في أول يوم من رمضان، اتجهت الجمعيات الخيرية لعدد من الأماكن التي تكثر بها كثافة سكانية للعمالة الوافدة في مختلف مناطق الكويت، لتتنافس وتتسابق تلك الجمعيات في «إطعام الطعام» من خلال توزيع وجبات إفطار الصائمين، لتثبت بحق أن الكويت بلد الخير الإنسانية، اتباعاً للعادة السنوية التي اكتسبتها الجمعيات من جائحة كورونا في توزيع الوجبات على العمال خلال العامين الماضيين، وهذه هي السنة الثالثة التي تسير فيها الجمعيات على هذا المنوال.
ويبدو أن عادة تنظيم موائد الإفطار بجوار المساجد وفي الساحات قد اندثرت خلال جائحة كورونا، ومع الاشتراطات المشددة في تنفيذ هذه الموائد في المساجد، واصلت الجمعيات الخيرية توزيع الوجبات الفردية على الصائمين في المناطق ذات الكثافة العالية من العمالة.
ورصدت «الراي» توزيع عدد من الجمعيات الخيرية لوجبات إفطار الصائمين في منطقتي المهبولة والمنقف وجليب الشيوخ وفي العاصمة وغيرها من الأماكن، حيث بدأ التوزيع في تمام الساعة الخامسة عصراً، واستمر حتى قبل الإفطار بربع ساعة، ورغم الاستعدادات التي قامت بها الجمعيات للتوزيع، إلا أن عدد العمالة كان أكبر من عدد الوجبات التي تم توزيعها.
ومن خلال المتابعة أكد عدد من مشرفي توزيع الوجبات «أن توزيع الوجبات الفردية أكثر حفظاً للنعمة من وضعها في ولائم جماعية، موضحين أن بعض العمالة يعمل خلال وقت الإفطار ويحتفظ بوجبته، ليتناولها حتى يفرغ من عمله، وغيرهم يأكل منها ما يكفيه ويحتفظ بالباقي إلى السحور، وبهذا لا ترمى النعمة ونضمن استهلاك أغلبها من قبل المستحقين».