اعتبر أن الغزو الروسي «حرب إرهابية» قتلاها المدنيون أكبر من العسكريين

السفير الأوكراني: تقييم عالٍ لمواقف الكويت

17 مارس 2022 10:00 م

- لو انفجر مفاعل زابوريجا لغطى الغبار المشع أوروبا
- مسؤولية أخلاقية على الشركات وقف عملياتها مع روسيا
- العقوبات غير المسبوقة تعزل الاقتصاد الروسي
- نريد ضمانات أمن حقيقية... ونحن شعب قوي وبلد لا يُقسم

أبدى السفير الأوكراني لدى الكويت الدكتور أولكسندر بالانتوسا، تقييماً عالياً لموقف الكويت السياسي من «العدوان الروسي» على بلاده، مثمناً جهود القيادة الكويتية الحكيمة، ومعرباً عن جزيل الشكر للشعب الكويتي على الدعم والمساعدة غير المسبوقة، وكذلك الوقوف الى جانب أوكرانيا في هذه الأوقات المتوترة.

وأشاد السفير بالانتوسا، في حوار مع «الراي» أجراه الكاتب، المستشار القانوني، الزميل حسين الراوي، بموقف الكويت تجاه التأكيد على احترام سيادة واستقلال اوكرانيا، ورفض استخدام القوة في العلاقات بين الدول.

وقال «التقيت يوم 24 فبراير وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، الذي أكد دعمه الكامل للجهود الدولية كافة الهادفة إلى وقف التصعيد، وتسوية الخلافات الدولية بالطرق السلمية».

كما أثنى على دعم الكويت الصديقة لأوكرانيا على مستوى المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

ونوه بالموقف الانساني للكويت من خلال تبرعها بمليوني دولار، كمساعدات إنسانية لأوكرانيا، عن طريق الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وإرسال جمعية الهلال الأحمر طائرة الإغاثة حاملة 33.5 طن من المواد الطبية والغذائية، عبر الصليب الأحمر البولندي لإيصالها للمواطنين الاوكرانيين، الذين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة من جراء الحرب والازمة الحالية.

وقال إن جهود الجمعية ملموسة وواضحة في مساعدة الشعوب المنكوبة، وإقامة المشاريع الانسانية ومد يد العون لشعوب العالم على اختلاف مشاربهم.

أشاد السفير بالانتوسا باستخدام المصطلحات السليمة لوصف كل ما يحدث حالياً.

وقال «إنها حرب وطنية، الحرب ضد عدو عنيد جداً لا يكترث بآلاف القتلى من جنوده الذين لا يدركون الى أين أرسلتهم القيادة العسكرية الروسية، روسيا تجمع الآن جنود الاحتياط والمجندين من جميع أنحاء روسيا، للزج بهم في أتون هذه الحرب، وتطلق المئات من الصواريخ على مواقع عسكرية ومدن أوكرانية وتقوم بهجمات بالطيران والدبابات والمدفعية، وترسل مجموعات التخريب والاستطلاع، لمهاجمة البنية التحتية المدنية الاوكرانية».

واعتبر أن الغزو الروسي هو «حرب إرهابية»، لأن عدد المدنيين الذين قتلتهم القوات الروسية أكثر من عدد العسكريين، من جميع هيئات القطاع الدفاعي الأوكراني.

انتهاكات جسيمة

وقال إن العدوان المسلح الروسي على أوكرانيا يترافق مع انتهاكات جسيمة لقواعد ومبادئ القانون الدولي (بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وقانون البحار وغيرهما)، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان يرتكبها الجيش الروسي.

وذكر أن من بين تلك الانتهاكات: قتل وجرح آلاف المدنيين، اختطاف رجال السياسة، الهجوم على المواقع النووية، ضربات مدفعية على ممرات انسانية وسيارات الاسعاف الخ.

كارثة نووية

ولفت إلى أن «العالم في 4 مارس كان على شفا كارثة نووية، عندما احتل الارهابيون الروس محطة الطاقة النووية في مدينة زابوريجا، ولو انفجر المفاعل هناك، لغطى الغبار المشع أوروبا بأكملها ولكان أسوأ من تشيرنوبيل بـ10 مرات».

جرائم الحرب

وأشار إلى أن «الأجهزة الأوكرانية تقوم بتوثيق مئات الوقائع المرتبطة بجرائم الحرب، التي ارتكبها المحتلون الروس في الأراضي الأوكرانية، وسيتم تحميل مرتكبي الجرائم أقصى قدر من المسؤولية.

سيضيف الجانب الأوكراني كل حقائق التدمير في أراضي أوكرانيا إلى الدعاوى القضائية ضد روسيا في المحاكم الدولية.

وقد فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً في جرائم حرب من المحتمل أُرتكِبتْ في أوكرانيا، بناء على طلبات للقيام بذلك من عدد غير مسبوق من الدول الأعضاء في المحكمة».

اتجاه الحرب والحوار

وفي شأن تصوره السياسي لاتجاه الحرب الروسية على أوكرانيا، قال «نحن على أرضنا ولن نتنازل عنها، وليس فقط عن حياة وأمن المواطنين الاوكرانيين، ولكن أيضاً أمن مواطني أوروبا بأكملها ومستقبل النظام العالمي يعتمد على استجابتنا المشتركة. قوتنا في وحدتنا».

وطالب الشركات العالمية التي تتسم بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية بوقف عملياتها مع روسيا أو داخلها، من أجل منع تمويل أعمال العنف والقتل والجرائم ضد الإنسانية.

كما لفت إلى ضرورة إغلاق المجال الجوي الروسي بالكامل، بعد أن أغلقت بعض الدول مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، لكن لا يزال بإمكان الروس الطيران إلى العديد من البلدان.

وحول الحوار مع الجانب الروسي، قال «لدينا مطالب مبدئية: وقف إطلاق النار وانسحاب القوات المسلحة الروسية من الاراضي الأوكرانية الحرة، ودفع التعويضات على ما قام به الارهابيون الروس في أوكرانيا.

الحصول على ضمانات أمن جيدة.

نريد ضمانات ليستطيع الأوكرانيون أن يقولوا، إنه لأمر فعال حقاً وتلك هي الضمانات الحقيقية.

إننا شعب قوي وبلدنا لا يُقسم».

العالم المتحضر معنا

وحول مواقف أميركا والغرب وهل تعتبر خذلاناً لبلاده، قال السفير: «بالعكس، العالم المتحضر كله يقف حالياً الى جانب أوكرانيا. نحن ممتنون للقرارات التي اتخذها أصدقاؤنا وقاموا بالفعل بتزويدنا بالعديد من الأسلحة والمعدات العسكرية والذخيرة وفرضوا الحظر على الطائرات الروسية في المجال الجوي الخ».

ورأى في العقوبات غير المسبوقة أهمية خاصة «فهي تعزل الاقتصاد الروسي وتقوض بشدة قدرته المالية على مواصلة العدوان».

ستنتصر الحياة على الموت

أكد السفير الأوكراني أن «الحياة ستنتصر على الموت.

لكننا ما زلنا بحاجة إلى بعض الوقت.

لا تزال هناك حاجة للصبر والحكمة والطاقة والقدرة على إنجاز مهمتنا على أفضل وجه، حتى نتمكن من الفوز.

طالما نصمد ونناضل تزداد قوتنا، أما بالنسبة للعدو، فانه يخور».

الأمن الغذائي

أشار إلى أن لأوكرانيا دوراً مهماً في الأمن الغذائي العالمي، لذلك يُعتبر دعمها استراتيجية ناجحة، فهي إحدى الدول الضامنة للأمن الغذائي العالمي، وتساهم بـ 55 في المئة من زيت عباد الشمس في الصادرات العالمية.

البنية التحتية

اتهم السفير الأوكراني روسيا بتعمد «قصف البنية التحتية الزراعية مثل المخازن والمصانع والمعدات الزراعية.

وهذه الجرائم ستؤدي الى اختلال التوازن في السوق الزراعي العالمي. وسيشعر بالنتائج الثقيلة جميع سكان الشرق الأوسط وافريقيا وآسيا. لذا فإن الدفاع عن أوكرانيا سيحمي العالم من سوء التغذية والجوع».

نداء إلى سكان روسيا

خاطب السفير الأوكراني سكان روسيا قائلاً إنهم «أصبحوا أسرى لإرادات مريضة... إن مستقبل بلدكم في أيديكم. إنها ليست حربكم ولعلكم ما توقعتم مقتل أكثر من 13500 جندي روسي في أوكرانيا. انهم ازواجكم، ابناؤكم، اخوانكم.

سيزداد عدد الضحايا بالتأكيد، لأن أوكرانيا ستناضل لاستقلالها لآخر النفس. لأن النور لا بد أن ينتصر على الظلام».