أكثر من ربع قرن مر على العدوان العراقي الغاشم ولا يزال هناك الكثير من القصص والحكايات لأبطال المقاومة والصمود التي تسطر ملحمة من أروع ملامح البطولة لشعب واجه بشجاعة عدوانا غاشما.
ووسط الاحتفالات بذكرى التحرير لا ينسى أهل الكويت رجلا ظل ثابتا وصامدا في «جزيرة فيلكا» طوال فترة الغزو العراقي الغاشم وهو «عثمان اسماعيل مال الله» الذي لقب بـ«حامي الجزيرة»، لتبقى تضحيته وصموده في وجه العدوان، ذكرى حاضرة في عقل وقلب كل كويتي.
وتعد تضحية وصمود «حامي الجزيرة» خير شاهد على وطنية وإرادة شعب قبل التحدي وقاوم الظلم في سبيل تحرير الوطن من الغزو العراقي الغاشم، وأن يعود الحق لأصحابه وتعود الكويت حرة أبية.
ومن خندق يبلغ من اتساعة متراً مربعاً، تفادى عثمان إسماعيل مال الله، ذو الستين عاماً، الهجمات الجوية التي جاءت لتحرير الكويت بعد 7 أشهر من الغزو الغاشم.
فحين دخل جيش الغزاة الذي استباح حرمة هذه البلاد وعاث في أرضها فسادا منتهكا سيادة البلاد وتاريخها ضاربا عرض الحائط بجميع الأعراف والقوانين الدولية، كان على السكان إخلاء الجزيرة بحثا عن مكان آمن في المدينة ولكن «عثمان اسماعيل» رفض بإصرار الخروج من عتبة بيتيه وقرر البقاء في الجزيرة التي ولد وترعرع على رمال شواطئها.
ويروي أحد أحفاد عثمان اسماعيل أنه ظل صامدا طوال أشهر العزو في الجزيرة متشبثاً بأرضها حتى النصر، رغم ما لقاه من سوء معاملة وتعذيب من جيش الغزاة.
وقبل بدء الضربة الجوية قرر أن يحفر خندقاً صغيراً داخل حديقة المنزل تحسباً للضربة الجوية التي ستقضي على الجيش الغاشم وهو ما كان حيث خرج في أحد الأيام من الخندق وإذا بالجنود العراقيين يتجمعون على ظهر احدى السفن، وفور استعدادهم للإبحار بعد الهزيمة إذ بصاروخ يقصف السفينة ممزقاً أشلائهم وملقياً بجثثهم للأسماك والمياه المالحة.
وكان عثمان اسماعيل مال الله أول ما استقبل جنود التحالف على أرض جزيرة فيلكا، لتبقى قصته شاهداً حياً وباقياً على صمود الكويتيين ورفضهم للخضوع للمحتل وليكون رمزا للفخر ويمثل دربا يسير عليه الابناء والاجيال.