الشيخ أحمد الفهد... هذا وقت التدخل!

تحليل / التاريخ يحسم «الأزمة»

1 يناير 1970 05:06 ص
| كتب زكريا بدران |
في ازمات ومواقف كثيرة يتدخل التاريخ ليحسم الموقف ويحل الازمة.
وقد دخلت الرياضة الكويتية في ازمة طاحنة لم تشهد لها مثيلا على مدى تاريخها اثرت فيها كثيرا بل ونالت منها بعد ان كانت لها الريادة والصدارة دائما على الاقل في المحيط الخليجي والعربي والآسيوي وابتعدت عن المنافسة على الصعيد العالمي في معظم الالعاب إلا ما ندر.
وطال امد الازمة الرياضية اكثر من ثلاث سنوات وامتدت إلى التنظيمات الدولية التي اوقفت النشاط الرياضي في الكويت. وفي اللحظات الفارقة يجب ان يتدخل التاريخ!!
وهنا اعود بالذاكرة نحو 30 عاما مضت عندما شاهدت للمرة الاولى الفتى الشيخ احمد الفهد الذي يشبه والده الشهيد فهد الاحمد إلى حد بعيد وكان ذلك في مطلع الثمانينات في نادي الصيد والفروسية كأحد ابطال مسابقات الرماية عندما كانت هذه اللعبة تمارس ضمن نادي الصيد والفروسية وكانت تلك المحطة الأولى لشخصية المستقبل الذي ضرب موعدا مع التاريخ.
ثم تألق النجم الشاب الشيخ احمد الفهد في (خليجي 10) وكان ظهوره لافتا وحاضرا كعنصر فاعل إلى جانب والده الشهيد فهد الاحمد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك رئيس اللجنة المنظمة العليا للبطولة... وعندئذ صرح احمد الفهد لنا في جريدة «الانباء» التي كنت اعمل بها وقتها تصريحا مثيرا نشر في 3 مارس 1990 قال فيه «ان هذه الدورة من اسخن الدورات الخليجية، ويحز في النفس عدم ظهور قيادات رياضية جديدة في (خليجي 10) تخلف الثلاثي الشيخ فهد الاحمد والشيخ عيسى بن راشد والامير فيصل بن فهد رغم ان الفرصة متاحة لظهور قياديين جدد».
واستطرد قائلا في ختام حديثه «اتمنى ان تستمر دورات الخليج في تحقيق اهدافها واعتقد ان ذلك لا يتم إلا عن طريق ظهور قياديين جدد... وعدم السماح للاعبين بالادلاء بتصريحات اعلامية امر طبيعي لعدم الدخول في مهاترات بين اللاعبين».
وكان هذا الظهور اللافت للشيخ احمد الفهد في (خليجي 10) محطة مهمة جدا وكأنه كان على موعد مع القدر الذي ساقه بعد اشهر قليلة إلى قيادة الحركة الرياضية خلفا لوالده اثر وقوع كارثة الغزو الصدامي الغاشم.
ففي صبيحة 2 اغسطس 1990 استشهد الشيخ فهد الاحمد برصاص الغدر من المحتل الغاشم واستشهدت هذه الشخصية الفذة بعد ان قاد الحركة الرياضية في الكويت وآسيا والعالم، فقد افنى الشهيد فهد الاحمد عمره وماله من اجل الحركة الرياضية املا في تحقيق الطموحات للكويت والخليج والامتين العربية والاسلامية، وكان رحمه الله يملك (كاريزما) مبهرة وعقلا مستنيرا ورؤية مستقبلية وحيوية وذكاء وكلها عناصر اهلته لاعتلاء الكثير من المناصب العليا على مختلف الصعد والمستويات يصعب حصرها في هذا المقام اهمها عضو اللجنة الاولمبية الدولية ورئيس المجلس الاولمبي الآسيوي (ومؤسس له) كما نال الرئاسة الفخرية لاكثر من 15 ناديا وهيئة رياضية واسس عددا من الاتحادات القارية وترأسها وتم منحه الكثير من الاوسمة من هيئات عالمية، وفضلا عن ذلك اشير إلى موقف الشيخ فهد الاحمد الذي أكد استقلال الحركة الرياضية عندما قرر المشاركة في اولمبياد موسكو رغم المقاطعة الرسمية والحكومية احتجاجا على الغزو الروسي لافغانستان.
وكان على خطأ من اعتقد ان كل هذه المناصب والاوسمة والمواقف ماتت باستشهاد الشهيد (ولدينا في مصر مثل يقول لا مات من خلف) فقد نجح الشيخ احمد الفهد خلال سنوات قليلة باسترداد كل هذه المناصب تباعا، كيف لا وقد خرج من عباءة الشيخ فهد الاحمد، فمنذ اللحظة الاولى للاحتلال بدأ الفهد العمل ونجح في لملمة الرياضيين الكويتيين وشاركت الكويت تحت قيادته وهي تخضع لبراثن الاحتلال في دورة الالعاب الاولمبية 1990 في بكين ليثبت للعالم اجمع ان الكويت موجودة وباقية وعائدة وكان لهذا العمل الجبار عميق الاثر في نفوس الكويتيين وكل من أيد الحق والعدل.
ونجح الشيخ احمد الفهد بعد التحرير في قيادة اللجنة الاولمبية الكويتية واسترد رئاسة المجلس الاولمبي الآسيوي رغم المعوقات التي صادفته في هذا المجال وابرزها شرط السن حيث فاز احمد الفهد برئاسة المجلس الاولمبي الآسيوي دون ان يبلغ السن القانونية المنصوص عليها في النظام الاساسي للمجلس ونجح في تعديله واقناع اركان القيادة الرياضية الآسيوية بأحقيته بهذا المنصب وقد كان.
وتوالت المحطات التي مر بها الشيخ احمد الفهد واستعاد عضويته في اللجنة الاولمبية الدولية التي كان يتمتع بها والده الشهيد. ومحليا نال ثقة القيادة السياسية في الكويت وتم تعيينه مديرا عاما ورئيسا لمجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة وتوطدت الثقة بتعيينه وزيرا للاعلام وهكذا حتى اصبح الآن نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير دولة لشؤون التنمية وزير دولة لشؤون الاسكان، وخلال الثلاثين عاما الماضية صنع احمد الفهد تاريخا.
واعود لمقدمة مقالي ان التاريخ يجب ان يتدخل لحسم الموقف وانهاء الازمة والتاريخ هنا هو الشيخ احمد الفهد والشيخ احمد الفهد تاريخ... وهذا هو أنسب وقت للتدخل.