أضواء

نويّر الكويت

8 مارس 2022 10:00 م

مع اقتراب الربيع تتفتح أزهار (النوير)، وتكسو الأرض ببساط أصفر يسرّ الناظرين نظراً للونها الأصفر الفاقع الذي يبعث في النفس البهجة، يدل على ذلك ما جاء في محكم التنزيل من سورة البقرة (صفراء فاقع لونها تسرّ الناظرين).

والعجيب أن أزهار النوير وهي حوليّة لا ترجع إلى أصل واحد من النبات بل إلى نباتات عدة (الزملوق والمرار والحنوة والحوذان والعضيد).

وتختلف في أشكالها ولكن يجمعها اللون الأصفر الفاقع الذي يلفت الانتباه.

وقد عانت صحراؤنا من تداعيات الاحتباس الحراري حيث زادت معدلات التصحّر مع تزايد قلة الأمطار في موسم المطر، وتأخرها عن بداية موسم الأمطار الذي يبدأ في منتصف شهر أكتوبر، وأدى ذلك إلى شبه اختفاء الكثير من الشجيرات البرية الدائمة مثل نبات (الرمث) ذي الرائحة الطيبة و(العرفج) و(العوسج) وغيرها.

يضاف إلى عامل الجفاف الرعي الجائر واقتلاعها من جذورها وتعرّضها لمرور المركبات عليها خلال فترة إقامة المخيمات.

ومع ذلك فإن نباتات النوير تكافح من أجل البقاء، فما تتلقف بذورها المنتشرة في كل مكان قطرات المطر حتى تشق الأرض وتنبت أعوادها وتتفتق زهورها لتعيد دورة حياتها من جديد، حتى انك تراها داخل المناطق السكنية في الساحات الترابية، وعلى جنبات الطرق وفي الشقوق وفي الحدائق ناهيك عن المناطق البرية.

لفتت نظري أزهار النوير التي تكسو الدوار المقابل لمسجد الراشد في منطقة العديلية، وقد أضفت جمالاً على الدوار وبثت فيه الروح بعد أن كان مواتاً طيلة الشهور الماضية. العجيب في الأمر أن الإنسان لم يتدّخل في زراعتها كما تكلّف في جلب و تثبيت شتلات أزهار (البتونيا) الحمراء التي تظهر على محيط الدّوار.

قد يستغرب المرء مما تقوم به هيئة الزراعة أو الجمعيات التعاونية من فرش سجاد أخضر على الدوارات، أو الجزر بين الشوارع، بحجة تزيينها مع أنها عبارة عن مسببات للتلوث لكونها مصنوعة من مواد بلاستيكية، كما أنها مادة عازلة تتسبب في حرمان بذور النباتات البرية مثل النويّر من الماء والهواء والشمس، ناهيك عن قبحها حينما تتمزق وتصبح كالرميم. فلو تركت تلك المساحات الترابية مكشوفة دون العبث بها فسوف تتكّفل بها الطبيعة وتحيلها إلى بساط أصفر من أزهار النوير تطل علينا مع إطلالة كل ربيع وتبعث في نفوسنا البهجة.

(...وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها...) سورة النمل60.