الزواج المبكر وعدم تحمّل المسؤولية والخيانة وراء ارتفاع نسبة الطلاق
أبغض الحلال... يهتك ستار الزوجية
1 يناير 1970
04:57 م
| تحقيق وتصوير حازم الصالح |
يدق ناقوس الخطر في عمق العلاقة بين الزوجين، فتزداد نسبة حالات الطلاق، وخلال السنوات الخمس الاخيرة سجلت الاحصاءات ارتفاع معدلات الطلاق بشكل اثار استغراب الاختصاصيين في علم الاجتماع.
«الراي» فتحت الملف واقتربت من المكتوين بنار أبغض الحلال وهنا التفاصيل:
محمد الزامل يقول: «ان من اسباب ارتفاع نسبة الطلاق بالمجتمع الكويتي تعود لعدة اسباب اهمها فارق السن بين الزوجين، بالاضافة الى المشاكل الجنسية كالعقم لأحد الزوجين، خصوصا ان هناك العديد من الدراسات العربية والاجنبية التي تشير الى ارتفاع حالات العقم والضعف الجنسي بمجتمعاتنا العربية».
ويضيف الزامل: «ان الزواج المبكر وعدم تحمل المسؤولية الزوجية او عدم القدرة على تحملها من الاسباب التي أدت الى ارتفاع حالات الطلاق وكذلك رغبة الزوج بالارتباط بزوجة موظفة ما يسبب عدم تواجد الزوجين في مكان السكن».
ويؤكد: «ان بعض القنوات الفضائية لعبت دورا في زيادة حالات الطلاق او غرس مفاهيم خاطئة في اذهان افراد المجتمع تشجعهم على الطلاق والتفكك الاسري فهناك الكثير من المسلسلات الخليجية والكويتية ساهمت الى حد كبير في تعزيز مفهوم الطلاق بالمجتمع الكويتي من خلال عرض الخيانات الزوجية او بعض العادات السلبية التي يمارسها الزوج او الزوجة ما كان له الاثر الكبير في تعزيز هذه الثقافة وأقصد بها ثقافة الطلاق التي اصبحت موضة في هذه الايام».
من جهتها، تقول نور الهدى: «ان اسباب الطلاق كثيرة ولكن اهمها برأيي اصرار كل شخص على قراره وعدم الاعتراف بحق الآخر بالتعبير عن رأيه ويصران على كبريائهما مما تفشل معه الحياة الزوجية».
من جانبه، يقول يوسف الخضر: «ان الخيانة الزوجية من اهم الاسباب التي ساعدت على ارتفاع الطلاق بمجتمعنا الكويتي وهناك الكثير من حالات الطلاق التي سمعنا عنها وقرأناها بالصحف اليومية عن حالات الخيانة الزوجية التي وصلت في بعضها الى القتل وبعضها الى المحاكم ومن ثم الطلاق».
ويضيف الخضر: «ان الزواج المبكر وعدم القدرة على التواصل بين الزوجين لقلة الخبرة بالحياة والتجارب كانت سببا مباشرا للطلاق والمشاكل المالية وكثرة طلبات الزوجة التي لا تحترم امكانات زوجها المادية اسبابا لارتفاع حالات الطلاق».
ويشدد الخضر «على ضرورة تضافر جهود كافة الجهات المعنية بتوعية الشباب والشابات المقبلين على الزواج بالحكمة والتعاون فيما بينهما لتستمر الحياة الزوجية بعيدا عن المنغصات اليومية والتحلي بالصبر من كلا الطرفين وعدم اللجوء الى الاصدقاء وإفشاء اسرار حياتهم الزوجية فالكثير من الشباب يحسدون الاسرة السعيدة المستقرة في حياتها».
من جهته، يفيد خالد القلاف «تصنّع الزوجين خلال فترة الخطوبة او خلال فترة التحضير للزواج وفي بداية الزواج يكون الزوج والزوجة في أبهى صورهما وكل واحد فيهما يحاول قدر المستطاع ابراز افضل ما لديه من تصرفات واخلاقيات ولكن مع مرور الوقت يكتشف كل من الزوجين الواقع المر الذي يعيشانه بعدما ينكشف قناع التصنع ويبدأ كل من الزوجين في اظهار مساوئ الآخر ما يكون له وقع الصدمة لكلا الطرفين».
ويقول: «ان تدخل الاهل في حياة الزوجين في كل شاردة وواردة كفيل بإنهاء العلاقة الزوجية والمفروض من الزوجين عدم اللجوء لأي شخص كان الا اذا كان من الاشخاص الحكماء الذين يساعدون على استمرار الحياة الزوجية لا الوصول الى نقطة اللانهاية وهو الطلاق».
ويبين القلاف: «ان التجارب السابقة لأحد الطرفين او كلاهما تسبب نوعا من الغيرة وقد تصل الى حد الشك ما ينشب عنها الخلافات الزوجية واليومية ما يؤدي الى استحالة العشرة بين الزوجين فالشك برأيي الشخصي الموت البطيء للحياة الزوجية».
ويطالب القلاف «جمعيات النفع العام والجهات المعنية بإقامة دورات وورش عمل توعوية للشباب والشابات المقبلين على الزواج توضح فيها مسؤولية الزوجين وان الحياة الزوجية سكينة واستقرار والبعد عن الخلافات والترفع عن صغائر الامور والنظر الى تكوين حياة زوجية مستقرة».
من جهته، يفيد قيصر الخنفر «ان ضعف الوازع الديني للزوجين برأيي من الاسباب الحقيقية لارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعنا الكويتي حيث ان الدين الاسلامي وضع لنا كافة الحقوق والواجبات على الزوجين وأجملها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع من خلال دستور اسلامي بعيدا عن الغلو والتطرف».
ويناشد الخنفر «رجال الدين والخطباء بإلقاء الدروس التي تحث على حفظ الحياة الزوجية وتحمل المسؤولية بين الزوجين والبعد عن المشاكل الزوجية والنظر الى مستقبل الأسرة خصوصا اذا كان لديهما اطفال حتى لا يتسببا بضياع الاطفال ويدفعوا ضريبة انفصال الوالدين فالحياة الزوجية ارقى علاقة على وجه الكون إذ لا توجد علاقة بين شخصين ارقى من العلاقة الزوجية التي يفضي فيها كل شخص للآخر وعليه لا بد من تقديس الحياة الزوجية والعمل على استقرارها ليستقر معها المجتمع في كل جوانب الحياة».
من جانبه، يفيد محمد العنيزي «ان بعض العادات والتقاليد في مجتمعنا الكويتي تساعد على ارتفاع نسبة الطلاق مثال على ذلك لا بد ان تزوج البنت لابن عمها مهما كانت عيوبه او عيوبها فهذا امر مخالف لشرع الله ولم ينزل في كتابه عز وجل وفي سنة نبيه».
ويبين ان هناك بعض الحالات يتزوج الشخص في سن مبكرة للحصول على قرض الزواج من الدولة والامتيازات الاخرى التي يحصل عليه المواطن المتزوج من سكن وعلاوة اجتماعية على الرغم من ان الزوجة في بيت اهلها ولم يدخل بها وبعد سنوات يطلقها دون اي اسباب تذكر ولا يوجد عيب في البنت ولكن العادات والتقاليد والاكثر من ذلك يرفض الزوج ان يتزوج طليقته احد آخر لأنه يعتبرها اهانة بحقه».
ويناشد العنيزي «وسائل الاعلام المختلفة بالعمل على توعية افراد المجتمع بأهمية الاستقرار الاسري بين الزوجين وعدم اللجوء للمحاكم على أتفه الاسباب خصوصا ان هناك بعضا من وسائل الاعلام لعبت دورا سلبيا في غرس بعض القيم والمفاهيم الخاطئة عن الحياة الزوجية وساهمت الى حد كبير في زيادة ارتفاع حالات الطلاق بالمجتمع الكويتي فهناك العديد من المسلسلات التي تحاول بث سمومها في نفوس الابناء والبنات وحتى الازواج الكبار بالسن فالطلاق لا يعرف سنا محددة لذلك من واجب وسائل الاعلام دعم القضايا التي تساعد على استقرار الأسرة الكويتية والبعد عن بث البرامج التي تساهم في التفكك الاسري في المجتمع الكويتي».
من جهتها، تبين زينب محمد: «ان سبب ارتفاع نسبة الطلاق تعود الى زواج الصالونات حيث يتزوج الطرفان بناء على رغبة الأهل بينما لا يعلم كل من الزوجين عن شخصية الآخر مما تنشأ المشاكل بعد فترة من الزواج فيكتشفوا بعد ذلك عدم التوافق فيحدث الطلاق ويقع كل من الزوجين ضحية لقرار أسرتهما».
من جانبها، تقول عهود خالد ان من اسباب ارتفاع نسبة الطلاق من وجهة نظري عدم التفاهم بين الزوجين وضعف عملية التواصل في ما بينهما سبب رئيس في فتور العلاقة الزوجية بالاضافة الى موضوع الزواج المبكر وعدم قدرة الزوجين التأقلم مع الحياة الجديدة لقلة الخبرة في الحياة وتدخل الأهل في حياة الزوجين من الاسباب التي تؤدي الى استحالة العشرة بين الزوجين. وتبين خالد ان من الاسباب الأخرى عدم وجود الاحترام بين الزوجين وافشاء الأسرار الزوجية بين الاهل والاصدقاء ما يكون له الاثر السلبي في نفسية الزوجين او أحدهما.
وتشدد على دور الأهل في تقريب وجهات نظر الزوجين وليس العكس كما نراه اليوم من ان الأهل هم من يقومون بتدمير حياة أبنائهم الزوجية لذلك لابد من توعية الأهل قبل توعية الابناء بتقديس الحياة الزوجية والعمل على بناء الاسرة المستقرة.
وتضيف ان التوعية ليست قاصرة فقط على الاهل وانما لابد ان تمتد الى كافة الجهات المعنية بأفراد المجتمع والاسرة على وجه الخصوص وعلى وسائل الاعلام المختلفة دور مهم في توعية الشباب والشابات المقبلين على الزواج لكي تتكاتف الجهود من أجل استقرار الاسرة الكويتية.
وتضيف ان كثرة انجاب الأبناء «يطفش الرجل» على حد تعبيرها بسبب زيادة المسؤوليات عليه وعدم وجود الراحة في البيت.
من جانبه، يقول سلطان الشمري ان آفة الحسد بين الناس اصبحت المسيطرة على عقول الناس اضافة الى الغيرة بين الزوجات وبعض الازواج وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من آفة الحسد لأنها تنخر في جسد افراد المجتمع وليس الاسرة فقط.
ويضيف ان من اسباب ارتفاع نسبة الطلاق من وجهة نظري الغيرة التي وصلت الى حد الحسد بين الازواج وعلى أهل العلم التنبيه من مخاطر الحسد بين الناس خاصة وان هناك الكثير من الحالات الزوجية تطلقوا بسبب الغيرة التي وصلت الى حد الحسد.
ويفيد الشمري ان هناك بعض الازواج غير المبالين بالحياة الزوجية وليس لديهم القدرة على تحملها ولا يعرفون معنى الحياة الزوجية وليس لديهم ادنى اهتمام بالزوجة وكأنها قطعة أثاث بالمنزل ليس أكثر، مبيناً ان عدم الاهتمام بالزوجة من جانب الرجل يشعرها بالاحباط والغيرة من قريناتها من الزوجات الأخريات وبالتالي يؤدي الى فتور العلاقة الزوجية يوماً بعد يوم حتى يصل الأمر الى الطلاق.
ويبين: «ان معظم الاشخاص يضعون اللوم على الزوجات في حال طلبت الطلاق وان الزوجة هي المقصرة بحق الزوج والعيب فيها ويجب عليها أن تصبر من أجل ابنائها وهذا كلام برأيي غير منطقي لأن المرأة روح واحساس ومشاعر وعلى الزوج مراعاة هذا الجانب فيها خاصة وان المرأة تغلب عليها العاطفة أكثر من العقل ومن هذا المنطلق لابد من الاهتمام بهذا الجانب قبل أن نضع اللوم على الزوجات».
ويؤكد الشمري: «على أهمية احترام الزوج لزوجته وتقديس الحياة الزوجية وعدم الانجراف وراء أصحاب السوء فالرسول صلى الله عليه وسلم قال «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» ومن منطلق حديث الرسول الكريم علينا أن نعمل وفقاً لسنة المصطفى وهديه ونبتعد عن الخلافات التي لا تغني من جوع بل بالعكس تزيد من فهوة الخلافات الاسرية».
من جهتها، تقول دعاء عكرمة: «إن نسبة الطلاق ترتفع في كافة المجتمعات العربية وليس فقط بالكويت والسبب يعود الى عدم تقدير الكثير من الازواج لزوجاتهم واتباعهم لبعض العادات والتقاليد التي لا تحترم أحقية المرأة في الحياة الزوجية».
دانية محمد تقول: «ان الطلاق يحدث بسبب عدم قدرة أحد الزوجين على تحمل مسؤولية الزواج وكل واحد يعتمد على الآخر اعتماداً كلياً ما يؤدي إلى شعور أحد الطرفين بالضغط الزائد والمسؤولية الكبيرة والثقيلة على كاهله فيكون الحل الوحيد للتخلص من هذه المسؤولية هو الطلاق والهرب من تحمل المسؤولية».
من جانبها، تفيد ندى فرحات: «ان من اسباب الطلاق برأيي هو سبب الزواج التقليدي والذي يتم دون معرفة الزوجين لطبائع بعضهما ما يفقد التواصل في ما بينهما وفقدان التفاهم».
من جهتها، تقول مدير ادارة الاستشارات الاسرية ومركز اصلاح ذات البين منى الصقر: «ان دور المرأة طغى وقوي، بعدما سحب بعض الرجال أنفسهم من مسؤولياتهم، في الوقت الذي قفزت فيه المرأة من دائرتها الى دائرة الرجل، مشيرة الى ان هذا الوضع خطأ ساهم فيه الطرفان، الأمر الذي يجعل تخلي اي من الطرفين عن الآخر موضوعاً سهلاً وبسيطاً».
وتبين الصقر، ان النسب التي تبينها بعض وسائل الإعلام عن الطلاق غير صحيحة، وان احتسابها يجب أن يكون مبنياً على معدل الطلاق، معتبرة انها ليست ظاهرة، بل هي حالات ساهم فيها سوء الاختيار، وعدم تحمل المسؤولية، وعدم النضج الكافي لدى الطرفين والتربية من الصغر، بالاضافة الى تدخل الأهل.
وتدعو الصقر الى تضافر الجهود لحل هذه المشكلة، مبينة ان الدور الأكبر يقع على وزارة التربية، والتي تناسب دورها التربوي، وركزت على دورها التعليمي.
وأردفت ان الحرمان هو أفضل المدارس التي يجب دخولها خصوصاً في ظل توافر جميع متطلبات الحياة في مجتمعنا، وتعود الكويتي ان يكون مدللاً، الأمر الذي جعله لا يستطيع مواجهة أبسط المشكلات وتضخيمها.
وتشير الصقر الى نجاح ادارة الاستشارات الاسرية ومركز اصلاح ذات البين في اصلاح العديد من الخلافات بين الزوجين حسب الاحصائية المرفقة.< p>