الغابات تغطي 40 في المئة من أراضيها

آكل النمل يُصطاد في ليبيريا وحراشفه تباع إلى آسيا

28 فبراير 2022 09:00 م

غباربولو (ليبيريا) - أ ف ب - ينتظر إيمانويل هبوط الليل في الأشهر التي لا تهطل فيها الأمطار (من مايو حتى أكتوبر) ليتوجه إلى صيد آكل النمل الحرشفي في شمال ليبيريا، حاملاً بندقية ذات فوهة واحدة وساطوراً، ويختار هذا التوقيت لأن الحيوان يخرج في الليل ليبحث عن النمل بين الأخشاب الميّتة.

ويوضح إيمانويل (58 عاماً) أن صيد هذا الحيوان ذي الجسم المغطّى بالحراشف أسهل في الظلام لأنّ ضوء مصباح الرأس الذي يثبته الصياد على جبينه ينعكس على عيني طريدته.

ويزرع الرجل الموز الفردوسي والفلفل في قرية تقع بمنطقة غباربولو التي تبعد خمس ساعات عن العاصمة مونروفيا، لكنّه يكسب الأموال عن طريق صيد القردة وآكل النمل الحرشفي بشكل خاص، ويقول إنّه يتمكّن من إرسال أطفاله العشرة إلى المدرسة بفضل ما يجنيه من الصيد.

وآكل النمل الحرشفي المهدد بالانقراض في العالم كلّه هو الحيوان الوحيد من الثدييات الذي تملأ الحراشف جسمه، ويحظى بتقدير في ليبيريا بسبب لحمه ذي الطعم السكري وحراشفه المرغوبة في آسيا حيث تُستخدم في الطب التقليدي.

وتعتبر ليبيريا إحدى الدول الأفريقية الأربع التي باتت مصدراً رئيسياً للحراشف منذ أن فقدت آسيا موقع الصدارة في هذا المجال بعد تناقص أعداد هذه الحيوانات فيها، نظراً إلى كونها من أكثر الحيوانات المعرضة للصيد غير المشروع في العالم.

ومع أن آكل النمل الحرشفي صُنف ضمن الأنواع المحمية في ليبيريا منذ عام 2016، لا يتردد إيمانويل وكثر آخرون في اصطياده في قراهم النائية الواقعة ضمن الغابة الاستوائية في شمال البلاد التي أجرت فيها وكالة فرانس برس تحقيقاً.

ويشكّل الصيد الجائر في هذه المنطقة وسيلة لكسب العيش بقدر ما هو أسلوب حياة.

ويقول إيمانويل:«نقتل الحيوان ونأكله ثم نبيع حراشفه».

حظرت معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض (Cites) عام 2016 التجارة الدولية لآكل النمل الحرشفي الذي أُدرج بعض أنواعه في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN).

لكنّ الحراشف الموجودة في أفريقيا وآسيا فقط، تستمر في تغذية تجارة عالمية واسعة.

ويرتفع الطلب كثيراً في الصين وفيتنام إذ يُعتقد في هاتين الدولتين أن للحراشف قدرة على علاج التهاب المفاصل والقرحة والأورام وآلام الدورة الشهرية، وهذه القدرات لم تُثبت علمياً حتى الآن.

وتفيد دراسة أجرتها منظمة «وايلدلايف دجاستيس كوميشن» بأنّ سعر الكيلوغرام الواحد من الحراشف كان يبلغ 355 دولاراً في الصين عام 2019، ويتجاوز 700 دولار في لاوس عام 2018.

وضبطت السلطات الجمركية في العالم كلّه أطناناً من الحراشف خلال السنوات الفائتة.

وتمثّل ليبيريا مكاناً خصباً للتجار، إذ تغطي الغابات 40 في المئة من أراضيها تدار بطريقة ضعيفة.

ولم تُبع الحراشف بكميات كبيرة خلال العام الماضي، ويعود السبب في ذلك إلى الجائحة.

وحظرت بكين عام 2020 الاتجار بالحيوانات البرية وأكلها وأزالت من القائمة الرسمية للأدوية المكوّنات التي تُصنّع من آكل النمل الحرشفي.

أما هونغ كونغ، وهي تمثّل مركزاً للتجارة العالمية للحيوانات المهددة بالانقراض، فجعلت الاتجار بالحياة البرية في أغسطس الفائت جريمة منظمة.

وتشير مصادر مطلعة على الأسعار إلى أنّ كيساً صغيراً يحوي عدداً من حراشف هذه الحيوانات يدرّ بضعة دولارات أميركية.

ونظراً إلى مستوى المعيشة المحلي، إذ أن 44 في المئة من السكان يعيشون بأقل من 1.9 دولار يومياً بحسب البنك الدولي، تمكّن مداخيل الحراشف بائعيها من شراء السلع الأساسية كالصابون.

وحتى عندما تضعف تجارة الحراشف، يصطاد القرويون آكل النمل الحرشفي ليأكلوا لحمه.

ومنذ أن أصبح آكل النمل الحرشفي محمياً في ليبيريا، يُعاقب على صيده والاتجار به بغرامة قدرها خمسة آلاف دولار وبالسجن لمدة قد تصل إلى ستة أشهر.