لمنور تغني «تبّسم» بإحساس، وعبدالواحد حلّق بالجمهور «فوق القمة»..
ففي ثالث «حفلات فبراير» التي يحتضنها مركز الشيخ جابر الثقافي، ضمن فعاليات «موسم ربيع الكويت»، نجح كل من الفنان اليمني فؤاد عبدالواحد والفنانة المغربية أسماء لمنور في إحياء حفل مبهج، بكل ما للكلمة من معان.
البداية، كانت مع الفنان عبدالواحد، الذي قدم في مستهل وصلته أغنية مهداة لـ «وطن النهار» عنوانها «يا كويت»، وتقول كلماتها: «يا كويت يا كويت... هي كريمة في عطاها... هي حنينة من عمرها»
ثم أطرب الجمهور بأغنية «لوّك هنا»، من كلمات الشاعر «حروف» وألحان «المحب»، ومن كلماتها: «لوّك هنا كان السما تمطر هنا... و تنبت أراضي جنى وأقطف من أجملها المنى». بعدها تغنى بأغنية «تعلّم ما تعيش إلا على القمة... وخلك فوق»، حيث لاقت تفاعلاً وانسجاماً كبيرين من قِبل الجمهور الذي لم يكف عن التصفيق وبحماسة شديدة.
في حين حلّق عبدالواحد بالجمهور الكويتي على أجنحة الرومانسية عندما شدا بأغنية «ليت العمر لو كان مليون مرة»، التي تحمل في ثناياها كماً من العاطفة، أتبعها بأغنية «غيار» للفنان الراحل أبو بكر سالم، حيث أجادها بكل اقتدار، وأشعل جذوة الحماسة في نفوس الحاضرين.
بعدها خاطب الجمهور قائلاً: «راح أقدم لكم أغنية غالية عليّ، من كلمات تركي بن عبدالرحمن ومن ألحان الفنان عبدالمجيد عبدالله» وكانت الأغنية بعنوان «لو محبوب روحك بالغدر خانك»، تلتها أغنية «اصحى» وهي من كلمات تركي بن عبدالرحمن أيضاً، ويقول مطلعها: «باعك وخلاك تبكي من حنينك».
ومع العزف المنفرد لآلة «القانون» غنّى «غدار الليل والرحلة طويلة... والحمولة على راسي ثقيلة» إحدى روائع أبو بكر سالم، ثم أغنية «أثق فيك»، فأغنية «أتخيلك» للشاعرة جنان وألحان العنود.
وهنا انطلقت أنّات «الناي» الحزينة، ليلهج صوت عبدالواحد بأغنية «خنجر يماني» التي كان قد تغنى بها على طريقة الـ «دويتو» مع «أبو أصيل» قبل رحيله.
ولم يَفُت الفنان اليمني أن يقدم موالاً بالفصحى، «ولما تلاقينا على سفح رامك» مستعرضاً من خلاله طبقات صوته الجهوري، أتبعه بأغنية «على مسيري»، قبل أن «يوّلع الجو» بأغنية «صار الليل يا قمرنا».
بعد استراحة قصيرة، أطلت الفنانة المغربية أسماء لمنور بكامل أناقتها لتشدو أولاً بأغنية «كل ما لمحتك» ذات اللحن «النقازي» من توقيع الملحن سهم، ومن كلمات الشاعر سعود بن محمد، لتعبّر بعدها عن شوقها للجمهور الكويتي بقولها:«وحشتوني بزاف»، ثم أبدعت بغناء «كل يوم» إحدى أغانيها الخليجية، التي لاقت أصداء واسعة النطاق عند طرحها قبل 3 سنوات، كما نجحت في إشعال المدرجات بأغنية «ويل اللي عشق له شمس»، إلى حد تحوّل الجمهور إلى «كورال».
أيضاً، نجحت لمنور في اختيارها لموال «شفت سهيت والأرض دارت بيا» بالإضافة إلى الأغنية المغربية الشهيرة «شكون اللي قال»، التي أنعشت الذكريات ولامست الوجدان. لتعود ثانية إلى اللون الخليجي بأغنية «أدري إنه ما يدري... إنه أغلى من عمري» من كلمات مشعل الذاير وألحان نايف ناصر، حيث تألقت في تأديتها على وقع «الصفقة الكويتية»، إلى جانب مشاركة الجمهور في الغناء، قبل أن تلهب المسرح بأغنية «تبسّم لا يهمك»، ومن بعدها قدمت «على الأرجح» التي قدمتها بإحساس مرهف للغاية، ومن كلماتها «على الأرجح أنا متعشمة إني لك... فبالتالي إذا أمكن أبيك تشوفك بعيني... ياخي تجنن».
ولم تنته وصلة الإبداع عند ذلك الحد، بل تفننت لمنور في أغنية «خطوة أشواقي»، فأغنية «دور بيها يالشمالي» فضلاً عن بعض الأغاني من الفولكلور المغربي، حيث قدمتها على طريقة «ميدلي»
وبعد إلحاح من الجمهور، قدمت أغنية «صافي» التي هزّت المسرح، حيث شهدت تفاعلاً منقطع النظير، قبل أن تشدو بأغنية «دام العفو للمقتدر» من كلمات سعود بن محمد وألحان سهم، لتختتم حفلها بالأغنية الوطنية «المجد هنا»، حيث لوّح الحضور بأعلام الكويت وتخضبت المدرجات بالألوان الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، في مشهد وطني اخاذ.