لم يحفل تاريخ بطولات الكرة الكويتية بالكثير من الحالات التي يأتي فيها الحسم والتأثير في الفوز بأحد الألقاب عبر لاعبين بسن صغيرة وحديثي التجربة.ولا تشهد المباريات النهائية عدداً كبيراً من الحالات التي يستأثر فيها «شاب» أو «ناشئ» بالأضواء، وتعتبر أهداف عادل عباس على كاظمة في نهائي 1980 ومشعل الفودري على العربي في نسخة 1990 وبدر المطوع أمام السالمية في 2003 من العلامات المضيئة و«النادرة» في تاريخ كأس الأمير واللاعبين الثلاثة.
في نهائي كأس ولي العهد 2022 عادت «البصمة الشبابية» عبر اثنين من عائلة «العوضي».
من «رحم المعاناة» وُلد تألق الشابين حارس المرمى جاسم العوضي والمهاجم سلمان العوضي ومساهمتهما في الإنجاز الأبرز للنادي العربي هذا الموسم، أقلّه حتى الآن.
مر اللاعبان بأحوال غير عادية قبل المباراة النهائية مع «الكويت» كان يمكن أن تحطم عزيمتهما، فالحارس «جاسم» رزح في الأيام السابقة تحت ضغوط كبيرة بعدما وضعته الظروف في مركز الحارس الأساسي للعربي في مباريات صعبة بعد إصابة سليمان عبدالغفور صاحب الخبرة الطويلة والمستوى المميز.
ولعل ما زاد من صعوبة الأمر، عدم توفق جاسم في مباراة السالمية في الدوري وارتكابه خطأ تسبب في هدف الفوز السلماوي.
هذه الضغوط تضاعفت في النهائي الذي شارك فيه العوضي أساسياً بعدما تأكد عدم تعافي عبدالغفور، وزادت الأمور سوءًا عندما لم يحسن التصرف مع تسديدة أحمد الزنكي البعيدة والتي جاء منها هدف «الكويت» الأول.
ومع مضي الوقت نحو نهاية المباراة، كانت الضغوط تثقل كاهل الشاب الصغير، وفيما كان زميله المهاجم سليمان العوضي يجري تدريبات الإحماء تعرض «الأخضر» إلى ضربتين متتاليين، خروج المهاجم السوداني وليد الشعلة مطروداً بعد دقائق من دخوله بديلاً، واحتساب ركلة جزاء لـ«الكويت» بعدها مباشرة ومن سيسدد المتخصص المغربي المهدي برحمة.
كان على جاسم مسؤولية إبقاء العربي «على قيد الحياة» والمطلوب واضح... صد ركلة الجزاء وهو ما حدث بالفعل ليعود الأمل للعرباوية وفي إحداث «شيء ما» قبل صافرة النهاية رغم النقص العددي.
في هذه الأثناء، دخل سلمان العوضي بدلاً من زميله علي خلف.
كان سلمان عائداً من الإيقاف لمباراة واحدة انضباطياً بعد أحداث «العلم» في مباراة السالمية وتقدم والده بالاعتذار إلى إدارة «السماوي»، وقبل ذلك كان اللاعب يعاني نفسياً جراء عدم منحه فرصاً كافية للظهور مع الفريق في ظل تواجد الشعلة ومن قبل الثنائي السوري علاء الدالي ومارديك مارديكيان.
وعلى غرار «ابن العم» كان سلمان أمام مسؤولية من نوع آخر تتمثل في محاولة إدراك التعادل.
أثارت مشاركة سلمان العوضي التفاؤل في المدرجات الخضراء، ولم لا واللاعب نفسه يحمل سجلاً مبشراً في المباريات التي لعب فيها أمام «الأبيض» بإحرازه 3 أهداف رغم مشاركاته المحدودة أمامه.
لم يستغرق الأمر طويلاً بل لم يأخذ من سلمان سوى ثوانٍ معدودة لينجز المهمة، جاسم العوضي ينقذ مرمى العربي من هدف محقق إثر انفرادية من لاعب «الكويت»، الإسباني جاي ديمبلي وترتد الكرة في هجمة عكسية لليبي محمد صولة الذي عكسها لتجد سلمان يحولها برأسه رائعة في سقف المرمى في أول وأهم لمسة أثناء سير المباراة.
بعد التعادل، تبقّت «لمسة أخيرة» لسلمان كانت خلال تسديدته ركلة الترجيح الخامسة والحاسمة بنجاح معلناً فوز العربي في المباراة واستعادة اللقب الغالي والذي حققه «الأخضر» لآخر مرة قبل 7 أعوام أي عندما كان «الثنائي العوضي» في فريق البراعم بالنادي.