زراعة... مليون شجرة

17 فبراير 2022 10:00 م

يشهد العالم تطرّفاً جوياً خطيراً، فقد زادت درجات الحرارة في العديد من بقاعه صيفاً، وانخفضت انخفاضاً حاداً شتاءً... ناهيك عن كثرة السّيول والفيضانات التي تجرف أو تطمر العمائر والمزارع والمصانع وتغرق الناس.

ونحن في الكويت جزء من هذا العالم، نتأثر ونؤثّر... وقد شاهدنا وأحسسنا وطأة الحرّ في بلادنا طيلة شهور الصيف الطويلة. كما أحسسنا وطأة البرد في أيام طوال، شتاءً.

وعليه، فإن السؤال الواجب طرحه هنا: ما هو سبيل الكويت للحدّ من حدّة الاحتباس الحراري أو تغيّر المناخ... سخونةً صيفاً وبرودةً شتاءً؟!

طبعاً هناك سبل، أقصد طرقاً عديدة، أذكر منها هنا: ضرورة زراعة مليون شجرة خضراء في الكويت، ضمن حملة تشجير معتمدة من جميع الجهات المعنية، خطة مدتها ثلاث سنوات... يُرصد لها ملايين الدنانير... لإنجازها على أكمل وجه. ونحن في الكويت لدينا إمكانات جيدة، لدينا المياه المعالجة وأسلوب الري بالتنقيط، والشجيرات الملائمة للبيئة الصحراوية التي يمكن أن نجلب بذورها من مناطق بعيدة أو قريبة من الكويت... شبيهة بمنطقتنا الصحراوية. فمن خلال تكثيف زراعة الأشجار التزيينية والجمالية، ذات الأوراق الخضراء، يمكننا تجميل وتزيين شوارع الكويت ومناطقها السكنية.

وفي الوقت نفسه، تخفيف حدة الاحتباس الحراري وسطوة أشعة الشمس الحارة جداً صيفاً، والتي تتسبب في كثير من العلل والأوجاع والأمراض، أخطرها سرطان الجلد.

ولا أذهب بعيداً إذا قلت، بأن للمزارعين الكويتيين الحائزين على مزارع على امتداد الحدود الكويتية - العراقية، وامتداد الحدود الكويتية - السعودية، دوراً كبيراً في استزراع الأشجار الخضراء، أمام مزارعهم وخلفها، بل وحولها، مما يشكّل خلال خمس سنوات أو أكثر حزاماً أو مصدّاً طبيعياً، يخفف من حدة الرياح المتربة التي تهبّ على البلاد من الشمال والجنوب... أحياناً.

نعم يمكن للمزارع الكويتي أن يساهم في تكوين هذا المصدّ الطبيعي، شريطة أن يلقى التشجيع والدعم من الجهات المعنية... وليس القطع والمنع.

ففي النهاية المزرعة حيازة (أملاك دولة)... أعني ملكاً للدولة، وليست ملكاً للمزارع، لأن الوفرة والعبدلي خارج نطاق تنظيم الدولة... حتى الآن.

وما دام المزارع لا يزرع بطريقة تعرقل السير وتسبب الحوادث المرورية... فليزرع ما حول مزرعته وأمامها وخلفها، مستفيداً من عمال المزرعة ومياهها.

ومن يزرع أكثر من المزارعين يلقَ تقديراً أكثر من الدولة.

كما أن بإمكان أصحاب المخيمات، أن يساهموا أيضاً بزرع الأشجار الخضراء قرب مخيماتهم، في برّ الكويت الفسيح... على أن يتردد أصحاب المخيمات على المخيم من وقت لآخر... بعد انتهاء وقت التخييم، لسقي الشجيرات التي زرعوها وتغذيتها حتى تكبر... وتعتمد على نفسها في استمرار حياتها.

فتعمّ الفائدة للبلاد والعباد...