في ختام فعاليات «أمسيات تراثية» التي تُنظّمها أكاديمية لوياك للفنون الأدائية «لابا» بالتعاون مع «حديقة الشهيد»، أحيا الفنان الشعبي سلمان العماري، مساء أول من أمس، برفقة فرقة «وناسة» الحضرمية، حفلاً غنائياً ذا طابع مميز حضره جمهور غفير فاق عدده 1500 شخص، كان متلهفاً لمثل هذه الأجواء.
وعلى مدى ساعتين، قدّم العماري أجمل الأغاني ذات الطرب والشجن، متلوّناً في البحور الغنائية مثل فن السنكني، والحدادي الحساوي والسامري وفن الصوت والحضرمي والعدنيات وغيرها العديد، فكانت فعلاً ليلة فنية تراثية كويتية بطابعها وجمهورها وكل ما فيها. ورغم برودة الطقس، إلّا أن الجميع بدا سعيداً وهو يصفق بحرارة ويُغني مردداً كلمات الأغاني.
ما إن دقت الساعة الثامنة، حتى اعتلى العماري خشبة المسرح محتضناً عوده، ومستهلاً افتتاح الأمسية بأغنية «حس الضنا» التي تعود للفن الحضرمي، ومنها أبحر ليدفئ الأجواء بمجموعة متنوعة من الأغاني.
بعدها، أتاح الفرصة أمام الفنان العماني محمد بالرعود الذي انتقى أغنية «كلمة ولو جبر خاطر» من التراث اليمني فنالت استحسان الجمهور، ومنه عاد العماري لجمهوره مع صوته الساحر وإحساسه الطاغي مطلقاً العنان لنفسه كي يروي ظمأ الحضور المتعطّش لهذا الفن الجميل، فقدم لهم روائع من الفن الكويتي وكذلك اليمني على حد سواء، منها أغنية «ظبي اليمن» وأخرى للراحل أبوبكر سالم بعنوان «غيار»، وأتبعها بأغنية «على مسيري» التي سبق وقدمها العديد من الفنانين أبرزهم أحمد فتحي، إلى جانب «ما تبت منه» و«ألا يودان يا طير سلم لي» و«منى خاطري»، «يا منيتي» من التراث اليمني وأغنيتي «قال الفتى قلبي» و«خلي قد هجرني».
ومن المستحيل أن تمرّ أمسية يُحييها العماري من دون أن يتغني بأغنية «السمر والبيض» التي تحظى بشعبية كبيرة، فكانت مسك الختام، والتي كغيرها مما قدّم من أغانٍ حظيت بالتفاعل الكبير والتصفيق الحار.
وعلى هامش الحفل، صرّح العماري بالقول: ««سعيد جداً بلقائي الجمهور بعد هذا الغياب، فهو مَنْ يُحفّزني على الغناء، ومَنْ يلهمني لاختيار الأغاني.
وبالنسبة إليّ، التراث هو أساس الغناء والفن، وهو ثقافة المجتمع.
واليوم لم يبقَ من هذه الثقافة ومن الماضي سوى الغناء، بما يمثّله من ذاكرة الماضي، وحبّذا لو يتمّ الاهتمام بالتراث لما يحمله من دلالاتٍ ومعانٍ، تعلّمنا الصبر والالتزام والتعاون».