أضواء

الصهاينة وأزمة أوكرانيا

15 مارس 2022 10:00 م

يبدو أن جميع دول العالم تقف ضد غزو روسيا لأوكرانيا، إلاّ القلة القليلة التي دعمت الغزو أو آثرت الحياد مثل الكيان الصهيوني، وهو موقف شاذ إذا قورن بالموقف المتشدّد لولي نعمتها الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الذين سارعوا إلى فرض عقوبات اقتصادية خانقة على روسيا وعلى المنظومة المليارديرية المتنفذة التي تسيطر على الاقتصاد الروسي والمقربة من الرئيس بوتين.

من هؤلاء المتنفذين مجموعة يهودية صهيونية لم تتحمّل البقاء في روسيا تحت وطأة العقوبات، وبدأوا يتسللون إلى الكيان الصهيوني حيث يحملون جنسية المواطنة فيه مثل موشيه كنتور، ميخائيل فريدمان، أوليغ درباسكا، فيكتور فيكسلبرغ وعلى رأسهم الملياردير الشهير رومان أبراموفيتش الذي لم يعد يملك نادي (تشيلسي) الإنكليزي بعد إبعاده من قبل رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز من منصب مدير النادي وتجميد أصوله في بريطانيا.

يقابل هؤلاء الهاربون من المتنفذين الصهاينة الروس، اليهود الأوكرانيون الذين بدأوا يفرّون من الحرب إلى الكيان الصهيوني الذي رحب بهم تحت (قانون العودة) ولم يبد أي استعداد للدفاع عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي، الأمر الذي يدل على عدم ولائهم للدولة الأوكرانية التي ينتمون إليها، وقد صدق في ذلك رئيس حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن عندما شكك في ولاء اليهود البريطانيين لبريطانيا، وقد شنوا عليه حملة إعلامية اتهموه فيها بمعاداة السامية.

وهكذا النخب اليهودية تجدهم من كبار المتنفذين داخل الأنظمة الديكتاتورية أو الأنظمة الديموقراطية لا فرق بينهما طالما أنها تحقق مصالحهم، على أن وجهتهم النهائية هي الهروب إلى الكيان الصهيوني إذا ما شعروا بالخطر أو ملاحقتهم لأسباب تتعلّق بفضائح مالية وتزوير واستغلال النفوذ، كما حدث للحاخام البرتغالي دانييل ليتفاك الذي تم اعتقاله أخيراً من قبل السلطات البرتغالية أثناء محاولته الهروب إلى الكيان الصهيوني بتهمة تزوير أوراق منح الجنسية البرتغالية للملياردير رومان أبراموفيتش.

لم يبد الكيان الصهيوني أي تعاطف مع الشعب الأوكراني، رغم أن الرئيس الحالي لأوكرانيا زيلينسكي هو يهودي صهيوني وقف إلى جانب كيانهم في اعتدائه على غزة المحاصرة السنة الماضية، فيما يتجاوز عدد اليهود في أوكرانيا مئتي ألف (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) الحشر 14.

يبدو أن التغوّل الصهيوني العالمي تلاشى فيما يأخذ الصهاينة مأخذ الجد تفادي إثارة بوتين الذي يهدد بصواريخه كل من يقترب من الميدان الأوكراني.