تركي العازمي / زمن الصحوة!

1 يناير 1970 04:50 ص
البيت الكويتي فيه ما يميّزه عن غيره من ناحية الولاء للأسرة الحاكمة وحب الوطن وأفراده، إذ تجدهم متماسكين في أحلك الظروف. وللظروف المعيشية، وتغير التكنولوجيا، وتغير المستوى الثقافي للأفراد أثر في التغيير الذي تشهده الساحة حالياً.

في العقود الماضية كانت المعارضة محصورة في فئات معينة ساعدها مستواها الثقافي في فرض أجندتها. و«الربع» البصامة، أو الاستسلاميون، كانت ثقافتهم تحترم كلمة «طلبناك»، و«حبة خشم» تنهي الموضوع. وقد ساعدت التركيبة السكانية والمستوى الثقافي لقاعدة الناخبين في استمرار تلك الصور السلوكية إلى أن جاء طلبة الجامعات في الكويت وخارجها بكوكبة جديدة كان لها الأثر الكبير في تغيير المعادلة وتلاشي تلك الصور تدريجياً منذ عقدين من الزمان.

إن ما تعيشه الكويت في الوقت الحالي يعتبر زمن الصحوة الذي فرضته المجريات لتحدث تغييراً كبيراً في المشهد السياسي وصارت المعارضة غير محتكرة، وحتى «الشيّاب» أصبحوا يستمعون إلى أبنائهم في الديوانيات ويسألون عن أدق التفاصيل لقضايا تشهدها الساحة.

في البيت الكويتي تجد الطبيب، الأكاديمي، الباحث، المهندس، القانوني، ومن العلوم الإنسانية. وهذا الوجود دخل إلى عقول كانت تخضع لشيمة «طلبناك»، أو تنسحب مع «حبة الخشم» وغيّرت نظرتها وصارت تحمل فكراً ثقافياً، حتى وإن كانت لا تحمل المؤهلات التعليمية، فبعض أصحاب الدرجات العلمية من جامعيين وما فوق بالكاد يفهمون تخصصهم ولم يثقفوا أنفسهم من نهل المعرفة الذي وفرته التكنولوجيا الحالية، وهؤلاء، لله الحمد قلة تكاد لا تُذكر. من هنا، فإن أصحاب الدواوين وروادها على درجة عالية من الفهم الذي يحرك بنات أفكارهم لتقول لهذا «اترك عنك»، وتقول لذاك «بيض الله وجهك».

المراد أننا لا نستطيع فرض دولة القانون ما لم نكن على قناعة تامة من أن القانون يطبق على الصغير قبل الكبير، ونعني هنا القانون بما فيه الإداري من تكافؤ فرص وخلافه.

اسألوا وزير الداخلية عن كارثة الازدحام المروري وعن «التاكسي الجوال»!

اسألوا وزير الإسكان عن البنية التحتية للمناطق السكنية الجديدة؟

اسألوا: لماذا لا يكون هناك وزير إعلام متفرغ لأكثر القضايا حساسية؟

اسألوا وزير الصحة عن تردي الخدمات الصحية؟

اسألوا وزيرة التربية والتعليم العالي عن تدهور مستوى التعليم بشقيه العام والعالي؟

اسألوا وزير المواصلات عن البريد والخدمات الهاتفية لمناطق يسكنها بشر من عقود؟ وعن هيئة تنظيم الاتصالات؟

اسألوا وزير الشؤون عن تجار الإقامات والعمالة السائبة؟

اسألوا وزير التجارة عن البورصة؟

اسألوا وزير الأشغال والبلدية عن بيوت فهد الأحمد التي طُلب وقف إيصال التيار الكهربائي لها؟ وعن تردي الطرق؟ و... أفصحوا عن مشاريعكم، بعيداً عن التنظير، وتذكروا دائماً أنه «لكل زمان دولة ورجال»، فمن كان معك صار ضدك بسبب الأسئلة أعلاه التي عكسها لنا الواقع المر إضافة إلى التساؤل غير المجاب عنه وهو: متى نقضي على الفساد الإداري؟ ومتى نطبق القانون وعلى من؟ وماذا عن حرمة المال العام؟

هذه تساؤلاتنا وتساؤلات السواد الأعظم من أفراد البيت الكويتي الذي يعيش زمن الصحوة... والله المستعان!



تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]