كلمات من القلب

حرروا أرواحكم من تراكمات الحياة

17 فبراير 2022 10:00 م

صباح الخير... أجمل ما في روح الإنسان قدرتها على التشافي، وشحن الجسم بالقوة والإرادة والعزيمة، ولأرواحنا كلمات صادقة لا تخطئ فهمها فعندما تأمرك بالحب اتبعها، وعندما تأمرك بالابتعاد ابتعد، لأن علمها عند الله، فاتبع إحساس الروح ولا تكلفها فوق طاقتها بهموم ومتاعب الحياة.

الروح خلقت لتسمو بنا، فنحن خلقنا بسر إلهي لا يعلمه إلا الله، فعندما سئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الروح أنزل الله تعالى هذه الآية: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)، سورة الإسراء: الآية85، فهي من أمر ربي ولن تفنى أبداً حتى عندما تنتقل إلى بارئها الجسد يفنى والروح ترتقي وتصعد إلى خالقها محملة بكل تفاصيلنا، فنحن ما بين الحياة والفناء أرواح تختلف وأرواح تتآلف، فعدو اليوم صديق الغد وصديق اليوم عدو الغد.

حرروا أرواحكم من ثقل الحياة، وارفعوا عنها كل ما يعكر صفوها...

نعم، هناك أمور أكبر من صبرنا كفراق من نحب أو خصام بين أهل، لكن لا ترهقوا أرواحكم ولا تتمسكوا بمن يريد الرحيل، ولو أراد الراحلون الغائبون أن يعودوا لعادوا، ولو أراد المتخاصمون والمتفارقون أن يتصالحوا لتصالحوا.

لكن، نصيحة لا تغلقوا الأبواب خلفهم، ابقوها مواربة، فلو أرادوا أن يعودوا يوماً إليكم فاحسنوا استقبالهم وضيافتهم، لقد غادرونا وهم أصحاب المكان وعادوا اليه وهم ضيوف.

لو علم المتخاصمون أن القلوب تتقلب والأماكن تتبدل ونحن نتقدم بالعمر ونتغير، والعقل ينضج، والفكر يتسع، والحق يتضح فلن نعود كما كنا قبل الخصام، ما كسر لا يجبر، وإن تم ترميمه يظل هناك أثر. آثروا البقاء وتمسكوا بمن تحبون، فالأهل لا يعوضون والقلوب المحبة المخلصة نادرة في هذا الزمن.

هناك إخوة متفرقون من دون سبب، وهناك أصدقاء رحلوا بلا وداع، وهناك أزواج هجروا دون ذنب، وهناك أولاد ابتعدوا بلا حب، هذه أقدار قد قدرها الله علينا، ولكن سبحانه وتعالى يغيرها اذا أراد الإنسان أن يتغير قال تعالى: «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ» الرعد: الآية 1.

للمتحابين والمتآخين أقول لهم: اضحكوا ابتسموا غنوا ارقصوا ازرعوا حباً تحصدوا وداً. قد تهزمنا مصاعب الحياة ولكنها أبداً لا تكسرنا... قد تؤلمنا تقلباتها ولكنها أبداً لا تضعفنا، قد تصدمنا بفراق من نحب ولكنها تجبرنا بما نحب، قد تتعثر خطواتنا ولكنها لا تزل ولا تنحرف عن الصواب.

وقد أكون أطلت عليكم بالحديث ولكن المهم ان تصل كلماتي إلى كل واحد منكم ولو حرف من حروفها، فيرتوي العطشان ويتشافى التعبان ويفرح الزعلان، وتتجلى السعادة للمهموم والإيجابية للمهزوم.

تبقى الحياة ماضية ونحن الراحلون. فاستمتعوا فيها واستبشروا خيراً مع اشراقة شمس كل يوم... دمتم ودامت محبتكم.

Najat-164@hotmail.com