الفنانون المشاركون أكدوا ضرورة تغيير المناهج وتطويرها لتقدير الفن

ملتقى «الشباب والتشكيل الكويتي»: الدعم غائب... والخطوط الحمراء تقتلنا

14 مارس 2022 10:00 م

- طالب الرفاعي: تشكيليون أعمالهم غائبة عن الحضور الجماهيري الملموس
- جواهر البدر: المناهج الدراسية سبب ضعف الذائقة الفنية لدى أفراد المجتمع
- بهبهاني: أغلب الفنانين لا يركزون على الأداء الفني بل على الغيرة في ما بينهم
- عبدال: نحن في خريطة ثقافية بُنيت على الخوف والتقاليد

في أمسية ثقافية غابت عنها السياسة التي طالما ملأت مجالس الكويت، وحضرت هموم الفنان الكويتي والعقبات التي تقف في طريقه حائلة دون وصوله إلى مبتغاه الفني، فتح الموسم الثقافي والفني في ديوان صالون الروائي طالب الرفاعي في منطقة السرة، أولى جلساته الثقافية، بحضور أساتذة من العاملين في تدريس الفن والعمارة، وعدد من الفنانين وأصحاب المعارض رفعوا فيه الشكوى من «دعم غائب فيما الخطوط الحمراء تقتلنا».

في البداية، أعطى الرفاعي، في الجلسة التي كانت بعنوان «الشباب والتشكيل الكويتي»، لمحة عن أهم النقاط الرئيسية الحاضرة على ساحة التشكيل المحلي.

فقال إن هناك غاليرهات تقدم وجوهاً جديدة، وتشكيليين يقدمون أعمالهم، ولكن مازلت هذه الوجوه وهذ الأعمال غائبة عن الحضور الجماهيري الملموس، كما في الإمارات، والبحرين، والسعودية، وعمان.

من جانبها، حملت الأكاديمية الدكتورة جواهر البدر، المناهج الدراسية سبب ضعف الذائقة الفنية لدى أفراد المجتمع، مشيرة إلى أن محيط الإنسان يفتقر إلى التلقائية والحرية فلن يكون هناك فن.

وأضافت أن «الفن جزء لا يتجزأ من محيط الشخص، ومتى أصيب هذا المحيط بعُقد أو مشاكل، فإن ذلك سوف ينعكس على ما يقدمه من فنون».

وأكدت أن الطفل يأتي ممتلئاً بالفن، وإذا بدأنا في التضييق عليه، ذلك سيؤدي إلى وأد عملية الإبداع الفني.

وشددت على ضرورة تغيير وتطور المناهج وتطويرها، وتقدير الفن، خاصة وأن «أجيالاً كثيرة من أبنائنا، لا يعرفون شيئاً عن الإرث الفني المحلي والعربي والعالمي».

ورأت الفنانة أميرة بهبهاني، أن مشكلة يعاني منها أغلب الفنانين، بعدم تركيزهم على الأداء الفني بشكل جيد، وفي المقابل يركزون على الغيرة فيما بينهم.

وأضافت أنها على سبيل المثال عندما ترى نماذج ناجحة تتمنى أن تصل لمستواها، وأن هذا ما يدفعها للبحث والدراسة والاجتهاد أكثر.

وأكدت أنها على أيامها في الدراسة تلقت دروس تعليم الحرف اليدوية، بينما مثل هذه الأمور تكاد تكون معدومة في الوقت الحالي، وإذا وجدت فإنها تفتقر إلى التطور والاجتهاد والبحث.

من جانبه، قال أستاذ كلية العمارة في جامعة الكويت الدكتور فريد عبدال «قمت بالتدريس في جامعة الكويت خلال العشر سنوات الماضية، واكتشفت أشياء كثيرة، وأن هناك مشكلة في منظورنا للتعليم، وعندما ندرّس مواد فيها إبداعات أو نظرية عمارة، أو فلسفة نظريات عمارة وتخطيط وفن، نرى أن هناك شكاوى في طرح أفكار إبداعية، فيحصل أن يتهمنا أساتذة مختلفون بطرح مواد بعيدة عن الأصول الاجتماعية، مواضيع تلامس الخطوط الحمراء مع أنها من ضمن المنهج».

وقال «بدأت أفهم أنه لا يوجد شيء يُسمى بالخارطة الثقافية، فنحن في خارطة ثقافية بُنيت على الخوف والتقاليد، وإلى اليوم هناك أناس يعتقدون أن تأسيس كلية فنون تشكيلية حقيقية هذا من المحرمات فالمجتمع يسير في الخوف».

ومن واقع نظرته وخبرته كمدير لدار الفنون، رأى مدير معرض فنية عيسى محمد، أن هناك مشكلة كبيرة مع التشكيليين الشباب في الكويت، ذلك أن البعض منهم لا يأخذ التشكيل بصورة جدية، ويعتبرها مجرد هواية، أما وضع الشباب أسعارا عالية لأعمالهم الفنية، لأنها لا تبنى على مقياس فني دقيق، أو الخبرة والتاريخ الفني للفنان.

وأوضح «لا يوجد دعم كافٍ للفنان، غير المعارض في الغاليريات، وهي لا تعد كافية لدعم الفنان فهي غير مدعومة من الحكومة».

وعن الدعم الحكومي أو الخاص المتمثل في المشروعات الصغيرة، قال الفنان حسين ديكسن، أنها لا تستطيع أن تؤسس الغاليريات ولا تشكل حاضنات، وشدد على ضرورة تنظيم الورش للأجيال القادمة حتى نشاهد ثمارها على مدار عشرات السنوات القادمة.

أما رئيس جمعية الكاركاتير الفنان محمد ثلاب، فتحدث عن جمعية الكاريكاتير، وقال إن هناك أعضاء من رواد الكاريكاتير، وهم جزء لا يتجزأ من فن الكاريكاتير في الكويت، ومنهم عبدالوهاب العوضي، وعبدالعزيز آرتي وغيرهم، وأوضح أن لديهم رأياً يختلف عن الفنون التشكيلية.

سعد الفرج: ضرورة نبد الخلافات

علّق الفنان سعد الفرج أنه ينقصنا النقد التشكيلي للأعمال على الصعيد المحلي، وأكّد ضرورة نبد الخلافات بين الفنانين وجمعية الفنون التشكيلية، وأن تشكيل جبهات متنافرة لا يخدم الفن التشكيلي.

ليلى العثمان: أعشق اللوحة

تحدثت الأديبة ليلى العثمان من منطلق رؤيتها كأديبة. وعبرت عن سعادتها لإثارة هذا الموضوع في الملتقى الثقافي، لأن الفن التشكيلي جزء من حركة المجتمع، وإنها تعشق اللوحة، وكثير من اللوحات أوحت لها بكتابة قصة.