهندس ناصر الأستاذ «هذه ميزة ممتازة تتيح تعديل التغريدات لمَنْ يجهل القانون، مما سيقلل عدد المشاكل المتعلقة بهذا الأمر، وشبكة الانترنت تحتفظ بنسخة من كل ما كتب سواء قبل الحذف أو بعده».

وأضاف «هذه فرصة لتصحيح الأخطاء، ومَنْ يعارض هذه الميزة أعتقد أنه يبحث عن المشاكل، لكنها تحتاج لضوابط حتى لا يتجرأ البعض على التجاوز، ثم يلجأ لتعديل هذه التجاوز، وهذا يستوجب إعداد صياغة قانونية تحفظ حق جميع الاطراف».

ثلاثة أرباع المغردين... يؤيدون

أجرى رجل الأعمال إيلون ماسك استطلاعاً، على حسابه ليسأل رواد «تويتر»، إن كانوا يريدون إضافة زر التحرير، مما يمنح المستخدم حرية تعديل محتوى تغريدته أو إعادة تحريرها.

وتلقى استطلاع ماسك على تويتر نحو 3 ملايين تصويت، أكثر من 73 في المئة من المصوتين صوتوا بنعم.

وقال جاي سوليفان، نائب رئيس الشركة للمنتجات الاستهلاكية، إن التحرير كان «أكثر ميزة مطلوبة على تويتر لسنوات عديدة».

خدمة مدفوعة الأجر

أفادت شبكة تويتر أنها بدأت تعمل بالفعل على تعديل خيار تحرير التغريدات العام الماضي، وستختبره قريباً، متوقعة أنه يمكن لمشتركي «Twitter Blue» رؤية زر «تعديل تغريدة» في الأشهر المقبلة.

وتعد Twitter Blue، خدمة اشتراك مدفوعة، توافر الوصول إلى ميزات جديدة، مثل التراجع عن التغريدات وعرض المواضيع بطريقة أسهل للقراءة.